عاجل
  • الرئيسية
  • منوعات
  • آفاق دعوية
  • "برهامي": الشرع أكد على تأخير الطلاق كحل أخير إذا لم تفلح مراتب الهجر التي ذكرها القرآن لأهمية استقرار الأسرة وتجنب الانحرافات الشخصية

"برهامي": الشرع أكد على تأخير الطلاق كحل أخير إذا لم تفلح مراتب الهجر التي ذكرها القرآن لأهمية استقرار الأسرة وتجنب الانحرافات الشخصية

  • 30
الفتح - الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية

قال الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية: لما كانت الانحرافات الأسرية مِن أكبر أسباب انحرافات الشخصية، خاصة في نشأتها الأولى؛ كان توجيه الشريعة نحو المحافظة على الاستقرار، ومنع انهيار الأسرة، وتفرق الزوجين.

وأشار "برهامي" -في مقال له بعنوان "مظاهر القسوة في المجتمع أسباب وعلاج (16) الاضطرابات الأسرية" نشرته جريدة الفتح- إلى أنه بعد أن بيَّن الله -سبحانه وتعالى- كيفية إدارة سفينة الحياة الزوجية تحت قيادة الرجل بكمال عقله، وكمال دينه وبإنفاقه المستمر على الأسرة في أول تكوينها، واستمرار وجودها، وبطاعة المرأة الصالحة لربها، ومن ضمن ذلك وأهم أساسياته في بقاء الأسرة؛ طاعتها لزوجها فيما يلزمها من طاعته في غير معصية الله، وحفظها لنفسها وماله وأولادها في غياب الزوج، وكذا حفظ أسرار ما يجري بين الزوجين، خاصة في العلاقات الحميمة، بيَّن -سبحانه وتعالى- كيفية معالجة الخلل المتوقع مِن أول بوادره قبل استفحاله، إذا كان من قِبَل المرأة بأن ارتفعت الزوجة على زوجها، وتعالت على طاعته، فنشزت وذلك بالموعظة الحسنة، ثم بالهجران إن لم تُجدِ ولم تنجح الموعظة الحسنة.

ولفت إلى أنه بمراتب الهجران المختلفة: مِن الهجران في الفراش بأن يوليها ظهره، ثم ينتقل إلى هجران الجماع، وهجران الكلام وهو لا يزال في الفراش، ثم الهجران في البيت في مكان آخر غير فراشها، ثم الهجران خارج البيت إذا لزم الأمر، موضحًا أنه إذا لم ترجع الزوجة إلى الطاعة -وهذا غالبًا شيء نادر، وإنما يحدث من الزوجة العنيدة التي ترى نفسها ندًّا لزوجها، فهي تحتاج تربويًّا إلى كسر عنادها وتربيتها- شَرَعَ اللهُ -عز وجل- الضرب في هذه الحالة، مشيرًا إلى أن الشرع قد اشترط فيه أن يكون غير مبرح، أي: غير مؤثر؛ فلا يكسر عظمًا، ولا يجرح جلدًا، فضلًا عما تحته، ولا يُحدِث شينًا، أي: علامة مستمرة من شدة ضربه، متابعًا: ثم بعد ذلك قبل أن يصل الأمر إلى الطلاق شرع الله أمر التحكيم.

وتابع نائب رئيس الدعوة السلفية: وهذا الترتيب البديع يدلنا على شدة تأكيد الشريعة على تأخير الطلاق كحل أخير إذا لم تُفلح الحلول السابقة، وكل ذلك لأهمية استقرار الأسرة وتجنيبها الاضطراب؛ لتبقى السكينة والمودة والرحمة الضرورية لحسن تربية الأولاد، وتجنيبهم الانحرافات الشخصية، قال الله تعالى في بيان التحكيم: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا} [النساء: 35].