عاجل

الفرق بين زماننا وزمن السلف الصالح في سرعة الاستجابة للحجاب.. "تشريع يحافظ على العرض"

  • 37
الفتح - الشيخ عطية صقر، رئيس لجنة الافتاء بالأزهر سابقا

إِن من مقاصد الشيطان التي يسعى لها هو كشف العورات، وإظهار مفاتن النساء؛ لأن ذلك من أسباب نشر الفساد فِي المجتمعات، فينبغي للمؤمنة ألا تكون عونا للشيطان في تحقيق مآربه؛ بتبرجها وسفورها، وإظهارها لزينتها؛ ففتنة الرجالِ بها عظيمة، قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً؛ أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ" [متفق عليه].


وفي بيان الفرق بين زماننا وزمان السلف في سرعة الاستجابة للحجاب جاء في كتاب "موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام" [المجلد 2 / ص 597 : 603] للشيخ عطية صقر، من علماء الأزهر الشريف ورئيس لجنة الإفتاء بالأزهر وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية سابقًا، ما يلي:

وهذا ما ورد في الكتاب:

"السلف الصالح، رضوان الله عليهم أجمعين، كانوا أسرع الناس استجابة لأوامر الله، وأحرصهم على الأخذ بكل ما يرشد إليه الدين؛ لأن ذلك مقتضى الإيمان بالله والثقة فى تشريعه الحكيم.

وكان تنظيم الاتصال الجنسى عامة، ووضع الوقاية للحفاظ على العرض بتشريع الحجاب خاصة، نوعا من الجهاد النفسى ضد أقوى الغرائز الإنسانية، وكان الصمود فى هذه المعركة بطولة رائعة تعرف بها قوة إيمان المؤمن. والسلوك الشخصى والجماعى أمارة من أمارات مستوى نضج المجتمع؛ لأنه تطبيق للمبادئ والأفكار والعقائد والإرشادات، ومن هنا كان المسلمون الأوائل مثاليين فى سلوكهم؛ لأنه نابع من العقيدة القوية القائمة على الحب العميق للمبادئ ولمن وضعها، والثقة التامة فى خيريتها وفى إيجابيتها لحفظ التوازن النفسى الذى يستهدف خدمة المجتمع دينا ودنيا ..."

إلى أن قال -رحمه الله- متسائلًا "فهل فى أولى الأمر من ينهج نهج عمر فى شدة الرقابة على الأخلاق وحماية الآداب؟".

وأضاف الشيخ عطية صقر "لقد كان هناك تعاون على حفظ الشرف بين الرجال والنساء، وبين الحكومة والشعب، وبذلك قلت الجرائم إلى حد كبير، حتى أن من كانت من النساء تباشر أى نشاط أدبى أو اجتماعى كانت فى حشمة ووقار".