عاجل

"الفتح" ترصد أعداد المسلمين في بولندا وأهم التحديات التي تواجههم هناك

  • 35
الفتح - مسجد "غدانسك" في بولندا

تقع بولندا في شرقي وسط أوروبا، وقد كانت دولة كبرى في العصور الوسطى، وتحتل مساحة كبيرة تقدر بنحو 312,683 کیلومتر مربع، ويسكنها 38,792,442 نسمة، غالبيتهم العظمى من النصارى مع قلة من المسلمين واليهود. وكانت منذ أقدم العصور على صلات وثيقة بالشرق الإسلامي، وذلك لموقعها في شرقي وسط أوروبا، مما جعلها تتصل بكثير من البلاد الشرقية.

 وتواجه الأجيال المسلمة الجديدة الموجودة في قارة أوروبا خطرًا داهمًا جراء تعرضها لمسخ الهوية الإسلامية والانسلاخ من الدين.

ولما منيت الإمبراطورية التي أسسها بركة خان المسلم حفيد جنكيز خان، بالانقسامات والحروب الداخلية وبخاصة غزوات تيمورلنك المتكررة في الشرق من جهة ومعارك التوسع الروسي لإمارة موسكو من جهة أخرى، التجأ الأمير توختميش بن قولة خوجه إلى أراضي "ليتوانيا" التي في بولندا الشرقية حاليا. 

وكان أمير ليتوانيا حينذاك "فيتوفيت" الذي تحالف مع بولندا ضد روسيا. 

وبعد موت توختميش عام 1408 م، خلفه جلال الدین أميرًا على جماعة المسلمين التتار التي شكلت إمارة في الإقليم القائم شرقي كييف. وقد عاشت هذه الإمارة إلى عام 1502 م، ثم غزتها دولة القرم الإسلامية من الجنوب ودولة الموسكوف الروسية من الشرق.

وعندما تعرض المسلمون البولنديون للتنصير الإجباري والاضطهاد الديني في أوائل القرن السادس عشر الميلادي، تدهورت العلاقة بين بولندا وجارتها الدولة العثمانية ودولة القرم المسلمة، فهاجم ملوك القرم بولندا بين عامي 1672 م و 1699 م. 

ثم تحسنت أحوال المسلمين البولنديين وشاركوا مع الجيش البولندي في حروبه مع السويد وروسيا، وكان لهم من الفضل في إنقاذ حياة الملك البولندي "جان الثالث" في معركة "باركامي" عام ١٦٨٣ م، وكافأهم الملك بمنحهم منطقة بياستوك الحالية التي يعيش فيها معظم المسلمين البولنديين.

وفي سنة 1919 م، تشكلت فرقة من الخيالة التتار المسلمين البولنديين بأمر من الرئيس البولندي، كما تكونت فرقة الفتيان التتاريين الإسلامية والتي اشتركت في الحرب ضد الشيوعيين عام 1920م.


من التحديات التي تواجه المسلمين في بولندا:

ولما نشبت الحرب العالمية الثانية، اشترك المسلمون في الدفاع عن البلاد، ولكن نتيجة الحرب كانت وخيمة على المسلمين البولنديين، حيث أصبح أكثرهم داخل الاتحاد السوفيتي السابق، ولم يعد مركزهم "ولنيوس" جزءًا من بولندا، بل أصبحت عاصمة ليتوانيا السوفياتية.

وكان المسلمون في بولندا يوجدون في 18 ولاية مع بداية القرن العشرين الميلادي، وكان عدد المساجد 44 مسجدًا عام 1918 م، ولكن التصفيات التي تعرض لها المسلمون هناك أدت إلى تلاشيهم تقريبا، حيث كان يبلغ عددهم حوالي 150 ألف نسمة في بداية القرن العشرين الميلادي، وقد تقلص هذا العدد إلى حوالي 30 ألف نسمة.

ومع أنه توجد جمعية إسلامية في كل منطقة من المناطق الستة التي يوجد بها مسلمون، إلا أن نشاط هذه الجمعيات ضعيف جدًا. ومع أن الاتحاد الذي يشرف على هذه الجمعيات يتلقي مساعدات بسيطة من الحكومة، إلا أن النشاط محدود جدًا ويكاد ينحصر الآن في اتحاد الطلبة المسلمين الذين وفدوا للبلاد، إما للعمل أو الدراسة.