عاجل

بوتين يفوز بولاية خامسة لرئاسة روسيا

خبراء: أمد الحرب الأوكرانية سيطول حتى تحقيق أهداف موسكو

  • 8
الفتح - الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

فاز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بولاية خامسة في انتخابات الرئاسة التي انتهت منذ أيام، وسط ظروف استثنائية لروسيا عامة ولبوتين خاصة الذي تقاطعه عدة دول غربية بسبب الحرب التي يشنها على أوكرانيا منذ نحو أكثر من عامين.

وهذه الانتخابات هي الثامنة في تاريخ البلاد الحديث، وتنافس فيها أربعة مرشحين؛ هم: بوتين الفائز، بصفته مستقلًا، وفلاديسلاف دافانكوف مرشح حزب "الشعب الجديد"، وليونيد سلوتسكي من "الحزب الديمقراطي الليبرالي"، ونيكولاي خاريتونوف مرشح "الحزب الشيوعي الروسي". 

وفاز بوتين بنسبة 87,28% وبفارق كبير عن أقرب منافسيه؛ فقد حاز نيكولاي خاريتونوف على 31 .4% من الأصوات، في حين حصل فلاديسلاف دافانكوف على 85 .3% من الأصوات، وحصل ليونيد سلوتسكي على 2 .3% من الأصوات، وفقًا لبيانات لجنة الانتخابات المركزية بعد فرز 100% من أوراق الاقتراع. 

على الجانب الآخر، شكك البيت الأبيض في نزاهة الانتخابات؛ قائلًا: "إن الانتخابات الرئاسية الروسية ليست حرة ولا نزيهة؛ لأن الرئيس فلاديمير بوتين زج بمعارضيه في السجن ومنع آخرين من الترشح أمامه".

 وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: "إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريد أن يحكم إلى الأبد". وقالت الخارجية البولندية في بيان لها: "إن الانتخابات الرئاسية في روسيا غير قانونية وغير حرة وغير نزيهة؛ لأنها أُجريت في مناخ من القمع الشديد، وفي المناطق المحتلة من أوكرانيا؛ مما يشكل انتهاكًا للقانون الدولي".

من جهته، قال الدكتور أيمن سمير، الخبير في الشأن السياسي الدولي: إن هذه الانتخابات أجريت وسط ظروف دقيقة تمر بها روسيا ما بين حرب خارجية وعقوبات وما إلى ذلك، وبوتين يعمل على تثبيت أركانه وبقاء بلاده مستقرة.

وأضاف سمير في تصريحات صحفية نشرتها جريدة "الفتح" الورقية أن الأزمة الأوكرانية لا تزال تلقي بظلالها على المشهد العام الداخلي الروسي، في الوقت الذي تشهد فيه بعض المدن الحدودية مع أوكرانيا لهجمات بمسيرات أوكرانية ومنها بيلجورود التي مُنيت بأشد تلك الهجمات، منوهًا باستقرار الوضع الاقتصادي الروسي رغم العقوبات الغربية؛ بما يؤكد قوة الاقتصاد الروسي وتمكُّن الحكومة الروسية من الحفاظ على مستوى الحياة العامة للمجتمع؛ فنسبة التضخم داخل الأسواق الروسية هي الأقل مقارنة بالدول الغربية، بجانب زيادة الثقة الشعبية في الإدارة الحالية، علاوة على تقرير البنك الدولي الصادر في يناير الماضي الذي رفع مستوى توقعاته للنمو الاقتصادي الروسي خلال العام الجاري إلى 1.3%، وفي 2025 إلى 0.9%.

وأردف: لكن مع ذلك توجد تحديات كبرى في انتظار بوتين، على رأسها أمن البلاد المتمثل في الحرب الأوكرانية بالرغم من النجاحات الدفاعات الروسية في إجهاض الهجوم الأوكراني المضاد، وسط نداءات في الداخل الروسي بأهمية وجود منطقة آمنة على الحدود، وتوسيع الجبهة حتى تظل المدن الحدودية الروسية آمنة من المسيرات الأوكرانية.

في حين ترى الدكتورة هالة رشيدي، أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن فوز بوتين كان متوقعًا في كل الأحوال لغياب المنافسة الجدية؛ وسيتيح له البقاء على رأس السلطة حتى عام 2030م، ليس ذلك فحسب بل بموجب المراجعات والتعديلات الدستورية التي أُجريت عام 2020م سيتمكن بوتين من الترشح مرة أخرى والبقاء في منصبه حتى عام 2036م، وسيكون عمره حينذاك 84 عامًا.

وأضافت "رشيدي" لـ "الفتح" أن بوتين عزز موقفه في الداخل للمرة الخامسة على التوالي، وإن بقاءه على رأس السلطة سيجعله يُتمّ ما بدأه في أوكرانيا؛ وبناء عليه فلن يتراجع حتى يحقق ما خطط له هناك وربما تطول الحرب.