نيويورك تايمز: تحول فى السياسة الأمريكية لإنهاء الأزمة فى سوريا

  • 77
بشار الأسد

ذكرت صحيفة " نيويورك تايمز" اليوم أن دعم الولايات المتحدة لمبادرتى الامم المتحدة وروسيا لإنهاء الصراع الدائر فى سوريا يؤكد تحولا فى وجهة النظر الأمريكية اٍزاء كيفية إنهاء الأزمة فى سوريا وتراجع مطالب الغرب برحيل النظام السورى على الفور.

وترى الصحيفة الأمريكية أن الإدارة الأمريكية تؤكد دائما على أن التوصل إلى تسوية سياسية دائمة فى سوريا يتطلب رحيل الرئيس بشار الأسد، غير أن جمود الوضع العسكرى وتواجد العناصر المتشددة المسلحة وتفاقم الأزمة الإنسانية التى تعد الأسوأ فى العالم، جعل الولايات المتحدة تساير الجهود الدبلوماسية الدولية التى قد تؤدى إلى تغيير تدريجى فى سوريا، مع بدء إيمان واشنطن حاليا بان الإطاحة بالرئيس بشار لن يساهم فى كبح جماح الفوضى والتطرف.

وقد اكد المسئولون الأمريكيون للنظام السورى عبر وسطاء عراقيين أن الجيش السورى ليس هدفا للولايات المتحدة، فى الوقت الذى تقصف فيه الطائرات الأمريكية مواقع العناصر المتشددة فى سوريا، وتواصل الولايات المتحدة تدريب المعارضة السورية وتزويدها بالسلاح ولكن لمحاربة المتشددين وليس الحكومة حسبما قالت الصحيفة الامريكية، التى أضافت أن الولايات المتحدة ودولا غربية أخرى رحبت بصورة علنية بمبادرتى الأمم المتحدة وروسيا، وهو ما سيؤجل إطار عمل جنيف الذى تدعمه واشنطن والذى يدعو إلى نقل السلطة إلى ادارة انتقالية.

واشارت الصحيفة إلى ترحيب وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى فى الاسبوع الماضى بالمبادرتين فى حين لم يذكر تخلى الرئيس بشار عن السلطة اذ قال إن بشار هو احد الزعماء الذى يحتاج إلى تغيير سياساته، ونقلت عن كيرى قوله إنه حان الوقت للرئيس الاسد ونظامه أن يضعوا الشعب على راس أولوياتهم، وان يفكروا فى عواقب أفعالهم التى تجذب مزيدا من الارهابيين إلى سوريا.

كما أشارت الصحيفة إلى تصريحات مبعوث الامم المتحدة إلى سوريا ستافان دى مستورا والتى وصفتها بانها ايضا تحول تكتيكى حيث قال انه يجب الأخذ فى الاعتبار عوامل جديدة مثل صعود تنظيم داعش، وأنه لا يمكن محاولة ترتيب لعقد الجولة الثالثة من جنيف قبل بناء دعم لا لبس فيه من جانب الحكومة السورية والمعارضة لنوع من "العملية السياسية السورية".

وقالت الصحيفة إن البحث عن حل سياسى والذى قال دى مستورا عنه " أنه يجب الاخذ فى الاعتبار ليس فقط إطار عمل جنيف بل ايضا الحاجة إلى التكيف مع الطموحات بدون شروط مسبقة تمشيا مع العوامل الجديدة التى ظهرت على ارض الواقع مثل داعش "، يعكس وجهة نظر مسئولى الامم المتحدة التى تبنوها بالنسبة لسوريا منذ فترة طويلة، وهى انه يتعين على الغرب التكيف مع الواقع القائل بان المعارضة السورية فشلت فى هزيمة النظام السورى.