ثورة يناير تثير التساؤلات..!! الشباب: أربعة أعوام على قيامها ولم تحقق أهدافها كاملة

  • 97
صورة أرشيفية

مواطنون: الشعب لم يخطئ حينما ثار على حكومة مبارك.. والثورة أوجدت حالة من الوعي لدى لشعب

ظن كثير من المصريين خلال الأشهر الأولى من قيام ثورة 25 يناير التي كان من أهم شعاراتها "العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية" أنهم سيعيشون أزهى عصور الحرية والرفاهية والعدالة، بل ظن غالب الشعب أنه بقيام الثورة ستنتهي كل سلبيات الماضي وآلامه وأوجاعه، وبعد مرور أربعة أعوام على قيام المصريين بالثورة تباينت ردود أفعال قطاع كبير من الشباب حول تحقيق أهداف الثورة، وما حلم به المصريون، بل تساءل البعض: هل أخطأنا عندما قمنا بالثورة؟ ولا يخفى على أحد العقبات والصعوبات التي مرت بها الثورة خلال مراحلها المتعددة، ويبقى الأهم من ذلك كله أن الثورة كشفت حقائق غائبة وأظهرت اتجاهات وممارسات الجميع، وفي نهاية المطاف هناك رابح وخاسر، ويبقى الوطن هو الضحية.

قال المهندس أشرف رمضان حسن، لم تحقق الثورة أهدافها؛ لأن أهدافها من الأساس لم تكن واضحة، وما نتج بعد ذلك من أهداف كان نتيجة سرعة التفاعل مع الحدث.

وأضاف أنه ما كان يحلم به لم يتحقق بعد عن طريق الثورة؛ لأن ما نريده هو ثورة حقيقية من داخلنا، وليست ثورة مصطنعة، موضحا أن المصريين لم يخطئوا، ولم يصيبوا ولكن فوجئوا، وإن كانوا أخطأوا في التعامل معها بأكبر من حجمها فحملوها ما لا تحتمل.

وفى سياق متصل، قال الدكتور عبد الرحمن الأجدر أخصائي التخدير ورئيس قسم الجودة الطبية بمستشفى الزرقا بدمياط، لم يخطئ المصريون حينما قاموا بثورتهم العظيمة في 25 يناير عام 2011، التي كانت نتاجا حتميا لما تعرض له هذا الشعب العظيم من عقود مظلمة من دولة الفساد، وليس فساد الدولة على يد مجموعة من فاقدي الوطنية والانتماء، من باعوا أنفسهم للهوى فاشترى الشيطان، وبارك البيع أعداء الأمة .

وتابع الأجدر: كما وقف الكثيرون من الأشقاء قبل الأصدقاء - بل والأعداء قبل الحلفاء- عاجزين عن إيجاد التفسير والتحليل السيكولوجي والتكتيكي لما تم في هذه الفترة من تاريخ هذا الشعب العظيم .

ومهما تكلم الخبراء والمخضرمون في عالم الثورات عن هذه الحقبة من تاريخنا العريق لن يتمكنوا من الوقوف على ماهية الدوافع المعنوية والمادية لها.

وأضاف لن نجرد الصورة من إشراقة يبدد شعاعها ستائر الظلام لطالما تمنينا أن نرى أطرافه، مؤكدا لتكن ثقة الشعب التي استردها في فئة لا تزال تعمل لا لشيء إلا أن ترضي ربها، وتحفظ لأجيال قادمة الحق في أن ينعموا بوطن افتقده كثير من أقرانهم في وطننا العربي، هي أعظم مكتسبات هذه الثورة العظيمة وأعدته لمواجهة ما هو مستقبل من غمار لا يعلم منتهاها إلا من يعلم السر وأخفى.

من جانبه، أكد أحمد حسين إبراهيم حاصل على بكالوريوس التجارة، أن الثورة لم تحقق أهدافها حتى الآن، وأنه لم يتحقق حتى الآن ما كان يحلم به تجاه الثورة، مشيرًا إلى أن المصريين لم يخطئوا في القيام بالثورة.

كما أشار أحمد محمد عبد المنعم بكالوريوس حاسب آلي إلى أنه لو عدنا إلى الخلف قليلا وبحثنا عن أهداف الثورة ما هي؟ لوجدنا أن أهداف الثورة هي (عيش حرية عدالة اجتماعية)، وكل كلمة من هذه الكلمات المنوط بجعلها واقعا محققا هو مؤسسات الدولة مجتمعة أو ما يطلق عليه (الدولة العمقية)؛ ولذلك ستجد تلك الأهداف بعضها تحقق فعلا ولو على المستوى الفردي في بعض أجزاء الدولة، وبعضها تحقق وصار واقعا مشوها بسبب الأحداث التي مرت بها البلاد.

وأوضح أن بعض أهداف الثورة تحققت، مثل تطهير بعض بؤر الفساد التي كانت تعاني منها الدولة، وكانت سببا في حالة الهيجان في 25 يناير، مضيفا نتمنى ألا تعود مرة أخرى.

وأضاف أنه لم يتحقق كثير مما كان يحلم به أن تغيره الثورة، لكن الوضع الآن أفضل مما كان موجودا قبل الثورة، مضيفا أتمنى أن تكون كل جهود المسئولين موجهة لرفع المعاناة عن الشعب الذي عانى من فساد مسئوليه طيلة سنوات، وأن يكون الجميع على مستوى المسئولية حتى ننهض بالأمة ونواجه التحديات على المستويين الإقليمي والدولي.

وتابع: آمل أن تكون هناك انفراجة قادمة، وأن يتناسى الجميع خلافاتهم ويضعوا المصلحة العامة أمام أعينهم حتى نحقق ما كنا نحلم به، مؤكدا أن المصريين لم يخطئوا عند قيامهم بالثورة؛ لأنها كانت شيئا متوقعا ونتيجة طبيعية لمقابلة هذا الكم الهائل من الظلم والفساد طيلة تلك السنوات السابقة للثورة، مشيرا إلى أنه كان يتمنى فقط أن يتعامل معها المصريون بوعى أكثر من هذا، وبرؤية أعمق حتى نتجاوز تلك الفترة الزمنية التي غبنا فيها عن مسايرة باقي الأمم.

وأوضح محمد سمير محمد مدني طبيب بيطري، أن الثورة لم تحقق كل أهدافها من التطهير ومحاربة الفساد، لكن أوجدت حالة من الإفاقة والوعي عند الشعب، وأضاف لا أستطيع أن أحكم جازمًا إن كان المصريون أخطئوا بقيامهم بالثورة أم لا؟ إلا أن الثورة تعتبر بداية لتصحيح المسار.

كما أكد بسيوني عيد البسيوني طبيب بشري، أن الثورة لم تحقق أهدافها قطعا وبلا شك، كما أنه لم يتحقق ما كان يحلم به خلال فترة الثورة، موضحا أنه يجب التفريق بين المرجو المأمول والممكن المتاح. وشدد على أن المصريين لم يخطئوا حينما قاموا بالثورة، لكن بعض المصريين أخطأوا في فهم الثورة والتعامل مع الواقع الجديد بعدها.

ويقول محمود عبده عبادي مغربي، حاصل على بكالوريوس تجارة، بالنسبة لثورة ?? يناير لم تحقق سوى أن كشفت الغطاء عن أسوأ ما في بعض فئات الشعب من عدم قبول المخالف في الرأي، موضحا أن المصريين لم يخطئوا في قيامهم بالثورة، لكن الخطأ كان فى استغلال الثورة ضد الأهداف المرجوة منها.

ومن ناحيته قال حازم أحمد صوفي بكالوريوس خدمة اجتماعية، بالطبع لم تحقق الثورة أهدافها باستثناء ترسيخ مبدأ "أن الأمور لن تعود للوراء، وأن الشعب لن يسمح بعودة النظام القمعي الذي أذل المصريين عقودًا طويلة".

وتابع: من أسوأ ما نتج عن الثورة الفوضى التي ملأت كل مكان تحت دعاوى عدة منها حرية الرأي وحرية التعبير؛ حتى وصل الأمر إلى التطاول صراحة على ثوابت الدين، فيجب أن نفرق بين الحرية وبين الضرب بمشاعر المصريين ومعتقداتهم عرض الحائط، ويجب أن تتصدى الدولة لذلك بكل قوة ولا تسمح بوجود مثل هذه القنوات أو البرامج.

وأضاف صوفي هذا بالطبع ليس ذنب الثورة لكن المشكلة أن القليل من يستطيع أن يضبط الأمور ويضعها في مكانها الصحيح، ويفرق بين الحرية والفوضى واللامسئولية.

ويقول وليد جعفر مدرس، لم تحقق الثورة أي أهداف بل تراجع حال البلد للأسوأ، وأضاف كنا نحلم بالكثير لكن فهم الناس للحرية كان خطأ مما شوه الثورة.

وأكد جعفر أن المصريين لم يخطئوا في القيام بالثورة، لكن أخطأ البعض حين حاول أن يستغلها لمصلحته، وإن كان ذلك على حساب الوطن وباقي مكونات الشعب.

وأشار محمد حسنين محمد اللباني مهندس بترول، إلى أن الثورة لم تحقق أهدافها كاملة، مضيفا الشعب تمتع بقسط من الحرية، ولم يتغير الحال بالنسبة للعيش والعدالة الاجتماعية.

وتابع: ما زال الحلم موجودًا بالعيش الكريم والحياة الأفضل، متسائلا: هل سيتحقق الحلم يوما ما؟! موضحا أن المصريين لم يخطئوا عندما قاموا بالثورة فهي ثورة ضد الظلم بأشكاله الذي يتلخص عند الشعب في "العيش والحرية والعدالة الاجتماعية"، وأكبرهم وأقواهم في التأثير الظلم الاجتماعي لأنه يمحو الطبقة المتوسطة من الوجود فنتج عن ذلك طبقتان: طبقة عالية "متعالية ومتعدية على الطبقة الأخرى"، وطبقة سفلى " الموت أهون عندها من الإهانة والظلم الواقع عليها".