بحضور فاروق والصاوي وإبراهيم.. كلية "الدعوة" تعقد ندوة حول "التطرف وعلاجه"

  • 170
جانب من الندوة


أقامت كلية الدعوة الاسلامية بالقاهرة، ندوة مميزة حاضر فيها عميد كلية الدعوة الدكتور جمال فاروق، والدكتور محمود الصاوي وكيل الكلية،  والدكتور ناجح  ابراهيم الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، وذلك لاتحاد طلاب اندونيسيا بالقاهرة.


نظمت إدارة الكلية الندوة حول "التطرف ومعالجته"، حيث قدم لها الدكتور جمال فاروق عميد الكلية، وعقب عليها وأدار الحوار حولها مع الطلاب الدكتور محمود الصاوي وكيل الكلية للدراسات العليا، وذلك بحضور عدد من أعضاء هيئة التدريس بالكلية وبعض الضيوف.


رحب العميد بالضيف، مبينًا اهميته باعتباره يحمل علي ظهره تجربة فريدة وثرية عاش فيها فترة من الزمن مع الجماعة الإسلامية، وتصدر فيها وكان داعية ومُنظرا لهذه الجماعات، بل واعتقل بسبب قيادته لبعض أذرعها، ثم بان له وجه الحق والصواب، والفهم السديد، فقاد حملة مراجعات واسعة لأفكار ومفاهيم هذه الجماعة وبين أخطاءها.


أكد ناجح إبراهيم القيادي السابق بالجماعة الإسلامية في محاضرته علي وصف أبناء الجماعات المسلحة، بأنهم « ليسوا بأبناء النص ولا هم أبناء العصر»، فهم لم يفهموا نصوص الشريعة علي وجهها الصحيح، ولم يفهموا واقع عصرهم علي وجهه الصحيح كذلك، بل أتوا بوقائع تاريخية لها ظروفها ولها سياقاتها وملابساتها حدثت في قرون الإسلام الأولي ويريدون تطبيقها اليوم - على حد قوله -.


وأضاف إبراهيم، مبينًا الفرق بين الداعية الإرهابي والداعية  الذي يدعو الناس بالحسنى، ولا يدعو عليهم، فالنبي صلى الله عليه وسلم قيل له ادع علي ثقيف لتأخر اسلامها فقال اللهم اهد ثقيف وأت بهم، مضيفًا: الداعية يبشر وبعض الجماعات تُنفر، الداعية يهدي وبعض الجماعات تُكفر، مستشهداً بواقعة رعل وزكوان لما قتلت 70 من خيار أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- من الدعاة والقراء  قيل له ادع عليهم، فقال له الله لاتدع عليهم (ليسَ لكَ مِن الأَمرِ شَئ).


وأوضح خطورة جريمة القتل، وآثارها المدمرة علي الأديان والمُجتمعات، مؤكدًا أن القتل بالاسم حرام، فالحشد الشعبي كان  يقتل كل من كان اسمه أبو بكر أوعمر أو عائشة، وكذا القتل بالمذهب حرام  "سُني أو غير ذلك"، وكذا القتل بالزي وللوظيفة حرام وجريمة كبري، حيث يتم الاعتداء أحيانا على كل من يلبس زي عسكري او وظيفته عسكري أو شرطي، كما أن القتل علي الهوية حرام، فمسلموا البوسنة لماذا قتلهم الصربيون؟ لانهم مسلمون،  ومسلموا الروهينجا لماذا يقتلون؟


وأردف، أن النص لايمكن ان يناقض النص، وأن الشريعة التي أدخلت امرأة النار في هرة حبستها لايمكن بحال من الأحوال أن تبيح قتل إنسان، مشيرًا إلى أننا مطالبون  بتصدير الحضارة وليس بتصدير القتل.


من جانبه عقب الدكتور محمود الصاوي وكيل الكلية بتقديم الشكر والترحيب بالسادة الضيوف، مبينًا أن مصطلح التطرف من المصطلحات الحديثة التي يستخدمها الإعلام، والمقابل الشرعي لها الذي وردت به للنصوص الشرعية هو الغلو والتشدد والتنطع، وأن له طرفان الإفراط والتفريط ، وكلا طرفي الأمور ذميم.


وأضاف الصاوي في كلمته، أن الغلو هو التشدد والعنت وإرهاق النفس، مضيفًا: أن النصوص جاءت باليسر والوسع، ولا يكلف الله نفسا الا وسعها، وان رفع الحرج وعدم إعنات المكلفين من أهم خصائص شريعتنا الغراء، وأننا نلاحظ  ان جري وعلي نطاق واسع استخدام مصطلح التطرف استخدام خاطئ وغير صحيح، وحدث خلط كبير في بعض الاحيان بين الحرب علي الارهاب والحرب علي الاسلام، واختلطت الأمور ولابد من تصحيح المفاهيم واستخدام الأمثل للمصطلحات.


وأردف، بلغ الخلط وسوء الاستخدام لمصطلحات في بعض الأحيان والكتابات، فأحيانا ربما تجد من يقول من بعض الحاقدين علي الإسلام إو الجاهلين به، ان المخافظة علي الصلوات الخمس في المسجد إرهاب أو أن حجاب المراة إرهاب، أو أن الحرص علي سنة النبي صلي الله عليه وسلم إرهاب، بل أكثر من هذا، بل بلغ الأمر منتهاه، وياللعجب حيث سمعنا من يقول أن الأزهر ومناهجه ومقرراته تنشر الارهاب!.


وشدد الصاوي، على ضرورة إيجاد وقفة لتصحيح المفهوم وان لايتخذ من الهجوم علي التطرف الحقيقي والغلو والتشدد والتنطع وسيلة للهجوم علي الاعتدال والوسطية والسماحة، لان هذا وبصدق ياتي بنتائج عكسية ويعقد الامور، ولابد لوسائل الإعلام ان تكون حذرة غاية الحذر وهي تتعامل مع الظاهرة، كلنا ضد العنف والارهاب وحمل السلاح وهي جريمة وبلطجة، لكننا نحافظ علي ثوابتنا الدينية ورموزنا الثقافية وقيمنا الحضارية، إن الله تعالي لايكلف نفسا الا وسعها، ولا يكلف أسرة إلا وسعها ولا يكلف مسؤولا إلا وسعه، ولا يكلف مجتمعا الا وسعه.