ماكرون يستقبل 140 من قادة الأعمال في العالم قبل دافوس

  • 53
ماكرون

يطلق الرئيس إيمانويل ماكرون الإثنين حملة لجذب الاستثمارات عندما يستقبل 140 من قادة قطاع الأعمال متعددي الجنسيات في قصر فرساي في مؤتمر شعاره "اختاروا فرنسا"، قبيل توجهه الأربعاء للمشاركة في منتدى دافوس العالمي الذي يجمع الأثرياء والأقوياء.


وستغتنم العديد من الشركات فرصة انعقاد المؤتمر للاعلان عن استثمارات، وكشف موقع فيسبوك الاثنين عن ضخ 10 ملايين يورو اضافية (12,2 مليون دولار) في مركز الذكاء الاصطناعي في باريس.


ومن المقرر أن تكشف تويوتا اليابانية تفاصيل حول مشروع توسعة مصنع اوناينغ بشمال فرنسا بكلفة 400 مليون يورو (490 مليون دولار)، وذكرت صحيفة "ليه زيكو" ان الخطة ستستحدث 700 وظيفة جديدة.


وتعهد ماكرون، وهو خبير استثمارات مصرفي، ايقاظ الاقتصاد الفرنسي من سباته.

سعى ماكرون في الأشهر الأولى من ولايته للدفع باتجاه تطبيق اصلاحات في قوانين العمل المعروفة بتصلبها وخفض الضرائب على الأثرياء وأرباح رأس المال.


وتشير توقعات البنك المركزي الى نمو الاقتصاد بنسبة 1,9 بالمئة في 2018، فيما رفعت الحكومة توقعاتها مؤخرا إلى نحو 2,0 بالمئة، وهو لا يزال تحت الهدف الذي حدده الاتحاد الأوروبي.

وأظهرت دراسة لغرفة التجارة الأمريكية وشركة استشارات في نوفمبر الماضي أن نسبة قياسية من 72 بالمئة من المستثمرين الأمريكيين متفائلون حيال الاقتصاد الفرنسي، في ارتفاع كبير مقارنة مع نسبة 30% منهم العام 2016.


لكن بعض المديرين التنفيذيين يبدون حذرين ويقولون إن التحديات الكبرى المتمثلة بخفض الدين الهائل لفرنسا وإنفاقها العام، وتحقيق اقتطاعات ضريبية للشركات، ما زالت ماثلة.


وقال بيار-اندريه شالندار المدير التنفيذي لعملاق الزجاج ومواد البناء سان-غوبان لصحيفة لو فيغارو الاثنين "ما زلنا بانتظار رؤية أكثر وضوحا لاصلاحات الحكومة".


ومن المتوقع تراجع عجز فرنسا لعام 2017 الى ما دون 3 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي كما يحدده الاتحاد الأوروبي، للمرة الأولى منذ عشر سنوات.

وحذر ديدييه ميغو، رئيس ديوان المحاسبة الفرنسي الإثنين من أنه "حتى مع عجز أقل من حدود 3 بالمئة، لا تزال فرنسا تعاني من أحد أسوأ الأوضاع المالية بين غالبية شركائها في منطقة اليورو".

استضاف الرؤساء الذين سبقوا ماكرون تجمعات مشابهة لرؤساء تنفيذيين لشركات، لكن حجم المؤتمر الذي اطلق عليه "اختاروا فرنسا" يتجاوز بكثير تلك التي استضافها فرنسوا هولاند او نيكولا ساركوزي.

فالاشتراكي هولاند استضاف 34 من قادة الأعمال العالميين عام 2014 فيما استقبل اليميني ساركوزي 25 منهم العام 2011.


وقال مصدر في الرئاسة: "اغتنمنا فرصة قدوم قادة قطاع الاقتصاد إلى أوروبا لندعو 100 من الرؤساء التنفيذيين لأكبر الشركات العالمية من أجل تنمية 100 مشروع معهم في فرنسا".


وبين الذين لبوا الدعوة المديرون التنفيذيون لكوكاكولا وغوغل وسيمنز وعملاق التجارة الإلكترونية الصيني علي بابا، إضافة إلى المديرة التنفيذية لفيسبوك شيريل ساندبرغ.


وفيما ينسب إلى ماكرون الكثير في تعزيز موقع فرنسا على الساحة الدولية، بدأت الاستثمارات الخارجية في تسجيل انتعاش قبل انتخابه في مايو 2017.


لكن الاستثمارات فشلت حتى الآن في تحقيق فرق يذكر على جبهة الوظائف، إذ لا تزال نسبة البطالة في فرنسا عند 9,7 بالمئة، ضعفها في بريطانيا أو ألمانيا تقريبا.


وقال فيليب براساك رئيس بنك كريديه اغريكول الفرنسي لصحيفة لو فيغارو "دعونا لا نسميها اصلاحات اذا لم تكن كذلك. إنها ليست ثورات، لكن البلاد حتما غيّرت وجهتها"


وفيما يتعلق بالضرائب، لم تستفد فرنسا كثيرا من وجود عمالقة التكنولوجيا مثل غوغل وفيسبوك -- ما يمثل نقطة شائكة لماكرون الذين يدفعهم للمساهمة بشكل اكبر في خزائن الدولة.


ويأتي مؤتمر فرساي عشية وصول قادة 60 دولة و1,700 شركة الى دافوس في أكبر تجمع من نوعه في العالم.


ويخاطب الرئيس ماكرون (40 عاما) منتدى دافوس الأربعاء، ومن المتوقع أن يكون النقيض للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.


وفيما كانت حملة ترامب تقوم على معارضة العولمة، فإن ماكرون يدافع عنها علما بأنه سيدعو الى شكل أكثر توازنا لها في خطابه في دافوس.