هل تنجح المحاولات الإيرانية في السيطرة على الجيش اللبناني؟

  • 138
أرشيفية

في منطقة يسود فيها التوتر، وتتزايد فيها القلاقل على أكثر من صعيد تشير البوصلة إلى مصدر واحد إيران، فعدا التدخل في سوريا واليمن والعراق والسعي نحو السيطرة عليهم بكل السبل، لا تتوقف مساعي طهران عن حشر أنفها في الداخل اللبناني.

طهران أرسلت ثعلبها الدبلوماسي جواد ظريف وزير خارجيتها؛ هذه المرة إلى إيران؛ لتكثر التحليلات والتأويلات حول الأهداف الحقيقية وراء الزيارة وأبعادها.

من جهته، اعتبر خالد محمد، الباحث في الشأن الإيراني، أن زيارة جواد ظريف إلى لبنان لها عدة أبعاد وأهداف سياسية واقتصادية وتوسعية، موضحًا أن الهدف الاقتصادي يتمثل في الالتفاف على العقوبات الأمريكية التي قصمت ظهر طهران.

وقال "محمد" في تصريحات خاصة لـ "الفتح" إن زيارة ظريف جاءت بعد عشرة أيام على انتهاء أزمة تشكيل الحكومة اللبنانية، ليؤكد على انتصار إيران في لبنان، والمتمثل في وصول الحليف ميشال عون إلى الرئاسة، وفوز "حزب الله" للمرة الأولى بـ74 صوتًا في البرلمان من أصل 128 مقعدًا، كذلك حصد "حزب الله" وحلفاؤه على 16 منصبًا وزاريًا، 6 لـ "حزب الله" وحركة "أمل" الشيعية، و10 وزراء لرئيس الجمهورية ميشال عون و "التيار الوطني الحر".

وأوضح الباحث في الشأن الإيراني، أن المناصب التي حصدها "حزب الله" وحلفاؤه تزيد عن النصف وهو بذلك يمكنه تمرير أي قرار يريده، من دون أي قدرة للآخرين على تعطيله.

وأشار أيضًا إلى أن الهبة العسكرية الإيرانية التي تحدث عنها ظريف هي محاولة للسيطرة على آخر مفاصل الدولة اللبنانية والمتمثلة في الجيش اللبناني، مؤكدًا أن الرفض اللبناني كان على استحياء فإيران لن تكل أو تكف عن هذه المحاولات.

وأشاد "محمد" بالخطوة السعودية المتمثلة في زيارة الموفد الملكي السعودي المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا، وما تبعها من إعلان رفع الحظر عن سفر السعوديين إلى لبنان، مؤكدًا أنها خطوة مهمة في إعادة لبنان المختطف من إيران، وفي سبيل مواجهة التغول الإيراني في لبنان.

الزيارة فتحت الباب أمام الحديث عن الدور الإيراني في لبنان؛ ففي العام 1982م لعبت طهران دورًا أساسيًّا في إنشاء حزب الله اللبناني على يد محمد حسين فضل الله الملقب بـ "خميني لبنان"، وبعض رجال الدين من "أمل" والدارسين بالحوزات في النجف.

وانتهجت إيران سياسة الغزو الناعم في التغلغل داخل المجتمع اللبناني ومولت العديد من المؤسسات الإعلامية لدعم سياساتها في لبنان.

ففي مطلع التسعينيات مارست ضغوطًا على الحكومة اللبنانية لإصدار تراخيص إنشاء قناة المنار وراديو النور وجريدة الانتقاد، وما لبثت حتى تمكنت من إطلاق قناة إن بي إن التابعة لحركة أمل ومولت صحيفة السفير والأخبار.

كما ساهمت في إطلاق صحيفة بيت الله التابعة لجمعية المعارف الإسلامية، وصحيفة الحياة الطيبة التابعة لمعهد الرسول الأكرم؛ من أجل تمرير والدفاع عن السياسات الإيرانية في العالم والمرتبطة في الداخل اللبناني على وجه الخصوص..

واستغلت إيران الحرب الصهيونية على الجنوب اللبناني، وعملت على دعم "حزب الله" في تمويل وإنشاء عديد من المؤسسات كمؤسَّسة الجرحى وجهاد البناء والشهيد ثم مؤسَّسة القرض الحسن ومنظمة النية الحسنة الخيرية.

ولم تغفل عن الدور الثقافي وبمعنى أوضح نشر التشيع في لبنان، أطلقت عدة مراكز بحثية وثقافية يُشرف عليها حزب اللـه اللبناني ومنها مركز الإمام الخميني الثقافي وجمعية قيم وجمعية أمان.

وشملت الخطة الإيرانية في التغلغل داخل لبنان، إنشاء العديد من المدارس تسير وفق النِّظام التربوي الإيراني كمدارس الإمام الخُمينيّ ومدارس الإمام المهدي ومدارس شاهد وإنشاء البنوك الخاصة، من أجل التأسيس لجيل لبناني متشبع بالثقافة الخمينية منذ الصغر.

كما أنشأت عددًا من المؤسسات التعليمية منها جامعة أزاد الإسلامية ومعهد الرسول الأكرم والسيدة الزهراء والمدرسة الإيرانية للبنات وللبنين والمؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم.

وعبر البوابة السورية زودت طهران الحزب بصفقات السلاح التي قدرت في بعض الأوقات بـ 200 مليون دولار سنويًا، فيما أفادت عدة تقارير بأن إيران ضاعفت حجم الدعم المالي المقدم لحزب الله ليبلغ حوالي 800 مليون دولار أمريكي؛ كما أشرف الحرس الثوري الإيراني على تدريب عناصره  بشكل مباشر سواء داخل لبنان أو في إيران.