اللواء محمد التميمي في حواره مع "الفتح": ينبغي أن يكون التهجير محدود ولمدة معينة

قال اللواء محمد التميمي، جماعة الإخوان مسئولة بشكل أو بآخر عما يحدث فى سيناء، مشيرًا إلى أن هناك قصورا أمنيا واضحا، ويجب على الأمن استباق العمليات الإرهابية وضربها فى معاقلها.

وطالب الخبير العسكري فى حواره مع "الفتح"، بإنشاء جيش عربى متحد بقيادة مصرية لمواجهة خطر الإرهاب والشر الذى تصدره لنا الدول الغربية، كما طالب بتعديل اتفاقية "كامب ديفيد" التى تحظر على الجيش دخول مناطق "أ، ب، ج" خاصة هذه الأيام فقط لمواجهة العناصر التكفيرية.
وألمح " التميمي" إلى أن تل أبيب اللاعب الأول فى سيناء، سواء من تمويل أو إعداد أو تجهيز ومساعدة الإرهاب لضرب استقرار مصر والدول العربية الأخرى.

وحذر الخبير العسكرى من تهجير المصريين من الشريط الحدودى لأجل غير مسمى، مضيفا: القرار جيد، لكن لوقت وزمن محدد؛ للحفاظ على مصالح أهالى سيناء، كذلك عدم تفريع تلك المنطقة من العنصر البشري.
وعن حكم المخلوع، أكد أن الشعب المصري ظُلم على مدار ثلاثة عقود أو أكثر، كما أنه افتقد الحياة الكريمة، سواء من صحة أو تعليم أو فقر أودى بحياة الكثيرين فى ظل تجاهل نظام مبارك.

· فى البداية.. ما تعليقك على تفجير كمين "كرم القواديس" بسيناء؟
لا ننكر أن ما حدث مأساة بكل المقاييس، لكن هناك من يصنف ذلك على أنه يرجع لضربات القوات المسلحة المتتالية وقصفه بعض معاقل الإرهاب الأسود المتطرف هناك، وهذا بمثابة نوع من اليأس لإثبات وجودهم، كما أنهم يريدون توصيل رسالة للعالم أنهم قادرون على هزيمة الجيش، وهذا لن يحدث إن شاء الله.

· ومن وراء هذا التفجير؟
الحقيقة مثلما ذكر الرئيس السيسي، أن هناك مؤامرات خارجية وداخلية أيضا؛ لأن بعض الدول تعتبر مصر صمام الأمان لأمن المنطقة العربية بأثرها بما فيها كل دول الخليج التى لن تسمح مصر بتهديد أمنها القومى، وأؤكد أن ما حدث محاولة لتوصيل رسالة إلى مصر أن تبتعد عن الدول العربية ولا تساندها حتى يتسنى لهم إشعال النيران بها والقضاء عليها مثلما فعلت فى ليبيا وسوريا والعراق واليمن، كما أنها محاولة لإحراج القيادة السياسية فى مصر.

· ما المقصود من ذلك؟
إقدام الحكومة المصرية بقيادة الرئيس على تنفيذ مشروعات تنموية أزعج الكارهين لمصر، ومحاولة لجر القطار للخلف مرة أخرى، خاصة بعدما وافقت بعض الدول على السماح برعاياها للذهاب إلى مصر للسياحة، كما أنها محاولة لضرب الاقتصاد المصري والسياحة بعدما بدأ يتعافى مرة أخرى.

· كيف يتم وقف العمليات الإرهابية واقتلاعها من جذروها؟
فى الحقيقة شبه جزيرة سيناء كبيرة وبها مساحات وعرة يصعب التحرك فيها، كما أوافق على دعوات البعض بتقسيم سيناء إلى مناطق أمنية حتى يسهل على الأجهزة الأمنية محاصرة هؤلاء الإجراميين، لكن لا بد من تقسيمها إلى أكثر من "10" نقاط أو مساحات؛ للوصول إلى معاقل هؤلاء التكفيريين.

· هل قبائل سيناء تساعد الأمن كما ينبغي في الإرشاد عن هذه العناصر الإجرامية، أم أن هناك تقاعسا بعض الشيء؟

دعنى أحدثك بصراحة، هناك تنسيق أمنى كبير بين الجيش وشيوخ القبائل بسيناء، كما أننا لا ننكر أن لهم دورا كبيرا، لكن فى المقابل هناك أيضا نفوس ضعيفة من أهالى سيناء، مغرر بهم ويتمنون أن يعود الاحتلال الصهيوني مرة أخرى، حيث إنه وجد حياة مرفهة وتوفير كل احتياجاته حينذاك، وأنوه هنا على سبيل المثال أن هناك امرأة سيناوية تم نقلها خلال فترة الاحتلال بطائرة حربية وعلى الفور إلى مستفى "هداسة" بتل أبيب.

· كيف يمكن استيعاب هؤلاء المواطنين ثانية؟
لا ننكر أن سيناء تم تهميشها على مدار ثلاثة عقود، كما أن المواطن لم يعد يجد أية خدمات، سواء صحة أو تعليم أو عيشة جيدة، حيث تم حصر مقدرات البلاد فى أيدى حاشية أو مجموعة قليلة من نظام مبارك وباقى الشعب ظل يعانى طوال تلك الفترة.

· هل معاهدة "كامب ديفيد" قيدت أيدي الجيش عن محاربة هؤلاء؟
اتفاقية كامب ديفيد عرقلت مصر فى دخول أية قوات، سوى هذه الفترة، حيث تغاضى الجانب الصهيونى بسب ما يحدث فى سيناء، وهناك مناطق ممنوع دخول القوات بها مثل المنطقة "أ، ب، ج"، كما أن الكيان الصهيونى هو اللاعب الأول والممول لتلك العناصر لزعزعة أمن واستقرار مصر، كما أن الوجود الصهيونى بالمنطقة العربية لم يأتِ صدفة؛ فهو موجود لتقسيم وتفتيت المنطقة بأكملها، كما نجح فى تقسيم مصر والسودان بعدما كانتا دولة واحدة.

· هل جماعة الإخوان مسئولة بطريقة أو بأخرى عما يحدث في سيناء؟
بالقطع الجماعة مسئولة عما يحدث، وهذا ما ذكره محمد البلتاجى أن العنف يتوقف مباشرة عند عودة مرسى للحكم مرة أخرى، وعلى الأقل هى بما تفعله من عنف وتظاهرات توفر مناخا جيدا لذلك.

· نذهب إلى الحدود المصرية الليبية.. هل يشارك الجيش هناك لضرب معاقل الإرهاب بليبيا؟
دور الجيش المصري ما زال استشاريا فقط حتى الآن، وإن كنت أؤيد ضرب الخطر فى مهده؛ لأن الوضع فى ليبيا يمثل خطرا عليها وعلى مصر أيضا.

· هل سيقدم السيسي على إنشاء جيش عربي مُتحد؟
المنطقة العربية أحوج ما تكون إلى إنشاء جيش عربي مُتحد، وهذه فكرة موجودة منذ عبد الناصر، وأطالب بتفعيلها وتنفيذها الآن للوقوف فى مواجهة الدول الغربية التى تصدر لنا الشر.

· من وراء داعش؟
الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، وهى صناعة أمريكية غربية 100% لتصدير الإرهاب إلى المسلمين وتشويه صورة الإسلام الحنيف.

· هل تحسن الوضع الأمني بعد تولي السيسي؟
هناك تحسن لا شك، لكن بصراحة الأمن مشتت نتيجة لما يحدث بسبب التحديات الموجودة الآن والمؤامرات التى تحاك بالوطن، وأؤكد أن "شغل العصابات" القضاء عليه صعب، والجيش الأمريكى حدث معه ما يحدث مع الجيش المصري حاليا.

· البعض يعول على القصور الأمني في التفجيرات، خاصة الأخير؟
بالطبع هناك قصور أمنى واضح، خاصة ما حدث فى تفجير كمين "كرم القواديس"، وهذا ما وجدناه منذ حرب الاستنزاف مع الكيان الصهيونى، حيث كان يضع المتفجرات تحت الجثث المصرية.

· هل اكتملت العملية "نسر" في سيناء أم فشلت؟
العملية "نسر" لم تكتمل للنهاية، لكنها أثرت بشكل كبير فى إنهاء تجمع الخفافيش من الإرهابيين فى "جبل الحلال"؛ وهذا ما أزعجهم من ضربات الجيش لهم وتعكير صفوهم عليهم، وإعاقة أهدافهم من إقامة الخلافة الإسلامية التى يزعمونها.

· هل الشعب لفظ جماعة الإخوان أم زالت لهم قواعد؟
لا شك أنها خسرت الكثير، لكن يوجد المغرر به، وعلى الأزهر الشريف توعية هؤلاء من عباءة الإخوان الكاذبة المحرضة على العنف، وهذا لا يحدث إلا من خلال تدريس ذلك فى الجامعات والندوات والمحاضرات.

· بالنسبة لحزب النور، كيف ترى تعامله مع المشهد؟
الحقيقة أن تصرف "النور" كان تصرفا حكيما؛ وهذا ما ساعد على بقاء الحزب ومشاركته فى الحياة السياسية، كما أنه رفض دعوات الإخوان وانتبه إلى أنها لا تحارب من أجل الدين، لكنها فى الحقيقة تحارب من أجل السلطة والكرسى فقط.

· البعض يفسر أن طبيعة الإرهاب تأتي بسبب ظلم الأنظمة العربية؟
بالطبع أوافق على ذلك، حيث إن غباء وفساد الأنظمة مع الشعوب، كذلك محاربتها للمتدينين كان نتاجا للتأثير على هؤلاء والتغرير بهم وتحويلهم إلى جماعات تكفيرية لقلة العدل من نظام الحكم.

· كيف ترى حكم نظام "المخلوع"؟
نظام "مبارك" أفسد وأضر بالمواطن، وخلال فترة حكمه عانى الشعب أشد المعاناة من تردي كل الظروف المعيشية والتعليمية والصحية.