"سي. إن. إن": مسئولون أمريكيون يحذرون أردوغان من تدمير مؤسسات الدولة

  • 62
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

دخلت العلاقات التركية الأمريكية منعطفا خطيرا بعد محاولة الانقلاب الفاشلة الأخيرة التي استهدفت حكم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الجمعة الماضي، والتي رد عليها الرئيس التركي بحملة اعتقالات واسعة شملت العديد من قيادات الجيش والشرطة والقضاء.

كما طالب أردوغان بترحيل المعارض فتح الله جولن من الولايات المتحدة، موحيا بارتباط الولايات المتحدة في التخطيط لهذا الانقلاب، على الرغم من النفي الرسمي الأمريكي.

وتخشى الولايات المتحدة من تأثر التعاون التركي الأمريكي في الحرب على تنظيم داعش الإرهابي.

ويرى مسئولون أمريكيون أن ما يفعله أردوغان فقط هو تكريس السلطة لنفسه، بينما ينصح مسئولون أوروبيون وأمريكيون أردوغان بألا يتبع سياسة إلقاء اللوم أو السياسة الديكتاتورية.

ويقول محللون إن رد فعل أردوغان على الأزمة سيحدد مستقبل العلاقات بين البلدين، كما سيكون الأمر مصدر قلق للرئيس الأمريكي القادم.

ويقول مسئولون أمنيون أمريكيون ان العلاقة بين الجيشين الأمريكيين ربما سيعاد بناؤها من جديد بعد محاولة الانقلاب الأخيرة، إذ يخشى الأمريكيون أنه لم يتبق أحد ممن يتفاهمون معهم من قادة الجيش التركي في منصبه.

كما يخشى الأمريكيون من قيام أردوغان بتدمير مؤسسات الدولة التركية، مما قد يؤدي إلى ضعف وانقسام الدولة.

وقد حذر مسئولة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني من أن إعادة عقوبة الإعدام في تركيا قد يمنعها مستقبلا من الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

كما قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن هناك متطلبات يجب أن تتمتع بها دول حلف الناتو، وأن الحلف سيقدر ما يحدث في تركيا طبقا لهذه المواصفات.

وقلل خبراء أمريكيون من الخلافات بين البلدين حيال الحرب ضد النظام السوري وتنظيم داعش، وأكدوا أنه من غير المعقول أن تطغي الخلافات حول السياسات المحلية على العلاقات الإستراتيجية التي تزداد قوة بمرور الوقت.

وقد نفى مسئولون أمريكيون مسئولية بلادهم عن محاولة الانقلاب، بعد اتهامات أطلقها مسئولون حكوميون أتراك كبار، بينما يطالب أردوغان الأمريكيين بتسليم فتح الله كولن بقوله "إذا كنا شركاء إستراتيجيين، فسلموا لنا المطلوبين لديكم."

إلا أن الولايات المتحدة ردت بطلب دليل دامغ على تورط كولن في محاولة الانقلاب حتى تقبل بتسليمه.

وتنتظر الولايات المتحدة لترى نوعية الضباط الذين سيشغلون المناصب العليا في الجيش التركي، وكيف ستتعامل معهم.

ويتوقع أن يقوم وفد من الجيش التركي بزيارة إلى واشنطن خلال اجتماع يتعلق بالحرب ضد داعش مع بقية أعضاء الحلف، وتبلغ حساسية هذا اللقاء أن البنتاجون لم يذكر أسماء أي من هؤلاء الضباط الأتراك.

ويعتقد أن الولايات المتحدة قد فقدت الأمل اليوم في تحقيق ديموقراطية ليبرالية في أي من دول الشرق الأوسط.