لا تبتعد عن مسارك وإلا...!

  • 162

إذا أراد العبد وجه الله في نصرة دينه، وعلو كلمته، ورفعة رايته، وكانت طريقته سنية مرضية فإن الله عز وجل سيؤيده وينصره ويحفظه؛ لأن الجزاء يكون من جنس العمل.

وإذا كانت الإرادة فاسدة بأن يعمل الإنسان لرفعة نفسه، وعلوِّها على الناس، وإرادة المدح والجاه فإنه سيُخذَل ويسقط؛ لأن الجزاء يكون من جنس العمل.

وهناك فرق بين نصرة الدين ونصرة النفس والجماعة والكيان والاتجاه، فبعض الناس يخلط بينهما ليداري الحقيقة!

لذلك مهما حاول الغشاشون من الخلط بين نصرة الحق ونصرة النفس، فإن حالهم إن خفي مدة على الخلق فإن الله لا يخفى عليه شيء، في الأرض ولا في السماء!

وأن علا شأنهم لفترة فإن نواياهم المختلطة وأساليبهم المعوجَّة، تُسقطهم إلى الدرك السحيق، وإن لم يتولاهم المولى الكريم برحمته وفضله، فإنهم على خطر عظيم؛ لذلك كل عمل لا يُقصد به وجه الله، ولا يُنظر فيه إلى مصلحة الدين والأمة؛ فإنه يأتي يوم القيامة هباءً منثوراً، مهما سماه أصحابه جهاداً، أو علماً، أو حكمة، أو شجاعة، أو غير ذلك من المسميات الفارغة عن محتواها، فقلب الشيء ولُبُّه هو المقصود، أما السراب فإنه يظهر من بعيد كالماء، ولكنه في الحقيقة وهم كبير! فلا يغرنَّكم صوت عالٍ، أو خشوع متصنّع أو لسان قوّال!

والله المستعان، فنسأل الله أن يجعلنا من أهل الإخلاص لمولانا الكريم، والمتابعة لنبينا عليه الصلاة والسلام ومن سار على نهجه، إلى يوم الدين.