فلتنم قرير العين

  • 228

 بجرة قلم أو بضغطة على بعض أزرار الكيبورد يستطيع الإنسان أن يكون منصفاً أو هكذا زعم !
 
لا عليك إلا أن تكتب أنه قد منّ الله عليكَ بترك التعصّب والعصبية والحزبية المقيته وذلك بإعلانك أنه لم تعُد لكَ أي علاقة من أي نوع بأي جماعة أو كيان أو جمعية خيرية !
 
وأن كتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم هي المحرك الوحيد لك وهي كذلك المصدر الذى ستستقي منه قواعدك ولوائحك وفتاويك فى الفترة القادمة ، وأنكَ تستغفر الله من هذه الحزبية التى فرّقت الأمة وجعلتها شيعاً وأحزابا !
 
وبذلك تنام قرير العين، ساكن الذّهن، هاديء الفؤاد، فلقد كان ثقيلًا عليك أن تتعلم الإنصاف وأنت مع هؤلاء !
 
ثم تتوالي الأحداث فتكتب هنا وترد هناك وأي شخص يحاول المساس بموضوعيتك وإنصافك تُخرج له كلماتك التى أعلنت فيها  تركك للحزبية والعصبية !
 
بل وأحياناً تستطيل علي غيرك لأنه تبع للجهة الفلانية التى لا تعرف إلا الحزبية !
 
عموماً دعوى الاستقلال والإنصاف لا تكون بالكلام وإنما بالفعال، فإن الذين يريدون وجه الله والدار الآخرة هم المنصفون أيّا كان موقعهم، ولا يليق بأي عاقل أن يصف عامة هؤلاء بأنهم يريدون فقط وجه جماعتهم أو جمعيتهم، فإن ذلك يُعد من التعدى على حرمات الغيب، وكذلك فإن الذين يريدون علو أنفسهم أو جماعتهم أو جمعيتهم فهؤلاء لا علاقة لهم بالإنصاف لأن الإنصاف يقتضيه اتباع الدليل أمّا علو النفس أو الجماعة فيقتضيه رد الحق ولىّ أعناق النصوص من أجل نصرتهما .
 
الخلاصة : هناك من يريدون إلهاء الناس عن حقيقة التعصّب بتوجيه الذّم نحو صورة أو صور معينة من أجل إثبات وجهة نظر هي تُعد من التعصّب !!
 
والحل : أن نعلّم الجماهير بصدق أن اتباع الدليل لا يُعد تعصّباً، وأن الأخذ بأحد الوجوه السائغة فى الخلاف لا يُعد تعصّباً ، وأن العلم هو الحاكم وليس الهوي أو الصوت العالي، وأن اتفاق السلف عاصم، وان اختلافهم فى المسألة يبيح لنا الاختلاف، وأن الإنصاف أن نرد الباطل ولو كان من أقرب الناس لنا، ونقبل الحق ولو كان من أبعد الناس منا.