مثقفو مصر و علي حسن سلوكه !!!

  • 402

ذاعت في الآفاق قديمًا طرفة أن أحد المسئولين في مدرسة أراد تكريم طالبٍ من الطلاب على حسن سلوكه فقرأها نشكر الطالب "علي حسن سلوكَه" ظنًا منه أن هذا ذكر لاسم الطالب.

وعلى نفس المنوال ينسج بعض المتعالمين من مدعي الثقافة في بلدنا مصر في كلامهم في أبواب الشرع فيخطئون في قراءة آيات القرآن وهجاء عناوين الكتب وأسماء مؤلفيها ثم يدعون نقد أفكارهم وعلومهم !!! فياليتهم سكتوا حتى لا تنكشف عورة جهلهم.

ففي قول الله تعالى : "يا أيها الذين آمَنوا آمِنوا بالله ورسوله" الأولى : فعل ماض ، والثانية : فعل أمر ، تقول إحداهم : إن القرآن فيه تكرار فتقرأ الآية (يا أيها الذين آمَنوا آمَنوا بالله ورسوله) على أن الكلمتين هما فعلان ماضيان !!! ومن أشهر كتب سير الصحابة لابن الأثير كتاب "أُسد الغابة في معرفة الصحابة" وهي (أُسد) بضم الهمزة وتسكين السين (جمع أَسَد) ، يقرأها أحد أولئك المتعالمين : (أَسَد الغابة) بفتح الهمزة وفتح السين (على أنها أسدٌ مفرد) !!! وأحدث صيحات أولئك من جاء ليرد على سؤال سائل حول صحيح البخاري ويصف أكثر أحاديثه بأنها غير صحيحة ليقول منذ أيام أن اسم جامع صحيح البخاري هو "جُمعة" أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري ، فأبدل الهاء في (جَمَعَهُ) تاءً مربوطةً ليجعل اسم البخاري (جُمعة) .. ماذا تفعل يا خميس ؟!!! فإذا كان أولئك يخطئون في الآيات وفي عناوين الكتب ومؤلفيها .. فكيف بهم إذا خاضوا في بحار علومها ؟!! إنهم حتمًا سيغرقون.

ولكأني بأحدهم وهو يقرأ قول النبي صلى الله عليه وسلم الذي صححه جمع من أهل العلم :"لن يلج الدرجات من تكهن أو استقسم أو رجع من سفر طائراً" يقول: هذا الحديث ضعيف لأنه لم يكن على زمان النبي صلى الله عليه وسلم طائرات، ثم كيف يُحرم النبي صلى الله عليه وسلم العودة من السفر طائرًا؟!! وهو لا يعلم ذلك المتعالم أن قوله: "رجع من سفر طائرًا" أي "مُتطيرًا" من الطيرة المحرمة : "أي التشاؤم أو التفاؤل المحرم" والذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم :"الطيرة شرك.

ولكأني بأحدهم يقرأ في باب "الوقف" في الفقه من كتاب منار السبيل قول صاحب "الدليل" : (ومن وقف على ثغر فاختل صُرِفَ في ثغرٍ مثله) يظنها : من وقف على مكان فاختل توازنه انتقل إلى مكانٍ مثله !!!، وإنما معناها: أن من وقف مالًا أو متاعًا لله تعالى أي أخرجه من ملكه لله تعالى على مكان من الأماكن _كمسجد أو غيره_ ففسد ذلك المكان لأي سبب يُنقل الوقف الذي أوقفه من هذا المكان إلى مكانٍ آخر مثله كمسجد ونحوه.

فاللهم فقهنا في الدين وأعذنا من طريق المتعالمين .. آمين