توابع زلزال تركيا وسوريا تستمر.. وأعداد الضحايا في ارتفاع

الوفيات تتخطى 50 ألفًا.. وإعادة الإعمار تحتاج إلى مضاعفة الجهود

  • 33
الفتح - زلزال شرق المتوسط

لا تزال الهزات الارتدادية للزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا في 6 من فبراير الجاري مستمرة، وتخطت ستة آلاف هزة حسب آخر الإحصائيات، فيما توقفت فرق الإنقاذ عن البحث عن ناجين بعدما ساهمت في إنقاذ مئات الضحايا.

وتخطت عدد ضحايا زلزال سوريا وتركيا، " 50 ألف وفاة، تاركًا أيضًا عشرات الآلاف من الجرحى وملايين المتضررين، كما انهارت عشرات الآلاف من المنازل، وتنتظر إعادة الإعمار في تركيا انتهاء الزلزال الذي تتجدد تبعاته بشكل يومي، وقد تتخطى تكاليفه 84 مليار دولار وفق تقدير اتحاد الشركات والأعمال في تركيا، بعدما أثّر الزلزال على عدة قطاعات حيوية كالنقل الجوي والبري والبحري وخروج 4 مطارات تركية عن الخدمة وتوقف إمدادات النفط والغاز، وقد تتكلف إعادة الإعمار في سوريا وتركيا أكثر من 100 مليار دولار. 

وبخلاف الدعم المادي من الدول العربية مثل مصر والإمارات والسعودية، لكل من سوريا وتركيا، تنتظر أنقرة مساعدات أخرى من حلف الناتو والأمم المتحدة عبارة عن مساكن مؤقتة وحاويات تستخدم كملاجئ لآلاف الأسر، أما سوريا فتعاني من صعوبات بالغة في عمليات الإنقاذ ونقص شديد في الأدوية والوقود اللازم لتشغيل المستشفيات لعلاج الضحايا بالإضافة لمأساتها المتواصلة جراء الحرب ونقص ضروريات الحياة خاصةً شمال سوريا.

وفي هذا السياق، قال المهندس سامح بسيوني رئيس الهيئة العليا لحزب النور، إن الاجتماع والالتفاف والتعاضد والتعاون حول معاناة ومأساة إخواننا من ضحايا زلزال سوريا وتركيا أمر يفرح القلوب المؤمنة الصادقة، ويبث الأمل في نفوس وأعضاء جسد الأمة رغم البلاء والألم.

ووجه بسيوني الشكر لمصر على مساعدتها لأشقائها السوريين والأتراك، مشددًا على أن ما رأيناه من تكاتف بين الشعوب والدول الإسلامية والعربية في إغاثة المنكوبين من إخوانهم في تركيا وسوريا، يبعث الأمل في النفوس ويحيي معاني الموالاة للمؤمنين في كل مكان وزمان في القلوب وهذا من أصل الإيمان بالله ورسوله.

فيما قال وائل سمير الكاتب والداعية الإسلامي، إن إنقاذ بعض الضحايا من تحت الأنقاض بعد هذه الفترة الطويلة ومرور أيام دون طعام وماء، بلا شك آية من آيات الله عز وجل، مؤكدًا أنه على المسلمين ألّا يقطعوا أبدًا رجاءهم وتعلقهم برحمة الله.

وأوضح سمير في تصريح لـ "الفتح"، أنه كل هذه المواقف والمشاهد التي رأيناها لأناس يمكثون عدة أيام تحت هذه الأنقاض دون غذاء وماء ودون حركة وفي النهاية يخرجون بعد هذا التوقيت المتأخر عبرة وآية، مشددًا على ضرورة مساعدة الضحايا وتوفير ما يمكن من وسائل الحياة لهم حتى يعودوا ولو لجزء من حياتهم السابقة.

ونوه سمير ضرورة أن نأخذ العبرة والعظة، وألَّا نفقد الأمل في السعي ونبذل الوسع إن لم يكن لإخراج من هم لا زالوا تحت الأنقاض يكن بمساعدة من جعل الله لهم بقية في أعمارهم، سائلًا الله عز وجل أن ينصر إخواننا المستضعفين في تركيا وفي سوريا، ويجعل ذلك عظة وعبرة لنا لنتوب ونعتبر.

وقال المهندس أحمد الشحات، الباحث في الشؤون السياسية والقضايا الفكرية، إن ما حدث في الزلزال بلا شك شيء يعصر القلوب بالألم، ولكن الله عز وجل ينَزِّل مع هذا الألم أنواعًا من الصبر والرحمة واللطف الخفي الذي ربما شعر بها من كان في الأزمة، مضيفًا أن هذا نتلمسه ونراه في كلمات من أصيبوا بهذه الأزمة، وكيف نرى عليهم ملامح الرضا والصبر، وكيف تنطق ألسنتهم بحمد الله -عز وجل- والثناء عليه والرضا بقضائه وقدره. 

وتأسف الشحات على حال الإخوة جنوب تركيا وشمال سوريا بعد أهوال ودمار الزلزال والمأساة في البلدين، مضيفًا أنه إذا كان الموت الطبيعي يستجلب التعاطف ويتأثر به الناس لأن الفراق صعب ومؤلم، فبلا شك الموت جراء مصائب وكوارث فإنه يؤثر ويؤلم أكثر من الموت الطبيعي، مؤكدًا أننا كمسلمين نتألم لمصاب إخواننا وعلينا أن نبذل ما يمكن بذله من جهد من أجل تخفيف معاناتهم.