• الرئيسية
  • مواد مميزة
  • لم يمنعها النقاب من التفوق.. "الفتح" تحاور الطالبة الأولى على الثانوية الأزهرية القسم العلمي

لم يمنعها النقاب من التفوق.. "الفتح" تحاور الطالبة الأولى على الثانوية الأزهرية القسم العلمي

الطالبة حبيبة: نشأت في بيت ملتزم دينيًا.. ومناقشة أحكام الشريعة داخل الأسرة أفادتني في دراستي

  • 2536
الفتح - الطالبة حبيبة الأولى على الثانوية الأزهرية القسم العلمي

حبيبة: أحافظ على وردي من القرآن.. وما زاحم القرآن شيئًا إلا باركه

شيخ الأزهر اتصل بوالدي وعمي كان أول من بلغني بنجاحي

الالتزام بالزي الشرعي مظهر مشرف يربي النفس وقدوة للغير

بري لوالدي يجعلني دائمًا أحرص على الاجتهاد

أبي كان ينصحني بالاستعانة بالله.. وأمي كانت دائما تدعمني نفسيًا ووجدانيًا

نصيحتي للطلاب: ابتعدوا عن التوتر وتتدربوا جيدًا على نماذج الامتحان

تفوقي الدراسي ارتبط بالمحافظة على عباداتي.. وكنت أرتب مواعيد دروسي حتى لا تفوتني أوقات الصلاة

أتمنى أن أقدم ما أخدم به أُمتى ودعوتي

من المهم البعد عن التشتت ومصاحبة المثبطين

نصيحتي للبنات: السعادة كلها تكمن في طاعة الله والقرب منه


أجرت الحوار - نهى عزت

أعلن الأزهر الشريف، يوم الأربعاء الماضي، نتيجة الثانوية الأزهرية، وكعادته قام الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بالاتصال هاتفيًا بالأوائل على مستوي الجمهورية، وكان من أوائل من اتصل بهم الطالبة حبيبة السيد خليفة، الأولى على الجمهورية في الثانوية الأزهرية القسم العلمي، الطالبة بمعهد فتيات كفر الشيخ، والتي كان لجريدة الفتح شرف لقائها وأسرتها؛ للتعرف عليها بصورة أكبر هي وأسرتها، ومعرفة كيف اجتهدت حتى حصلت هذه النتيجة الممتازة، وخططها المستقبلية.


وإليكم نص الحوار:

• كيف علمتي بنجاحك وأنك الأولى على الثانوية الأزهرية 2023؟

- اتصل الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بوالدي الذي كان في عمله، وبلغه بالخبر، وقدم له التهنئة، وكان عمي مع والدي في هذه اللحظة، فسارع بالاتصال بي وكان هو أول من أبلغني بالخبر، وجاء أبي إلى البيت، واحتفلنا مع والدتي وأخواتي.


• ماذا كان شعورك وقتها؟

- كان شعور مختلط بين عدم التصديق والدهشة والفرحة، وأخذت وقت حتى استوعبت الموقف، فكانت فرحة لا أجد لها وصف، إلا أنها كاد عقلي يطير من شدتها.


• هل كنت متوقعة أن تكوني من الأوائل؟

- كنت أحلم بهذا التفوق، ولكن كنت أتوقع مثلًا أن أكون من الأوائل العاشرة، التاسعة مثلًا! لكن لم أتوقع أن أكون الأولى، فالحمد لله رب العالمين.


• ما المجموع الذي حصلتي عليه؟

649-/650 بنسبة 99,8


• ما الطريقة التي اتبعتيها في المذاكرة؟

- لم أكن أحدد عدد ساعات معينة، أو أخصص وقت بعينه، بل كان الأمر معتمد على تنسيق وتنظيم وقتي بين الدروس وتواجدي في البيت، ولكن الأهم أن أنجز في نفس اليوم ما تلقيته من الدرس، وأحاول تنظيم الوقت، بحيث لا أقصر ولا أُسوف دروس تتراكم عليّ فيما بعد.


• ما دور أسرتك في تفوقك؟

- بالتأكيد دور كبير، الحمد لله نحن أسرة ملتزمة دينيًا، ودائمًا هناك نقاشات داخل البيت، واهتمام والدي بتعليمنا حكم الشرع في كل أمور حياتنا اليومية، وهو ما جعل مدارسة المواد الشرعية المقررة علينا سهلة، وعندما نتعلم حكم شرعي جديد أو معرفة معلومة في الأزهر، يتاح لنا النقاش في البيت بين أفراد الأسرة والتحاور فيما بيننا يساعد على تثبيت المعلومة.


• القرآن الكريم مادة أساسية في الأزهر، وحفظه ضروري.. بينما يري بعض الطلاب أنه أمر صعب، كيف تعاملتي مع هذا الأمر؟

- القرآن بشكل عام يعطي بركة كبيرة في الوقت، حتى ولو يكن مقرر دراسي، فالطبيعي أن يكون لكل مسلم ورد يومي ولو صغير، أما بالنسبة لي كطالبة أزهرية فإن القرآن شيء أساسي، ومهم تدارسه وحفظه، واخصص وقت له لا يقل ولا أنشغل عنه، بالعكس القرآن يضفي بركة كبيرة في الوقت، "ما زاحم القرآن شيئًا إلا باركه".


• هل سبّب ارتدائك "النقاب" أي عائق أثناء الدراسة؟

- إطلاقًا.. فالنقاب ليس بعائق، بل كان جزء لا يتجزأ من ملابسي، وكان مميزًا لي، وكنت طوال الوقت حريصة على الالتزام بالزي الشرعي، والعمل على المظهر المشرف له، فهو يربي النفس ويهذبها، ونعتبر أنفسنا قدوة حسنة لغيرنا، والطريف إن إحدى الزميلات لما رأت سهولة تنقلي بالنقاب، وأنه لا يعيقني عن دروسي والاهتمام بواجباتي، أحبته وارتدته بفضل الله.


• كيف كنت تتعاملي وقت الامتحان خاصة مع الأسئلة الصعب؟

- هذا الأمر مهم جدًا، وأحب أوجه نصيحة لكل طالب مقبل على دخول الامتحان: لا تجعله يوترك، فالتوتر قد يسبب عدم تذكر إجابة السؤال، كما يعطلك عن مواصلة إجابة باقي الأسئلة.

أما عندما يستعيد الطالب هدوئه، ويستعين بالله، ويعاود النظر في السؤال مرة أخرى بهدوء، يجد الإجابات مسترسلة معه، ويستطيع اجتياز أي سؤال صعب بإذن الله تعالى.


• ما رأيك في مستوى الامتحانات هذا العام؟

- من الطبيعي أن يكون في الامتحان بعض الأسئلة التي تميز الطالب المجتهد، وبالتالي فالامتحانات بشكل عام مناسبة، لكن لا يمنع أن الذي اجتهد أكثر وراجع، وتدرب على نماذج كثيرة للأسئلة بشكل مختلف سوف يكون الأمر أيسر عليه من غيره.


• ما الدافع أو الحلم الذي كنت تنظري إليه ويشجعك وقت المذاكرة؟

- الدافع الأول لي كان والدي ووالدتي، وبري لهما وبهما كان يجعلني دائمًا أحرص على الاجتهاد، أما حلمي هو فهو دخول كليه معينة وأتمنى أن أحصل عليها، كذلك كان حلمي أن أحقق حلم والدي.


• وما هي هذه الكلية التي تطمحين فيها؟

- أود دخول كلية هندسة.


• كيف كان إقبالك على التعليم الأزهري؟

- بفضل الله منذ بداية مراحل التعليم الأولي وأنا متفوقة، الفضل كله لله، ثم مساعدة وحرص أبي وأمي على الاهتمام بتعليمنا، وتشجيعنا على التقدم والتفوق الدائم.


• كيف كان دعم الأسرة لك؟ وأهم النصائح التي قالها لك والديك؟

- أبي وأمي منذ اليوم الأول هذا العام وهم يأهلوني نفسيًا وعلميًا وعمليًا لهذا النجاح والتفوق، وبالطبع النجاح ليس وليد يوم، لذلك كان هذا الدعم والتأهيل منذ بداية الدراسة الأزهرية، والتحاقنا بالتعليم التأسيسي.

نصائح أبي دائمًا لا تخلو من التذكير بأهمية القرب من الله، والاستعانة بالله، وترك النتيجة على الله، فلن يضيع عمل مجتهد. أما والدتي فقد وفرت لي سبل الراحة التامة داخل المنزل، وكانت تساعدني في تحضير أشيائي الخاصة، وتهتم بطعامي، واحتياجاتي النفسية، ودائمًا كانت تقف بجانبي وتدعمني.

بالطبع في هذه المرحلة كان اهتمامهم بالجانب الدراسي له أولية عظيمة، وساعدوني في الوصول إلى هذه المكانة الطيبة بفضل الله.


• هل كان نصحهم لك بالمحافظة على العبادة والتمسك بالزي الشرعي أثر في تفوقك الدراسي؟

- بالطبع لم يكن الأمر مجرد تحصيل دراسي وتعبئة كم المعلومات الدراسية، ولكن دائماً ما أرشدوني إلى الربط بين التفوق الدراسي وضرورة أن أحافظ على عباداتي ولا أقصر فيها بحجة الوقت أو موعد درس، بل كُنتُ أنسق مواعيد دروسي وترتيبها بأوقات الصلاة حتى لا أضيعها عن وقتها، كذلك نفس الأمر مع التزامي بالزي الشرعي، وعدم الاختلاط، كل هذه أمور كان لها اهتمام عظيم من والدي، ثم عندي، ودائمًا كانت في مقدمة أولوياتي.


• هل حصولك على المركز الأول حافز لك أن تكوني متفوقة دائماً؟

- بإذن الله، طالما أنه عمل ليس فيه معصية، وأمر أستطيع من خلاله أن أكون على ثغر وأخدم فيه ديني وبلدي، وأتمنى من الله أن أكون دائمًا في المقدمة وأحافظ على هذا التقدم، ودائمًا في المراكز الأولى إن شاء الله.


• كطالبة أزهرية و"بنت" وصلت لهذه المرتبة والتفوق، ما تعليقك على من يدعى أن الأسر المتدينة تضطهد المرأة وتمنعها من التعليم؟

- هذا الكلام ليس له أساس من الصحة، وأكبر دليل ما أنا فيه الآن، وما فعلته أسرتي معي من دعم وتشجيع وحرص على التقدم، ونصحهم لي دائمًا أن المسلمة واجب عليها تعليم دينها وما ينفعها في حياتها، حتى تنفع أسرتها وأبنائها، وتخرج جيلًا متعلما يستطيع نفع أمته.

الحمد لله، الإسلام كرم المرأة وحفظ حقوقها، طالما تحافظ على دينها، ولا تلتفت لكلام من يريدون لها الغواية والضلال ويعتقدون أن تفوقها لا يكون إلا بمخالفة شرعية، وعدم إتمام واجباتها الشرعية.


• ما أمنياتك وطموحك المستقبلي؟

- أتمنى أن أحافظ على التفوق الدراسي، ثم المهني، وأن أقدم ما أخدم به أُمتى ودعوتي.


• هل عزلتك الثانوية العامة اجتماعيًا عن المحيطين بك؟

- بالفعل وقتي لم يكن يسمح بالتزاور وحضور كثير من المناسبات الاجتماعية هذا العام، ولكنها ليست عزلة بشكل مقصود، ولكن كان الوقت ضيق، وكان لابد من تقديم الأولويات.


• ما نصيحتك للطلاب لتنظيم الوقت؟

- أولاً الاهتمام بوضع خطة عملية، وكتابة الأهداف الواضحة، وعدم تأجيل أي عمل يمكن أدائه اليوم إلى الغد، إلا في ظروف طارئه، أو أن الوقت لم يسمح بأدائها.

ودائمًا يكون لي وقت أحافظ فيه على ورد القرآن، وألتزم بما ألزمت به نفسي خلال اليوم، ولا أتساهل في تضييع الوقت، ومن الممكن أن أضع لنفسي محفزًا ترفيهيًا، ولكن ليس بشكل دائم يؤثر على المحافظة على وقتي، وهذا هو سر التفوق،

تنظيم اليوم والمحافظة على الوقت وعدم الاستهانة بتضييع الوقت فيما لا يفيد.


• ما نصيحتك للطلاب المقبلين على دخول الصف الثالث الثانوي؟

- أهم شيء الاستعانة بالله، والعلم أن ما أراده الله سيكون، ولكن لا نتكاسل، وأن نأخذ بالأسباب ونترك النتيجة على الله، فهو قادر على كل شيء، ثم عليكم بالدعاء فهو يذلل الصعاب، التمسك بتعاليم دينكم، والمحافظة على صلاتكم وأورادكم، فهي التي تزيد بركة الوقت والجهد، وتساعد على التركيز.

ومن المهم أيضا البعد عن التشتت، ومصاحبة المثبطين، بل لابد من الاجتهاد والجد وتأدية المطلوب على أكمل وجه، وأن نتذكر أن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه، فنستحضر النية ونحتسب.


• نصيحة تحبي توجيهها لبنات جيلك؟

- نصيحتي للبنات أن اعلمن أن ما عند الله لا ينال بمعصية، والتزامك ليس خيار، بل نحن مأمورون بذلك، ولا تعتقدي أن حياتك التي تأملي أن تعيشيها بكامل حريتك ستضمن لك السعادة، بالعكس السعادة كلها تكمن في طاعة الله والقرب منه.


في نهاية الحوار، تتقدم جريدة الفتح بخالص الشكر والتقدير لحبيبة، متمنين لها مزيد من التقدم والنجاح والتفوق.