في هذا الصدد، قال الدكتور مختار غباشي، المحلل السياسي والأمين العام لمركز الفارابي للدراسات السياسية، إنه ستكون هناك شراكة استثمارية بين مجموعة "بريكس" ودول القارة الأفريقية، وهذا شيء طيب فعندما تكون هناك دولة مثل جنوب أفريقيا ضمن تلك المجموعة والسنغال ونيجيريا أو الدول الرئيسة داخل الاتحاد الأفريقي كمصر؛ فهذا من شأنه تعزيز وتيرة وجود شكل من أشكال الاستثمار لمجموعة "بريكس" داخل القارة السمراء.
وأضاف غباشي في تصريح خاص لـ"الفتح" أنه بصرف النظر عن تجمع "بريكس" فإن الصين معلوم أنها أكبر مستثمر داخل الساحة الأفريقية بحدود 254 مليار دولار، والصين مزعجة لأمريكا وأفريقيا منطقة مصالح صرفة لبكين، إضافة إلى أن روسيا كل يوم تكسب ساحة أفريقية جديدة، ويكفي ما حدث في النيجر وبوركينا فاسو ومالي وأفريقيا الوسطى وغيرها من الدول التي تتخلص من الاحتلال والفشل الغربي؛ فهذه كلها أرضيات كبيرة جدًّا يشغلها الروس والصينيون بجانب الهنود الذين لهم وجود كبير جدًّا كذلك داخل الساحة الأفريقية، بجانب قوة وثقل جنوب أفريقيا وهي إحدى تجمعات "بريكس" وضمن القوى الكبرى داخل القارة السمراء، وهناك شراكات استثمارية بينها وبين "بريكس" بغض النظر عن هذه القمة، ويبقى عندنا البرازيل وهي متصور أن لها موطءَ قدمٍ كذلك داخل الساحة الأفريقية.
ولفت إلى أنه طبيعي جدًّا أن تنزعج واشنطن لمسألة العملة الموحدة لـ"بريكس"، ومتصوَّر وجود تحفظات فالهند والبرازيل ليس من السهولة استجابتهم لهذا الأمر، وقد يكون هذا الموضوع ميسَّرًا بالنسبة لروسيا والصين، لكن ربما يكون لجنوب أفريقيا رأي آخر وكذلك الهند والبرازيل، عمومًا هناك أحاديث من حيث المبدأ بخصوص إيراد تلك العملة الموحدة على جدول أعمال القمة، لكن إقرارها نهائيًّا خلال تلك القمة فسيكون محل بحث كبير وشديد.