أحمد الشحات: دول البريكس تسعى للخروج من هيمنة الدولار.. والعملة الموحدة ستواجه تحديات صعبة

  • 138
الفتح - بريكس

 قال المهندس أحمد الشحات، الباحث السياسي: إن الدول التي شكلت منظمة البريكس هي مجموعة من الدول على رأسها الصين وروسيا والهند، موضحًا أن هذه الدول أرادت أن تخرج من تبعة الهيمنة الاقتصادية و الأمريكية بفرض الدولار كوسيلة للتبادل التجاري والتعاملات الاقتصادية بين الدول.

وأضاف "الشحات" - في تصريحات خاصة لـ"الفتح"-: أمريكا فرضت الدولار فرضا تعسفيًا عبر خطة ممنهجة لجعل العالم كله في حاجة إلى الدولار، وفي الحقيقية هذا ليس له علاقة بمدى قوة الاقتصاد الأمريكي بل هي دولة مستنزِفة لثروات غيرها سارقة وناهبة لكثير من دول العالم بفرض القوة والسيطرة وهي أيضًا تعاني من أزمات اقتصادية ولكن لا يظهر هذا الأمر لأن الجميع ببساطة شديدة يحتاج الدولار، وبالتالي فهي في كثير من الأحيان تطبع أوراقًا نقدية لتلبية احتياج السوق العالمي والطلب المتزايد على الدولار من الدول التي لا تتعامل إلا بالدولار.

وأوضح أن دول البريكس التي ذكرها سابقا وعلى رأسها الصين وروسيا والهند بدأت تفكر في الخروج من هذه السيطرة، مشيرًا إلى أن هذا لا يضع الدول في أزمة البحث عن الدولار خاصة عند الدول التي تعاني من أزمات اقتصادية ومن انهيار قيمة العملة المحلية وبالتالي عملية البحث عن الدولار عملية معقدة وصعبة وعملية تضر بالاقتصاد الوطني لأن هي تحتاج توفير عملة ضخمة في مقابل أنها توفر الدولار لشراء السلع الأساسية والاستراتيجية وتستورد به احتياجاتها التي لاتستغنى عنها.

واستطرد: دول البريكس تريد نظاما اقتصاديا موازيا وأن تخرج من إطار الهيمنة الاقتصادية الأمريكية وبالتالي بدأت تفكر في هذا الإطار، مؤكدًا أن الجديد في الأمر أنها فتحت العضوية لعدد من الدول الجديدة لكي تقوى هذه الرابطة أكثر و يتم إنشاء عملة موحدة ما بين هذه الدول، وأن هذه العملات بالتأكيد في بداية الأمر ستعاني من عدم القدرة على تقييمها مقارنة بالدولار أو مقارنة بالعملة المحلية لأن هذه الدول وضعها الاقتصادي متفاوت وهذه ستكون أحد التحديات التي تواجه الدول المؤسسة للبيريكس أو منضمه له.

وعن تأثير انضمام مصر إلى البريكس.. قال الشحات: نظريًا نعم من المفترض أن تكون له إيجابيات وأفضل وجه من أوجه إيجابياته أن مصر لن تكون مضطرة أن توفر كميات كبيرة من الدولار لكي تسد به احتياجاتها التي تستوردها من الخارج، وهذه الدول بينها حجم تبادل تجاري جيد وبالتالي لو كل هذه الدول حصل بينها التبادل التجاري بالعملات المحلية والتي تكون ترجمتها العملة الموحدة كإطار جامع للتعامل الاقتصادي ما بين الدول، بالتأكيد يخفف الضغط على كل هذه الدول.

وأكد أن حجم التبادل التجاري لدول البريكس ليس بالقليل، وهذا يمثل رقما ضخما من حجم التجارة العالمية وبالتالي المستوعب أو المنتظر أنه يؤثر فعليًا في الكسر من حدة الهيمنة الدولارية على الدول، موضحًا أن هذه الاتفاقيات إن تمت لن تنهي هيمنة الدولار بشكل كامل وسريع لأن حتى الدول الأوروبية التي نجحت في أنها تعمل عملة اليورو وهي عملة قوية وأيضا وليست ضعيفة إلا أنها لم تستغن عن الدولار بالكلية ولكن المتوقع هو أن يخف الضغط على الطلب على الدولار وبالتالي هناك فرصة للأنتعاش الإقتصادي الوطنى بعيدًا عن الأزمة المتكررة المرتبطة بأنه لابد من توفير الدولار.