باحث سياسي لـ"الفتح": الأسس التي قام عليها الاتحاد الأوروبي شديدة التناقض.. والأوضاع الحالية أثبتت ضعف المخابرات الأمريكية

  • 34
الفتح - د. أحمد مصطفى الباحث السياسي

 قال الدكتور أحمد مصطفى، الباحث السياسي ورئيس مركز آسيا للدراسات السياسية والاستراتيجية، تعليقًا على وعد زعيم سلوفاكيا الجديد -روبرت فيكو الذي فاز بالانتخابات البرلمانية السلوفاكية، ويقع على عاتقه تشكيل الحكومة- بسحب دعمه لأوكرانيا، إن الأسس التي قام عليها الاتحاد الأوروبي شديدة التعارض، لأن الإيطالي إيطالي، والفرنسي فرنسي، والتشيكي تشيكي، واليوناني يوناني، وهو اتحاد يقوم على الكثير من التناقضات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وهو من ناحية الشكل الخارجي يظهر بمظهر القوي لكنه ضعيف جدا من الداخل، وفي أول عاصفة اقتصادية عصفت به كانت خلال عام 2008م، وكانت فضيحة وسقوطًا ماليا كبيرا، والفضيحة الثالة كانت جائحة "كورونا"، والفضيحة الثالثة هي الحرب الدائرة الآن بين روسيا وأوكرانيا التي لا تعلم الدول الأوروبية لماذا هي مجبرة على الإنفاق على كييف ولمصلحة من، خاصة أن هذا الفائز بالانتخابات البرلمانية الجديدة في سلوفاكيا قال إن السلوفاك أولى بهذه الأموال، ويجب أن تذهب إلى مجراها الطبيعي، لأننا لا نجد جدوى من هذا، وليس من مصلحة سلوفاكيا معاداة روسيا والحصول على مواد الطاقة بأسعار شديدة الارتفاع، وربما قرأ المستقبل في هذا الصدد وتوقع أن موسكو بالفعل انتصرت في تلك الحرب التي استعدت لها منذ 10 سنوات.

وأضاف مصطفى لـ"الفتح" أن بوتين رجل يفهم في الاقتصاد، وربما مع فتح الجبهة أيضًا في غزة أصبحت أمريكا في وضع في منتهى الصعوبة، لا سيما أن لديها جبهة ثالثة في بحر الصين متمثلة في تايوان، وهنا يتضح مدى هشاشة المخابرات الأمريكية وتعاطيها مع الأوضاع، وقد تخطتها المخابرات الروسية بكثير، واتضحت مدى قوة وصلابة الجيش الروسي أمام الجيوش الأوروبية والمرتزقة لا سيما الجيش الأوكراني الذي هرب معظم أعضائه، وكانت هناك رشوة كبير لأحد الجنرالات المختصين بالتعبئة العامة لصغار الجنود بالإعفاء من الخدمة العسكرية كي يتمكنوا من طلب اللجوء السياسي لبعض الدول الأوروبية المجاورة، وكان هذا على مرأى ومسمع من الإعلام العالمي، وهذا يفسر وجود فساد كبير داخل القوات الأوكرانية، وقد دارت الحرب لنحو عامين استُنزفت خلالهما القوات اقتصاديا وعسكريا، والغرب في موقف صعب الآن خصوصا مع ميلاد النظام العالمي الجديد الذي تتلقفه القوى الجديدة المتمثلة في الدول الموجودة في "بريكس" و"بريكس +" والمجموعات الأخرى.