عدم إصدار بيان ختامي.. قمة القاهرة للسلام كشفت انحياز الغرب ورفضه إدانة العدوان الإسرائيلي على غزة

  • 138
الفتح - أرشيفية

اختتمت «قمة القاهرة للسلام»، مساء أمس السبت، وسط دعوات من المشاركين فيها إلى وقف التصعيد بين إسرائيل وحماس، وضرورة تهدئة الأوضاع في المنطقة لمنع تحول «الحرب في غزة» إلى حرب إقليمية، وضرورة إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، لكن بدون إصدار بيان ختامي، بسبب عدم التوافق بين الجانبين العربي والغربي على إدانة العدوان الإسرائيلي على غزة، وكذلك المطالبة بوقف فوري وعاجل لإطلاق النار.

قمة القاهرة للسلام، انعقدت بهدف رئيسي وهو «مناقشة التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة»، ولكن الدول الغربية تحديدا اتخذت موقفا منحازا بوضوح لإسرائيل مما منع إصدار بيان ختامي، بحسب السفير نعمان جلال، مساعد وزير الخارجية المصري للتخطيط السياسي سابقا والخبير في الشؤون السيياسية والاستراتيجية، موضحا لـ«الغد»، أن مصر حاولت الوصول لحل وسط  بين مواقف المجموعتين العربية والغربية بحيث يتركز مضمون البيان الختامي على وقف فوري لإطلاق النار ووصول المساعدات الإنسانية العاجلة لقطاع غزة، ولكن الدول الغربية أصرت على أن يتضمن البيان إدانة حركة حماس كحركة «إرهابية».

وتابع في تصريحاته لـ«الغد»، كان واضحا أن الدول الغربية الكبرى مثل فرنسا وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا، لم تكن راغبة في إصدار بيان ختامي للقمة، ولو بأي صيغة، وهكذا عرقلوا صدوره، بعد أن أصروا على أن يتضمن البيان إدانة حماس فقط، بينما رفضوا إدانة إسرائيل بقتل آلاف المدنيين في غزة.

وأكد السفير جلال، أن مجموعة الدول الغربية باستثناء دولتين أو ثلاثة، كانت رغبتهم الملحة هي إصدار بيان ختامي لإدانة حركة حماس، ومع رفض المجموعة العربية أو اقتراح بإضافة إدانة إسرائيلي التي تقتل الآلاف من الفلسطينيين في غزة، رفضوا إصدار بيان ختامي متذرعين بحجج واهية، حتى الحلول الوسطى لم يوافقوا عليها.

وأوضح أن مصر كان عليها التصرف بدبلوماسية عالية تركز فقط على إعلان هدف القمة أمام العالم، ولذلك أصدرت بيانا جاء فيه، أن مصر سعت من خلال دعوتها إلى هذه القمة، لبناء توافق دولي عابر للثقافات والأجناس والأديان والمواقف السياسية. توافق محوره قيم الإنسانية وضميرها الجمعي، ينبذ العنف والإرهاب وقتل النفس بغير حق. يدعو إلى وقف الحرب الدائرة التي راح ضحيتها الآلاف من المدنيين الأبرياء على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مشيرا إلى أن المشهد الدولي عبر العقود الماضية كشف عن قصور جسيم في إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، لكونه سعى لإدارة الصراع، وليس إنهائه بشكل دائم.

ونبه البيان المصري إلى حقيقة أن الحرب الجارية كشفت عن خلل في قيم المجتمع الدولي في التعامل مع الأزمات، فبينما نرى هرولة وتنافس على سرعة إدانة قتل الأبرياء في مكان، نجد ترددا غير مفهوم في إدانة نفس الفعل في مكان آخر، بل نجد محاولات لتبرير هذا القتل، كما لو كانت حياة الإنسان الفلسطيني أقل أهمية من حياة باقي البشر.

وبالتزامن مع رفض المجموعة الغربية إصدار بيان ختامي عن قمة القاهرة للسلام والرفض التام لإدانة القصف الإسرائيلي لغزة، اقترحت الولايات المتحدة الأمريكية، أمس  السبت، مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يقول إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ويطالب إيران بالتوقف عن تصدير الأسلحة إلى «الميليشيات والجماعات الإرهابية التي تهدد السلام والأمن في أنحاء المنطقة».

ولا يدعو مشروع القرار الأمريكي، الذي اطلعت عليه رويترز،  إلى أي وقف أو هدنة في القتال، ويدعو جميع الدول إلى الحيلولة دون «اتساع رقعة العنف في غزة أو الامتداد إلى مناطق أخرى في المنطقة، وذلك من خلال مطالبة حزب الله  والجماعات المسلحة الأخرى بالوقف الفوري لجميع الهجمات».

  • كلمات دليلية
  • قمة القاهرة للسلام