زيارة لدعم المجزرة لا تمثل الشعب الفرنسي.. خلافات في الشارع الفرنسي حول زيارة ماكرون لتل أبيب

  • 43
الفتح - ماكرون ونتنياهو

من المقرر أن يبدأ الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، زيارة إلى تل أبيب، غدا الثلاثاء، حسب ما أعلن قصر الإليزيه، وذلك بعدما زار قادة عدد من الدول الغربية إسرائيل لإظهار الدعم «غير المسبوق» لدولة الاحتلال.

زيارة ماكرون لإسرائيل التي جاءت متأخرة أسبوعين، تتزامن مع حالة «انقسام وخلافات» داخل فرنسا، وعلى الصعيدين السياسي والشعبي.. ونقلت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية عن دبلوماسي فرنسي سابق قوله: «يبدو أن ماكرون قد فاته القطار.. سيذهب إلى إسرائيل بشكل متأخر».

ويتحسب  قصر الإليزيه لردود الفعل المتوقعة ضد الزبارة، بحسب الصحف الفرنسية، قياسا على زيارة رئيسة الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) يائيل برون بيفيه إلى إسرائيل، والتي فجرت  جدلا سياسيا داخل فرنسا،، إذ اتهمها رئيس حزب «فرنسا الأبية» جان لوك ميلانشون، بأنها «تدعم المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة،»، وذلك قبل يومين من زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى تل أبيب.

ويرى الباحث الفرنسي، أوليفر بيومونت، في صحيفة «ليبراسيون»، أن الزيارةِ المرتقبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى إسرائيل يوم غدٍ الثلاثاء،  جاءت بعد التردُد الذي استمرَ لأيامٍ سبقَت الإعلانَ عنها، ثم  انتهى الأمرُ بماكرون باتخاذِ القرار، في اللحظةِ الأخيرة.

وتشير الصحيفة الفرنسية، إلى أن هذه الرحلة تتِمُ في سياقٍ دبلوماسيٍ وعسكريٍ حسَّاس.. الدبلوماسية أولاً، لأنَ سبعة فرنسيين ما زالوا في عدادِ المفقودين منذُ هجومِ حماس. هل هم رهائن أم أموات؟

الرئاسة الفرنسية، لا تستبعد ردود فعل «ساخنة» ضد زيارة الرئيس ماكرون لإسرائيل، وتكرار ما حدث  مع زيارة رئيسة البرلمان الفرنسي، التي رافقها فيها رئيس حزب الجمهوريين اليميني إريك سيوتي، والنائب عن الفرنسيين في الخارج مائير حبيب، وماتيو لوفيفر من حزب النهضة الحاكم، والتي تعرضت لانتقادات شديدة من اليسار.

وقال رئيس حزب «فرنسا الأبية» جان لوك ميلانشون، عبر منصة «إكس»، إن هذه الزيارة «ليست باسم الشعب الفرنسي».

وكتب في تعليقه على التظاهرات التي شهدتها باريس دعماً للشعب الفلسطيني، أمس الأحد: «هذه هي فرنسا، في الوقت الذي توجد فيه برون بيفيه في تل أبيب لتشجيع المجزرة»

وبينما ندد منسق الحزب مانويل بومبار بـ «الخطأ السياسي الجسيم ». وأعرب عن غضبه قائلاً: «تظهر رئيسة الجمعية الوطنية إلى جانب جيش يرتكب حالياً جرائم حرب».

ويعتزم حزب «فرنسا الأبية»، المطالبة بالمساءلة في هذا الموضوع، اليوم الاثنين، في البرلمان، خلال مناقشة الوضع في الشرق الأوسط بين الحكومة والكتل النيابية.

وذكرت صحيفة لوفيغارو أن باريس شهدت أمس الأحد، تجمع الآلاف في أول مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين تسمح بها الشرطة في العاصمة الفرنسية، منذ هجمات السابع من أكتوبر، ولوح المتظاهرون بالأعلام الفلسطينية وهتفوا «غزة، باريس معكم».

وتجمع نحو 15 ألفاً في ساحة الجمهورية، بحسب أرقام الشرطة، للتعبير عن التضامن مع الفلسطينيين والدعوة إلى وقف إطلاق النار، مع ارتفاع عدد ضحايا الضربات الإسرائيلية في غزة إلى أكثر من 4700.

40 منظمة فرنسية تقود تظاهرات التضامن مع غزة

كانت السلطات الفرنسية قد سمحت الخميس الماضي بالاحتجاج، في اللحظة الأخيرة بعد أن أبطلت محكمة في باريس قرار الشرطة بحظره.

ودعا إلى الاحتجاج  الشعبي في باريس  (التجمع الوطني من أجل سلام مستدام وعادل بين الفلسطينيين والإسرائيليين)، والذي يتألف من أكثر من 40 منظمة، منها الحزب اليساري «فرنسا الأبية»، والكونفدرالية العامة للشغل، ومنظمة «فرنسا فلسطين تضامن».