العدوان على غزة.. شاهد آخر على عنصرية الغرب وتناقضاته وحرب أوكرانيا خير دليل

خبراء: اليهود يمارسون ابتزازًا واضحًا على الغرب.. أمريكا لديها تاريخ إجرامي في إبادة الملايين

  • 28
الفتح - العدوان على غزة

أظهرت حرب أوكرانيا ومن ورائها العدوان الوحشي الإسرائيلي على غزة الوجه الأمريكي القبيح، وحقيقة مبادئها المزيفة التي لم تعد تنطلي على أحد، وأوضحت كيف يكون التناقض من أجل تحقيق أغراض مشبوهة تحت مظلة الإنسانية الكاذبة؛ فعندما كان القتيل أوكرانيًا دعم الغرب بضغط أمريكي مفرط بالمال والسلاح والعقوبات على روسيا لوضح حد لعدوانها على أراضي كييف، وعندما تكرر الأمر ولكن هذه المرة في فلسطين المحتلة، أسرعت واشنطن وحركت حاملات الطائرات نحو الشرق الأوسط ليس لمنع العدوان على قطاع غزة ولكن لمساعدة المحتل الغاصب على قتل الفلسطينيين في عنصرية مقيتة تبين مدى حقد واشنطن والغرب على الإسلام والمسلمين وكذب ادعاءاتهم عن المبادئ وحقوق الإنسان، وأن تلك العبارات الرنانة ما هي إلّا  كلمات فارغة المضمون يتشدقون بها لتنفيذ ما يتوافق مع أغراضهم في شتى بقاع الأرض. 

وعند تحليل موقف واشنطن من حرب أوكرانيا والقصف المتوحش على غزة، نجد أنها في كلا الموقفين كان معيارها الوحيد ضمان مصالحها، ففي كييف دعمت الولايات المتحدة أهدافها بتكبيد روسيا مزيدًا من الخسائر بإطالة أمد الحرب وأوجعت موسكو بالعقوبات، وفي فلسطين ساندت واشنطن اليهود بكل قوة كالعادة طمعًا في أموال اليهود وأصواتهم في الانتخابات داخل أمريكا وخوفًا من جماعات الضغط اليهودية.

وفي هذا السياق، قال غريب أبو الحسن عضو المجلس الرئاسي لحزب النور، إنه إذا كان القتيل فلسطينيًا مسلمًا يقاوم من أجل أرضه المغتصبة منذ عقود، فهو من وجهة نظر واشنطن إرهابي يستحق القصف بالصواريخ وهدم بيته فوق رأسه وقتل أبنائه وعائلته بل وتقديم كل الدعم للقاتل الصهيوني المحتل.

وأوضح أبو الحسن في تصريح لـ "الفتح"، أن من يتدبر المواقف الغربية والأمريكية تجاه فلسطين سيلمح في بادئ الأمر تناقضًا في وقوف أمريكا أمام الغزو الروسي لأوكرانيا واستنكار قصف المدنيين وبين الدعم المطلق للإجرام الصهيوني ضد الفلسطينيين وخاصة في غزة، وما قامت به آلة الإجرام الصهيوني من قصفها لمستشفى المعمداني والذي راح ضحيته مئات الأنفس البريئة والذين نحسبهم عند الله شهداء.

وأكد عضو رئاسي النور أن من يستحضر التاريخ يدرك أن أمريكا قامت على إبادة الملايين من السكان الأصليين وهي من ألقت القنبلة النووية على هيروشيما ونجازاكي وهي من دمرت العديد من الدول والأنظمة التي تخالفها أيديولوجيًا أو سياسيًا، مضيفًا أنها التي أعادة العراق عشرات السنين للخلف وتسببت في حمام دم لا زال يجري إلى اليوم بعد أن حاصرت نظام الرئيس صدام حسين وتسببت في موت الآلاف من أطفال العراق.

 وندد غريب أبو الحسن بهرولة واشنطن لمساعدة الكيان الصهيوني عندما اتضح لها هشاشة الأسطورة الأمنية المزعومة التي عاشت عليها عشرات السنين، مضيفًا: "فسارعت لنجدة حكومة الاحتلال لأنها ترى في بقاء كيان إسرائيل في أحشاء المنطقة العربية يسبب شرخًا دائمًا في جسد العالم العربي.

ونبَّه إلى أن الله عز وجل يسوق المحن لنعرف أصحاب الشعارات من أصحاب المبادئ، ونعرف من يتحالف مع العدو ممن يوالي الله ورسوله والمؤمنين، ولنعلم من يهرول نحو التطبيع على حساب حقوق إخوانه ممن يصون القضية ولا يقبل ببيع الأرض وخيانة العهد.

فيما أكد المهندس أحمد الشحات الباحث في العلوم السياسية، أن تفسير موقف واشنطن وحلفائها أن الغرب لم ولن يتخلى عن عنصريته المقيتة وعدائه الدفين ضد الإسلام والمسلمين، مضيفًا أن هذا الأمر يفسر كثيرًا من تناقضات الغرب الصارخة فيما يزعم أنه حقوق للإنسان ودعائم للحرية والمساواة وغير ذلك.

ونبَّه أحمد الشحات في تصريح لـ "الفتح"، أن كل شعارات الغرب عن حقوق الإنسان تتبخر إذا تعلقت بما يسمى بالعالم الثالث وإذا ما تعلقت بالإسلام والمسلمين، لافتًا إلى أن الغرب لا يعامل الرجل الإفريقي أو الرجل الشرقي كما يتعامل مع الرجل الغربي إطلاقًا وفي أعينهم منزلة وهذا في منزلة أخرى. 

وبيَّن الشحات أنه إذا حدثت المواجهة بين المسلمين وبين اليهود فلا نسمع ولو عبارات المجاملة التي يمكن أن تقال، مضيفًا أنه إذا كانت المواجهات بين المسلمين وبين غيرهم من أهل الملل الأخرى ربما صرحوا ببعض الشجب والإدانة، أما فيما يخص اليهود فحتى عبارات الشجب والإدانة فلا ينطقون بها.