كيف كانت أحوال غزة قبل "طوفان الأقصى"؟.. معلمة فلسطينية تروي شهادتها من داخل غزة

  • 504
الفتح - العدوان على غزة

كتبت معلمة فلسطينية من قطاع غزة "إيمان باشر"، عن حالهم قبل 7 أكتوبر، قائلة: إن إسرائيل كانت تقصف غزة قبل الأحداث الأخيرة، متابعة: أعمل في مدرسة حدودية تابعة لوكالة "الغوث"، وكان يطلب منا دائماً أن نلبس ملابس فضفاضة؛ تساعدنا على الهرب في حالة القصف.

وأضافت "المعلمة" -في منشور لها على حسابها على منصة إكس "تويتر"-: إن أكثر من نصف طالبات الصف عندهم شهداء، وحضروا موت شهداء أمام أعينهم، مشيرة إلى أن ما يزيد عن ثلاث أرباع طالبات مدرستها عندهم صدمات نفسية، موضحة أنهن أكثر من مرة يهربن من المدرسة تحت قصف عشوائي، وأكثر من مرة يختبئن في صفوفهن ويجلسن على الأرض (مثل مذيعة CNN)، متابعة: لكن هذه المرة معي ٤٠ طالبة في الصف مكلفة بحمايتهم، مع أني لا أستطيع أن أحمي نفسي.

وتابعت: في أوقات كثيرة كنا نرجع من المدرسة ولسنا في حالة حرب، ومع ذلك نجد بنتا استشهدت، أو في المستشفى وإصابتها خطيرة؛ لأن جنديا على الحدود استهدفها وهي في بيتها، متابعة: سلوا سكان "بيت حانون" على الحدود، عن أراضيهم الزراعية التي يعيشون منها، كم مرة حُرق محصولهم، وكم مرة تم استهداف أشخاص منهم وهم يزرعون آمنين.

وأوضحت المعلمة أنهم قبل 7 أكتوبر، كانت إسرائيل تعتدي على المصليات الآمنات في القدس ضرباً، وتمنعهم من الوصول للمسجد الأقصى بالأيام، وتقيم الاحتفالات عبثاً وتكراراً، ويرددون الشعارات العنصرية لاستفزاز أهل القدس، مشيرة إلى أن أهل غزة يحتاجون لتصريح لدخول الضفة؛ لتعليم، لعمل، لعلاج، كله سواء، ويتم رفضه في غالب الأمر.

ولفتت إلى أنها تبلغ من العمر 32 سنة ولم تستطع إلى الآن زيارة القدس ولا باقي مدن فلسطين، متابعة: والحالات الطبية الخطيرة التي تحتاج لتحويل للضفة يتم تأجيلها والتمطيط في الموافقة إلى أن يموت المريض، وكثير من الحالات يخرج تحويلها بعد موتها، مشيرة إلى انتشار نقاط التفتيش في الضفة الغربية في كل شارع، لدرجة أن المنطقة التي نصل إليها في ربع ساعة تستغرق ساعتين؛ بسبب التوقف والانتظار.

واستكملت: تعتقل إسرائيل الرجال والنساء والأطفال وتحبسهم بلا تهمة وبلا محاكمة وتنكّل بهم وتعذبهم في السجون بلا رقيب، وإذا أفرجت عنهم في الصفقات التي تتم في العمر مرة، تنفيهم لمدينة أخرى بعيداً عن أسرتهم وهذا إذا لم ترجع لأسرهم مرة أخرى.

واستطردت: إن المستوطنين يحتلون بيوتا في الضفة، ويسرقونها ويسكنون فيها فجأة، ويتم طرد الفلسطيني الذي كان نائما بالأمس في بيته، وكل هذا يحدث تحت غطاء من حكومة الاحتلال، مشيرة إلى أن فلسطينيي الداخل (عرب 48) ومع أنهم من حملة الهوية الإسرائيلية، لم يسلموا، ويعاملون كمواطنين درجة ثانية، ويتم اعتبارهم أقلية ويُمنعوا من كثير من الوظائف، وتعتدي عليهم العصابات الإسرائيلية المسلحة بشكل دائم في الشوارع وفي بيوتهم، ويقتلون بلا أدنى مساءلة، بل يتم التشجيع على قتلهم لأنهم يشكلون أزمة لدولة الاحتلال.

وتابعت: في غزة، إذا طلبت غرضا أونلاين، يظل سنة، ويتم الرد علينا حرفياً (حسب مزاج الجندي الإسرائيلي العامل على المعبر). موضحة أن ثلاثة أرباع الأشياء تعتبرها إسرائيل مزدوجة الاستعمال وترفض دخولها القطاع، وأهمها مادة الحديد المسلح التي يمكن استخدامها في بناء الملاجئ لحماية المدنيين في الحروب، متابعة: طلبت نظارات غوص، وتم إرجاعها لأنها مصنفة مزدوجة الاستعمال.

وقالت "المعلمة": إن كل شيء يدخل القطاع يخضع لتفتيش، وإسرائيل تقنن المواد الغذائية للقطاع؛ بحيث إن ما يدخل القطاع لا يكفي الفرد الواحد، وتقوم بتحديث بياناتها بعد كل حرب، ونقصان القطاع من سكانه بسبب استشهادهم، (والمقالات منتشرة وكتيرة، مثال كيف أنها تقنن إدخال الشوكولاتة للقطاع تبعاً لحسبة معينة خاصة بها).

وذكرت أن الصيادين يتم قنصهم في البحر، افتراءً أنهم اقتربوا من الحدود، وبعدها في كل مرة يتم إرجاع مساحة الصيد إلى أن تصير لهم نقطة ضئيلة يسترزقون منها، مبينة أن هذا غيض من فيض ممارسات الاحتلال ضد الفلسطينيين بشكل عام وغزة بشكل خاص.

وأوضحت أن إسرائيل ما كانت بحاجة لـ 7 أكتوبر لتؤجج مشاعر الناس وتذكرهم بمأساة اليهود وتمسح القطاع والعالم يعطيها الضوء الأخضر، مبينة أنه لو ما كانت أكتوبر، لكانت إسرائيل قصفت القطاع أيضا، وادعت أن "غزاوي" (كلب مرق جنب الحدود وسب عالهولوكوست).

وبينت أن المقاومة والأنفاق وغيرها، كلها أشكال من محاولة لأناس مستضعفين للدفاع عن أنفسهم، نجحت أم فشلت في مساعيها، مشيرة إلى أنها محاولات لنقول: إن أمتنا عندها كرامة، أو على الأقل حاولنا أن ندافع عن أنفسنا ولا يقتلوننا وهم سعداء، متابعة: (وع قولة نصير "لولا المقاومة، كان أمك زمانها بتغسل رجل الجندي الإسرائيلي في طشت").

وأضافت: إن الاحتلال ليس عدوا للمقاومة فقط، إنما هو عدوي وعدو طالباتي وعدو أطفالي وعدو أفراد عائلتي وعدو شعبي، ولو أن الله كتب لنا أن نعيش، فسأجعل أطفالي وطالباتي يكبرون ويلعنون إسرائيل؛ لأن المعركة لم تنته بعد.

وختمت كلامها قائلة: إن هذا المنشور ليس تبريرا؛ لأننا لا نبرر إلى شرار العالم، وإنما رسالة إلى شعبي وأهلي الذين بدأ بعضهم يصدق رواية الاحتلال المكررة أن هدفه هو القضاء على حماس، وأذكره أننا في الماضي لم يكن عندنا حماس، لكن جدي وجدك قتلوا، وكذلك قتل ابني وابنك (وهلقيت: دو يو ستيل كوندم هاماس؟).