إيهاب الشريف: افعل ما بوسعك وما تقدر عليه لييسر الله لك ما ليس لك قدرة عليه

داعية إسلامي: طوفانك الدعوي يكون في تغيير المنكرات والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

  • 51
الفتح-الشيخ إيهاب الشريف، الداعية الإسلامي

قال الشيخ إيهاب الشريف، الداعية الإسلامي: إن طوفانك الدعوي يكون في تغيير المنكرات في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تلك التي تميزت بها الأمة قال تعالى "كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّه"، سورة آل عمران آية ١١٠. فتتعجب لتقديم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا الاهتمام بهذه الشعيرة، طوفانك الدعوي الذي بيّن الله عندما يمن على أهل الإسلام بالنصر والتمكين فإنهم ينشغلون به، قال تعالى"ٱلَّذِينَ إِن مَّكَّنَّٰهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَمَرُواْ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَنَهَوۡاْ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ"،الحج "١٤٠" فإذا كانوا لا يقيمون الصلاة الآن كيف سيصلون إلى التمكين؟ ولم يقل صلوا؛ بل قال وأقاموا، فرق كبير بين الإقامة ومجرد الفعل، لذا قلنا نريد تجويد الفرائض، فإذا تفقدنا هذه المعاني فينا فنحن على طريق النصر.

وأضاف "الشريف" -خلال ندوة "فلسطين قضية أمة"-: أخ لنا كان يتألم ويتحسر جدًا على صاحبه الذي مات فيقول لي تعرف كيف مات؟ قلت: كيف؟ قال: أخذ سلاحا (مطواة) وذهب ليقتل به القطار! فصدمه القطار فمات، بسبب المخدرات.

في بعض القوافل الدعوية كلموا شابًا يبيع المخدرات فأدخلوه المسجد، فصلى المغرب والعشاء وحضر درسًا، وعاد لأمه بوجهٍ غير الوجه الذي ذهب به، فسألته، فأخبرها أن المشايخ تكلموا معه وأنه ذهب معهم وصلى المغرب والعشاء في المسجد وقال لها أيقظيني لأصلي الفجر، وعند الفجر جاءته لتوقظه فوجدته قد مات.

فكم شاب توفي على سوء خاتمة بسببك وبسبب تقصيرك؟ وبسبب وهم كبير عندك بأنه لن يقبل منك؟

ركبت ذات مرة خلف سائق ميكروباص فرأيت في يد السائق "سبجارة حشيش" وطبعا صوت الأغاني والموسيقى، فربّت على كتفه وقلت له أسمعنا قرآنا أكرمك الله، فقال "حاضر يا عم الشيخ" وأوقف الأغاني والموسيقى وشغل القرآن، وأنت إذا فعلت ذلك وقال لك "لو مش عاجبك انزل" فهل خسرت أم كسبت؟

مرة أخرى ركبت مع آخر يشغل الموسيقى والأغاني فأخرجت له حبة حلوى وقلت له تفضل، قال: "حاضر يا عم الشيخ" وأوقفها.

وتابع الداعية الإسلامي: فلماذا نترك المنكرات ونحن نقدر على تغييرها، والبعض ليس في عقله غير المنكر الكبير ويقول: افتحوا لنا باب الجهاد، وإذا لم يفتح باب الجهاد فلن يتغير!

بل افعل ما بوسعك وما لك عليه قدرة؛ لييسر الله لك ما ليس لك عليه قدرة وما ليس بوسعك.

شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، عندما تجد شخصًا بعيدًا عن الله سبحانه وتعالى، فنقول له أكثر من عشرة آلاف أخ لك قتلوا في غزة، ألا توقف السجائر لله ثم لأجلهم! لأن المعصية من أسباب الهزيمة، قال تعالى "وَمَآ أَصَٰبَكُم مِّن مُّصِيبَةٖ فَبِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِيكُمۡ" الشوري " ٣٠ " قد يقول البعض ما كسبت أيديهم؟ فاليهود يقتلونهم، نقول له الآيات التي نزلت في أحد، "وَمَآ أَصَٰبَكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡتَقَى ٱلۡجَمۡعَانِ فَبِإِذۡنِ ٱللَّهِ" آل عمران"١٦٦ " وقال تعالى"أَوَلَمَّآ أَصَٰبَتۡكُم مُّصِيبَةٞ قَدۡ أَصَبۡتُم مِّثۡلَيۡهَا قُلۡتُمۡ أَنَّىٰ هَٰذَاۖ قُلۡ هُوَ مِنۡ عِندِ أَنفُسِكُمۡۗ " وفي الحديث "مثل القائم على حدود الله والواقع فيها...." فالمجتمع سفينة كلنا فيها فمن يقع في المنكر وأنت تراه وتستطيع تغييره ولم تقم به وكان سببا في الهلاك وغرق السفينة ستغرق بنا جميعا!

واختتم حديثه بالقول: فهناك الكثير في حياتنا يحتاج التغيير، ونقدر على تغييرها ومن الممكن أن يكون لها أثرٌ كبيرٌ جدًا في واقعنا لكن لو تحركنا. إن الطوفان الحقيقي الذي يكون سببًا في تغيير الأمة فعلًا ليس فقط ما يكون من الجهاد، بل في تعبيد نفوسنا لله وتعبيد الناس لله، قال تعالى"وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَيَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمۡ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡنٗاۚ يَعۡبُدُونَنِي لَا يُشۡرِكُونَ بِي شَيۡـٔٗاۚ"النور " ٥٥ " ، أريدك أن تعيش هذه المعاني وتبدأ وترجع هذه الليلة وتنظر ماذا سيتغير فيك في المحاور الثلاثة؛ الطوفان العلمي، والطوفان التعبدي، والطوفان الدعوي. ويندرج معهم طبعا الطوفان الخلقي والسلوكي، نحتاج لأن نكون أرقاما في المعادلة؛ لأن النصر في الأصل ليس على كثرة العدد ولكن في الأصل على نوعية المجاهدين قال تعالى "ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَٰقُواْ رَبِّهِمۡ"،البقرة : "٤٦ " هناك أمثلة كثيرة ولكن لا أريد أن أذكر أمثلة ولكن أقول "وَإِن تَتَوَلَّوۡاْ يَسۡتَبۡدِلۡ قَوۡمًا غَيۡرَكُمۡ ثُمَّ لَا يَكُونُوٓاْ أَمۡثَٰلَكُم"، فإن لم نكن نحن لهذا الدين والله سيكون هذا الدين بغيرنا، ولكن لن نكون بغيره.