الحرب على غزة تدخل شهرها الثاني.. "طوفان الأقصى" يسطر ملحمة تاريخية من النضال والمقاومة

  • 35
الفتح - الحرب على غزة

العدو الإسرائيلي يواصل قصف القطاع بالقنابل الفوسفورية والمحرمة دوليًا

حاخام متطرف يدعو لقتل النساء والأطفال.. ووزير بحكومة نتنياهو يطالب قصف غزة بالنووي


دخلت الحرب على غزة شهرها الثاني على التوالي دون توقف على مدار الساعة، أمام أعين العالم والمجتمع الدولي الذي أغمض العين أمام جرائم العدو وارتكابة لمئات المجازر الوحشية والتي أودت بحياة أكثر من 11 ألف شهيد فضلاً عن إصابة ما يربو على 23 ألف مصاب وجريح بخلاف المختفين وما تحت الأنقاض، ناهيك عن تدمير شامل للبنية التحتية بنسبة تلامس 80%.

عسكريًا فإن قطاع غزة يشهد قصفًا عنيفًا وشاملاً ولم يسلم شبر واحد دون أن تطاله قذيفة، كما تفرض سلطة الاحتلال الغاصب سياسة القتل الجماعي بالتجويع وقطع الكهرباء والماء والغذاء وهي جرائم حرب متكاملة الأركان في إطار سياسة العقاب الجماعي

في الأيام الأولى لعملية "طوفان الأقصى" روّج الكيان الإسرائيلي سردية حق الدفاع عن النفس وصدقها المجتمع الدولي وتغافل عما يحدث في قطاع غزة من إبادة جماعية.

لذا فإن المجتمع الدولي ليس غريبًا عليه أن يقف صامتًا تجاه المجازر الوحشية وعمليات الإبادة الجماعية واستخدامه للقنابل الفسفورية والمحرمة دوليًا بزعم أن الكيان الصهيوني له حق الدفاع عن نفسه!

 ازدواجية المعايير ضد الشعب الفلسطيني كانت دافعًا لخروج أحد حاخامات العدو الصهيوني المتطرف "إليشع وِلْفُسون"، رئيس ما يسمى بمدرسة جبل الهيكل الدينية، وأحد الشخصيات البارزة في جماعات الهيكل الإرهابية، والمعروف بالتاريخ الأسود الطويل في تدنيس ساحات الأقصى المبارك، فتوى صهيونية تفيد بأن الشريعة اليهودية لا تؤمن بوجود أبرياء وقت الحرب، وبالتالي يجب قتل النساء والأطفال في غزة حتى لا يعرضوا حياة الجنود اليهود للخطر.

وأيد الحاخام المتطرف أيضًا تصريحات الوزير الصهيوني "عميحاي إلياهو" الذي طالب فيها بقصف غزة بالقنبلة النووية، ويزعم الوزير المتطرف بأن للحرب أثمانًا بالنسبة لمن وصفهم بالمختطفين.

وقال إن قطاع غزة يجب ألا يبقى على وجه الأرض، ويجب إعادة إقامة المستوطنات عليه، وهو ما يظهر مدى تغلغل التطرف والوحشية، كما أنه دليل واضح على امتلاك هذا الكيان الغاصب للسلاح النووي، ويطرح العديد من التساؤلات حول دور المنظمات الدولية والوكالة الدولية للطاقة الذرية وأين المفتشون الدوليون؟

وفي هذا الصدد وردًا على حاخامات اليهود شدد مرصد الأزهر الشريف على أن إباحة الحاخامات قتل الأبرياء في الحرب هدفه حشد التأييد الشعبي لعمليات الإبادة التي ينفذها نتنياهو تمهيدًا لقصف المستشفيات، ودعمًا لمخطط تهجير أهل غزة وإعادة احتلال القطاع من خلال إضفاء الطابع الديني على العدوان الإسرائيلي.

 ميدانيًا أكدت فصائل المقاومة بأنها لن تسمح بإنفاذ حرب الإبادة الصهيونية ضد العشب الفلسطيني فنحن أمة واحدة وجسد واحد. 

وأضاف بيان لحركة المقاومة الإسلامية "حماس": جماهير شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية، هذا نداؤنا العاجل لكم، في ظل هذه المرحلة الخطيرة التي تمرّ بها قضيتنا وقدسنا وأقصانا، بفعل الإرهاب الصهيوني والتواطؤ الأمريكي والغربي ضد حقوق شعبنا المشروعة وضد قبلتنا الأولى، فكونوا في الموعد مع القدس والأقصى ومع فلسطين وأهلنا في غزّة العزّة. 

(وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥٓ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِىٌّ عَزِيز).

كما طالب فاروق أبو قدومي رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية وأمين سر لجنتها التنفيذية السابق، بالوقف الفوري للمجازر الجبانة والإبادة الجماعية التي تطال كل من تصل إليه آلة حرب التحالف الصهيوني العالمي ومندوبه المتمثل بالكيان الغاصب لأرضنا العربية الفلسطينية الخنجر المسموم المغروس في قلب  الأمتين العربية والإسلامية النابض والنازف، لكن بعضهم لا يشعرون.

أضاف أبو قدومي أن الانتقام الوحشي البربري المجرم بحق  المدنيين العزل من أطفال وشيوخ ونساء ما هو إلا بسبب هزائمه المتكررة على أيدي فصائل المقاومة وبسالتها.

بدوره قال رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو إن إسرائيل لن توقف إطلاق النار، ولن تسمح بإدخال الوقود إلى قطاع غزة قبل الإفراج عمن يصفهم بالمختطفين.

وفيما بدا أنه رد على الضغوط الدولية لوقف الحرب قال نتنياهو "نقول للمجتمع الدولي إن حربنا هي حربكم، وإن لم ننتصر فستكونون أنتم الهدف التالي".

كما زعم نتنياهو أن الجيش يحقق "نجاحات كبيرة" في عملياته بقطاع غزة، وأنه قام باستهداف واغتيال عدد ممن وصفهم بالمخربين الذين كان لهم دور في هجوم 7 أكتوبر الماضي، في إشارة إلى عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية ردًا على الاعتداءات المتواصلة للاحتلال الإسرائيلي، وتابع قائلاً: "وصلنا إلى أماكن لم تتوقع حماس أن نصل إليها".

أما وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت، فيزعم هو الآخر أن ميليشياتهم العسكرية تستهدف على وجه الخصوص منشآت حماس وقادتها، ولا سيما "السنوار" الذي وصفه بأنه المسؤول الأول عن هجوم 7 أكتوبر الماضي.

بدوره طالب وزير الخارجية المصري سامح شكري مجلس الأمن على ضرورة العمل من أجل وقف فوري لإطلاق النار في غزة

 دون قيد أو شرط، موضحًا أن الشعب الفلسطيني سيبقى صامدًا على أرضه، مضيفًا بأن الأراضي الفلسطينية تشهد أحداثًا مروعة، وأن ما يحدث خرق فعلي للقانون الدولي الإنساني.

وقال "شكري" إن التصعيد الحالي يقود المنطقة إلى وضع خطير، وتابعنا بأسف عجز مجلس الأمن عن إصدار قرار بوقف إطلاق النار.

مؤكدًا أن القضية الفلسطينية عبر كل مراحلها ظلت صامدة ولم تمت، والشعب الفلسطيني لن ينزح عن أرضه ولن تقبل مصر بذلك، ويجب توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الأعزل".

وفي هذا الصدد أعلن أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب القسام، عن استمرار الفصائل في القتال والتصدي للعدوان الصهيوني في كل محاور المناورات البرية للعدو.

وتابع أنه تم تدمير 136 آلية عسكرية للعدو تدميرًا كليًا أو جزئيًا وإخراجها عن الخدمة بخلاف الإصابات بين قوات العدو.

وأكد أبو عبيدة بقوله: "نناور بقوات النخبة من مجاهدينا ونلتف لضرب العدو في صفوفه الخلفية وننصب الكمائن له ولدباباته"، موضحًا أن سلاح القنص يواصل استهداف جنود الاحتلال يدك تحصيناته، مجددًا أن التأكيد على أن المسار الوحيد للإفراج عن الأسرى هو صفقة لتبادل الأسرى بشكل كامل أو مجزأ.

وأشار إلى أن الاحتلال هو من يعيق ويخرب كل جهود الإفراج عن المحتجزين والأجانب ويعرض حياتهم للخطر.