نيويورك تايمز: استراتيجية إسرائيل في غزة فشلت رغم تقدمها في السيطرة

  • 30
الفتح - أرشيفية

نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» تقريرا قالت فيه، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي، رغم تقدمها في السيطرة على الأرض في غزة، إلا إنها لم تتمكن من هزيمة حركة "حماس" أو تنجح حتى في إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديها.

وأفاد التقرير، الذي نشرته الصحيفة، أن استيلاء جيش الاحتلال على مستشفى الشفاء، وهو أكبر مجمع طبي في غزة، اعتبرته قوات الاحتلال أنه يشكل أهمية مركزية في الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية في قلب الغزو البري: «القضاء على حماس وإطلاق سراح ما يقرب من 240 محتجزا خلال عملية طوفان الأقصى التي قامت بها فصائل المقاومة في 7 أكتوبر الماضي»، إلا إنه لم يحقق أي نتائج مثمرة.

واتهمت قواتُ الاحتلال "حماسَ" باستخدام المدنيين كدروع بشرية في قطاع غزة المكتظ بالسكان، وتقول إن "حماس" وضعت منشآت عسكرية تحت الأرض بالقرب من المنازل والمدارس والمساجد والمستشفيات في جميع أنحاء غزة. وأصبح مستشفى الشفاء هو الدليل الأول في هذه الرواية، حيث ادعى جيش الاحتلال أن "حماس" استخدمت متاهة واسعة من الأنفاق تحت المستشفى كقاعدة.

وحتى الآن ليس من الواضح ما إذا كانت الاستراتيجية الإسرائيلية ناجحة أو روايتها صحيحة.

وقال كبير المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي، الأدميرال دانييل هاغاري، في وقت متأخر من يوم الجمعة للصحيفة، إن قواته ستواصل هجومها «في كل مكان توجد فيه حماس، وفي جنوب القطاع».

وعلى الرغم من أن وزير دفاع جيش الاحتلال، يوآف غالانت، قال في بيان بالفيديو يوم الاثنين إن إسرائيل «سرعت أنشطتها ضد الأنفاق»، وإن "حماس" فقدت السيطرة في الشمال ويهربون جنوبا، إلا أن المحللين العسكريين قالوا إن تصريحات غالانت أثارت العديد من التساؤلات.

كيف سيتم القضاء على "حماس" إذا اندمجت مع بقية السكان أثناء توجههم جنوباً؟ إلى متى تستطيع إسرائيل، التي فقدت حوالي 1200 شخص في عملية طوفان الأقصى، التي وقعت في 7 أكتوبر، الاستمرار في الضغط الدولي المتزايد من أجل وقف إطلاق النار مع تزايد الخسائر في صفوف المدنيين في غزة؟ والأهم من ذلك، هل كان "الشفاء" هدفاً عسكرياً مهماً بما يكفي لمداهمته؟

وقال الدكتور ليفي: «إن الجيش لم يأخذ في الاعتبار الحقيقي مستقبل أو سلامة الرهائن من خلال الذهاب إلى "الشفاء"». وقال إن انتشال جثتين بالقرب من مستشفى الشفاء علامة واضحة على أننا «نفقد الرهائن من خلال تأخير عملية تبادل الأسرى».

وقال الجنرال ماكنزي، إنه لا يزال من غير الواضح عدد كبار قادة "حماس" الذين قتلهم جيش الاحتلال. وحتى الآن فإن القرار الذي اتخذته إسرائيل بتحويل أجزاء من غزة إلى أنقاض وقتل أكثر من 1000 من مقاتلي "حماس" لم ينجح في تأمين صفقة كبرى لإطلاق سراح ما يقرب من 240 رهينة، والعديد منهم في شبكة الأنفاق الواسعة.

بدأت إسرائيل غزوها البري في 7 أكتوبر؛ مما أسفر عن استشهاد النساء والأطفال والرضع والمسنين.

وقد سارع البنتاجون بتدفق مستمر من الأسلحة والذخيرة إلى إسرائيل في الأسابيع الأخيرة. قال مسؤولون بوزارة الدفاع الأميركية إن قوات العمليات الخاصة الأميركية تحلق بطائرات استطلاع بدون طيار من طراز "MQ-9" فوق قطاع غزة للمساعدة في جهود استعادة الرهائن، لكنها لا تدعم العمليات العسكرية الإسرائيلية على الأرض.

وقال مسؤول عسكري أميركي إن الجنرال مايكل كوريلا، رئيس القيادة المركزية للبنتاجون، وصل إلى إسرائيل يوم الجمعة لإطلاعه على العملية البرية في غزة والخطط العسكرية المقبلة.

وفي هذه الأثناء، كلما طال أمد الحرب؛ زاد الضغط على الاقتصاد الإسرائيلي، مع سحب 360 ألف جندي احتياطي عسكري من وظائفهم المدنية للقتال.

وقال الجنرال ماكنزي: «الوقت ليس في صالح إسرائيل دوليا أو محليا».

وقال مسؤولون ومحللون إن هذا يضع ضغوطا على الجيش الإسرائيلي لإلحاق أكبر قدر ممكن من الضرر بحماس في أسرع وقت ممكن.

وقال جيريمي بيني، المتخصص في شؤون الدفاع في الشرق الأوسط لدى شركة جينز، وهي شركة استخبارات دفاعية ومفتوحة المصدر في لندن: «قد لا يحتاجون إلى نهاية اللعبة لأنها ستُفرض عليهم. سوف يجعلون الأمر يبدو وكأنهم قاموا بأفضل عملية عسكرية في الوقت المتاح».

ولليوم الـ45 على التوالي، يواصل الاحتلال عدوانه على قطاع غزة منذ أن بدأ في السابع من أكتوبر، بعد قيام المقاومة الفلسطينية بتنفيذ عملية طوفان الأقصى، بمنطقة غلاف غزة.

وتتواصل الغارات التي تشنها مقاتلات الاحتلال، والتي تستهدف منازل المدنيين العزل، بجانب استهداف المستشفيات والمساجد والكنائس؛ مما أدى إلى آلاف القتلى والجرحى، بينما الذين نجوا من القصف حتى الآن يعانون من أوضاع إنسانية كارثية.