داعية إسلامي: إذا يسر الله لك أن تكون عونا للناس دالا لهم على طريق الله فلا تحجب نفسك عنهم

  • 121
الفتح - صورة أرشيفية

قال مصطفى دياب، الداعية الإسلامي: إن من يحمل هم الدين حقا، وينذر نفسه لخدمة هذا الدين صدقا، فإنه ولا بد سوف يعيش للدين ويموت للدين، ويبيع نفسه لله عز وجل، ويجعل الدين أكبر همه، ولذا لا يمكن أن يحجب نفسه عن عباد الله، ولا عن قضاء حوائجهم ودعوتهم؛ لأنه صاحب رسالة، وإذا كان الطبيب لا يغلق هاتفه؛ لأنه يتابع حالة في العناية حفاظا على حياته، فكيف بطبيب القلوب وقائدها إلى علام الغيوب؟

وأضاف "دياب" -في منشور له عبر حسابه على "الفيس بوك"-: لا تحجب نفسك عن عباد الله، بل تواصل معهم في كل مكان وفي أي زمان، واسمع نوح عليه السلام: ﴿قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَارا﴾ [نوح: 5]، بل وارفع صوتك لدعوتهم أحيانا، وأسر بها لهم أحيانا أخرى، قال نوح: ﴿ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا. ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا﴾ [نوح: 9/8]، متسائلا "فكيف إذا كانوا هم من يتصلون بك لترشدهم وتبصرهم؟!".

وطالب الإنسان المسلم الذي يسر الله له بأن يكون عونا للناس خادما لهم دالًا لهم على طريق الله فيجب عليه أن لا يحجب نفسه عنهم، وأن يصبر عليهم عامة وعلى أذاهم خاصة لأنه يبتغي الأجر من الله عز وجل، وقد يقول "يتصل إخواني أو الناس في أوقات راحتي ونومي، وإن لبدنك عليك حقا، وإن لأهلك عليك حقا"،  وأقول لك: إن السلبيات والمشاكل يكون لها حل، وليس الحل أن تغلق وسيلة التواصل بينك وبين عباد الله، أما سمعت قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ومن مشى في حاجة أخيه حتى يثبتها له ثبَتَ الله قدمه يوم تذل الأقدام" [رواه الطبراني في الأوسط وصححه الألباني]. أما سمعت قول النبى: "ولأن أمشي في حاجة أخي أحب إلي من أن اعتكف في مسجدي هذا شهرا" [رواه الطبراني في الأوسط وصححه الألباني].

وتساءل ماذا إذا أغلقت هاتفك دون القوم هل فكرت كم من باب خير أُغلق دونك؟ هل فكرت في الحرمان الذي لَحِقَ بك؟ أو أنك ترى أن أعمالك كثيرة وطاعاتك ثقيلة وأنك من أهل الجنة؟! مسكين هذا العبد الذي ما أدرك قول ربه: ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾ [المائدة: 27]. وما سمع صوت الجُنيد وهو يموت ويقرأ فيقولون له "الآن يا إمام؟"، فيقول لهم "أُبادر طيِّ صحيفتي".

وتابع الداعية الإسلامي أنه ربما تكون صاحب أعمال برٍ كثيرة، ولكن هل تضمن أنها رُفِعَتْ وأنها مقبولة وأنها خالية من الرياء والنقائص، الجزاء من جنس العمل، فإذا حرمت رفاق دربك والناس من حولك من الوصول إليك فقد يأتي يوم على هاتفك لا تسمع له صوتا، حاول أن حدد وقتا للتواصل مع إخوانك والناس عامة وافتح هاتفك دوما، وإذا كنت في مجلس علم أو اجتماع فاجعله صامتا وبعد انتهاء الفاعلية عليك بالاتصال بمن حاول الاتصال بك ما استطعت، ورد على الرسائل وأبلغ إخوانك أنك لن ترد على الهاتف مثلا بعد الثانية عشر من منتصف الليل والتزم بذلك واحمل الناس على ذلك؛ لأنه سيأتى عليك يوم ولا بد يتصل عليك رفاقك والناس من حولك فيرد هاتفك برسالة: "إن الرجل الذي تحاول الاتصال به الآن لن يرد عليك أبدا".