مجازر غزة وصمة عار على جبين الإنسانية

  • 22
الفتح - الحرب في غزة أرشيفية

25 ألف شهيد و62 ألف مصاب والحصيلة مرشحة للزيادة

أكثر من 100 طفل يقتلون كل يوم.. والاحتلال يعدم 1049 مسنًا خلال 76 يومًا

الأزهر يساند جنوب إفريقيا لموقفها الشجاع في دعواها القضائية ضد جرائم الإبادة الجماعية في غزة

دخل العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني اليوم الـ105 على التوالي، وسط قصف وحشي على كافة مناطق قطاع غزة، فيما تواصل فصائل المقاومة التصدي البطولي مُوقِعة خسائر كبيرة في العتاد والسلاح وبين صفوف قوات العدو.

أقدم العدو على تفجير مربعات سكنية بكاملها وواصل ارتكاب مزيد من المجازر بحق المدنيين عبر شن عشرات الغارات الجوية والأحزمة النارية التي استهدفت الأماكن المأهولة، وأكدت "الصحة" بغزة ارتفاع عدد ضحايا العدوان الصهيوني إلى 24448 شهيدًا و61504 مصابين "حتى مثول الجريدة للطباعة مساء أول أمس الأربعاء".

دخول مساعدات طبية

يأتي هذا وسط محاولات قطرية في التوصل لاتفاق بين فصائل المقاومة وقوات العدو الإسرائيلي، لإدخال أدوية ومساعدات إنسانية إلى قطاع غزة.

وأضافت الخارجية القطرية أن الاتفاق يشمل إدخال أدوية ومساعدات للمدنيين في غزة، مقابل إيصال أدوية يحتاج إليها المحتجزون الإسرائيليون.

وأوضحت الخارجية: أنه وبناء على الاتفاق الأخير، فإن الأدوية والمساعدات من المفترض أن تكون وصلت مدينة العريش أمس الخميس تمهيدًا لنقلها إلى قطاع غزة.

ميدانيًا فإن استمرار وتيرة الحرب للشهر الرابع على التوالي لم ينجح في التأثير على إرادة المقاومة بل زادتها صلابة وبسالة، وهو ما تخشاه تل أبيب من أن تواصل حماس عملياتها القاسية التي تقطع الطريق على تكيُّف الجيش مع الواقع الميداني.  

انقسامات تضرب حكومة نتنياهو

على صعيد آخر بدأت الانقسامات تضرب حكومة العدو تحسبًا لردة فعل اليمين المتشدد بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير اللّذين يهددان بإسقاط الحكومة في حال تمّ تداوُل مسألة إنهاء الحرب على غزة والبحث في المرحلة التالية "حسب وكالات عبرية".

يؤشِّر هذا التباين وحضوره على طاولة الحكومة، بعد مائة يوم على الحرب، إلى بداية تحوُّل في التماسك السياسي والشعبي أيضاً. يُضاف إلى أنّ عدم تحقيق إنجازات استراتيجية في الحرب، يفتح الباب على تأجيج الخلافات الداخلية بعدما ساهم تعريف الحرب كحرب وجودية والإصرار على تحقيق أهدافها، في تأجيل المحاسبات السياسية وترحيل تحميل المسؤوليات.

جريمة حرب

وفيما يخص قضية الإبادة الجماعية التي تقدمت وهو الملف الادعائي الأول من نوعه منذ تأسيس الكيان الغاصب يترقب الكثيرون قرارات المحكمة بإدانة العدو

وهل يمكن فرضية إصدار ولو مؤقت بإيقاف الإبادة الجماعية خاصة في ظل الصمت الدولي والتقاعس العالمي والإقليمي عن مجازر العدو بحق الفلسطينيين؟

وأشاد الأزهر الشريف بموقف جنوب إفريقيا الرافض لجرائم الاحتلال الصهيوني، ودعا دول العالم لاتخاذ مواقف قوية ومماثلة حتى وقف العدوان على غزة، وأعلن تأييده الكامل للموقف الشجاع الذي اتخذته حكومة جنوب إفريقيا، وتضامنه مع الدعوى القضائية التي تقدمت بها أمام محكمة العدل الدولية لمحاكمة الكيان الصهيوني على جرائمه الإرهابية في حق الأطفال والنساء والشيوخ والشباب، وطالب الأزهر بوقف العدوان المتواصل والمستمر على قطاع غزة المحاصر، والذي يصل إلى جريمة الإبادة الجماعية. 

ويؤكد الأزهر أن موقف جنوب إفريقيا هو موقف يعبر عن إرادة العالم الحر والضمير الإنساني الحي الذي يرفض مشاهد القتل والدمار وسفك الدماء البريئة والمذابح والمجازر التي اقترفها الكيان الصهيوني في حق الفلسطينيين الأبرياء على مرأى ومسمع وصمت من العالم كله. 

والأزهر إذ يشجع على اتخاذ مواقف مثيلة ومشرفة لموقف جنوب إفريقيا، فإنه يعرب عن تقديره لكل الدول التي أعلنت تأييدها للدعوى القضائية التي قدمتها جنوب إفريقيا، داعيًا دول العالم لاستنفار الجهود والمشاركة في هذه الخطوة المهمة، واتخاذ مواقف قوية ومماثلة لهذا الموقف، لوقف نزيف الدماء البريئة، مطالبًا بتكثيف الجهود وممارسة المزيد من الضغط الدولي لإرغام هذا الكيان المارق على وقف مذابحه وجرائمه في غزة، وإعادة الحق الفلسطيني إلى أصحابه.

الأطفال ضحايا العدوان

تمتلئ الشوارع والأزقة بالأطفال والمصابين ومشردين بلا مأوى، على إثر استهداف المشافي والمدارس وأماكن الإيواء، في وقت يحتاج فيه الأطفال وكبار السن للعلاجات عير الموجودة، ما ينذر بكارثة صحية وبائية في القطاع، خاصة في أماكن تكدس النازحين.

وأعلنت منظمة "أنقذوا الأطفال" الإنسانية، أن الجيش الإسرائيلي قتل 1% من الأطفال في قطاع غزة منذ انطلاق هجماته في 7 أكتوبر الماضي، ما يعني مقتل 10 آلاف طفل، وأوضح بيان صدر عن المنظمة أنه "وفقًا لبيانات وزارة الصحة في غزة، فإن أكثر من 10 آلاف طفل قتلوا في القطاع خلال الهجمات الإسرائيلية". 

وذكر البيان أن "1.1 مليون طفل يعيشون في غزة، ولوحظ أن الذين قتلوا في الهجمات الإسرائيلية يشكلون 1% من إجمالي عدد الأطفال في القطاع"، وقالت المنظمة أيضا "يعاني الأطفال الذين نجوا من العنف في غزة أهوالًا لا توصف، بما في ذلك الإصابات التي تغير حياتهم، إضافة للحروق، والأمراض، وعدم كفاية الرعاية الطبية، وفقدان والديهم وأحبائهم الآخرين". 

وأردفت "اضطر الأطفال إلى الفرار من العنف مرارًا وتكرارًا، ليس لديهم مكان آمن يذهبون إليه، وهم مجبرون على الفرار من العنف إلى أجل غير مسمى، لقد واجهوا أهوال المستقبل". 

مدير المنظمة في فلسطين جيسون لي، قال في البيان إن "الأطفال الفلسطينيين دفعوا ثمناً باهظاً لعدم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة"، وأكمل "يقتل ما معدله 100 طفل كل يوم لا يتم فيه التوصل إلى وقف نهائي لإطلاق النار، ولا يوجد مبرر لقتل الأطفال، إن الوضع في غزة فظيع وكارثة لإنسانيتنا المشتركة". وأشار "منذ ما يقرب من 100 يوم، يدفع الأطفال ثمن صراع لم يشاركوا فيه، إنهم مرعوبون، ومصابون، ويتعرضون للإعاقة".

شهادات صادمة لعمليات إعدام

من ناحية أخرى وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إعدام قوات الاحتلال الإسرائيلي عشرات المسنين الفلسطينيين بعمليات إطلاق نار مباشرة دون أي مبرر، في قطاع غزة، بعد أن اتخذها العدو أهدافًا مشروعة "غدرًا" وبدم بارد".

 وكشف المرصد أنه وثق في حصيلة غير نهائية استشهاد 1049 مسنًا من الذكور والإناث، خلال 76 يومًا من العدوان، بما يقارب 1% من إجمالي عدد المسنين في قطاع غزة البالغ عددهم 107 آلاف مسن، وبما يقارب 3.9 % من إجمالي الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي. 

وأشار إلى أن الغالبية من هؤلاء استشهدوا سحقًا تحت أنقاض منازلهم أو مراكز الإيواء التي لجؤوا إليها بعدما قصفتها الطائرات الإسرائيلية على رؤوسهم، أو خلال تحركهم الاضطراري لقضاء حاجاتهم الأساسية في الشوارع والأسواق، مبينًا أن العشرات منهم تعرضوا لعمليات تصفية وإعدامات ميدانية.