البرهان: لا يمكن لأي جهة فرض سياسة معينة على السودان.. والعركي لـ"الفتح": تصريحاته انعكاس طبيعي للتطورات الميدانية على الأرض

الحلُّ داخلي وقد تم تصفير التدخلات الخارجية.. و"تقدم" شريك سياسي في جرائم "الدعم السريع"

  • 34
الفتح - الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني

قال الفريق عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني، إن أي حل من الخارج للصراع الدائر في البلاد "لن يصمد"، ولا يمكن لأية جهة أن تفرض علينا أية إجراءات.

وأضاف البرهان، في كلمة مصورة أمام ضباط وضباط صف نشرها المجلس على صفحته عبر فيسبوك اليوم الأربعاء: "أي حل من الخارج لن يستمر ولن يصمد، لا أحد يقدر أن يفرض علينا أي شيء".

وأشار إلى أن المجلس لا يتحدث مع أي وسطاء سواء في جوبا عاصمة جنوب السودان أو العاصمة المصرية القاهرة. 

وتابع: "منظمة إيقاد (الهيئة الحكومية للتنمية) من وجهة نظرنا لا تعنينا وغير معنية بالشأن السوداني".

وفي إشارةً إلى مبادرة تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) بقيادة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك لحل الأزمة في البلاد، ذكر البرهان أنه يجب على حمدوك المجيء إلى السودان والحديث مع القوى السياسية، بدلاً من الحديث مع أطراف خارج البلاد.

وأعلنت التنسيقية في وقت سابق أمس الثلاثاء أن وفدًا بقيادة حمدوك سيتوجه اليوم الأربعاء إلى جوبا تلبيةً لدعوة من جنوب السودان "في إطار برنامج الجولات الخارجية للتنسيقية لحشد وتكامل الجهود الدولية والإقليمية للمساعدة على تغليب الحل السلمي لإنهاء الحرب، ومعالجة الوضع الإنساني الكارثي".

وكانت وزارة الخارجية السودانية قد أعلنت في وقت سابق هذا الشهر تجميد عضوية البلاد في منظمة :إيقاد". وعزت الوزارة هذا القرار إلى ما اعتبرته تجاهل المنظمة للقرار الذي نقل إليها رسميا بوقف انخراطه وتجميد تعامله معها في أي موضوعات تخص الوضع الراهن في البلاد.

انعكاس طبيعي

من جهته، قال عمار العركي، الكاتب الصحفي والمحلل السياسي السوداني: بشكل عام أعتقد أن هذه التصريحات وغيرها المشابه على الصعيد الخارجي والداخلي، درج الفريق أول البرهان على الإدلاء بها كانعكاس طبيعي للتطورات الميدانية والساسية المصاحبة؛ فتصريحه الأول يُستشف منه أن هناك جهات تضغط بفرض إملاءات بعينها أو تضغط على البرهان للعودة لمنبر جدة الذي لم "تصمد" كل مخرجاته السابقة.

وأضاف العركي في تصريح خاص لـ"الفتح": كذلك نجد تناميًا للرفض الداخلي للدخول في أي شكل من أشكال التفاوض قبل وفاء "الدعم السريع" بتعهداتها والتزاماتها السابقة، إضافة للرفض والمعارضة الكبيرة الداخلية التي وجدتها "تقدم" عقب اتفاقها وتنسيقها الرسمي الذي تم في أديس أبابا، وقوبل بموجة واسعة من الهجوم والإدانة باعتبار "تقدم" أكدت كونها شريكًا سياسيًّا في جرائم "الدعم السريع" وتعمل لخدمة مصالحها السياسية على حساب مصالح السودان.

وأردف أنه بعد إلغاء مهمة البعثة الأممية، وقفل باب تدخل "الرباعية" عبر منبر جدة، وكشف تواطؤ "إيقاد" ودولها المؤثرة (كينيا، إثيوبيا، يوغندا)، إضافة للرأي العام الدولي الذي أصبح ضد "الدعم السريع" والدول المتآمرة؛ نستطيع القول إنه تم تصفير التدخلات الخارجية، وتلاشت الكثير من الضغوط التي كانت تمارس على البرهان، إضافة لتنامي الدعم والتأييد الشعبي للقوات المسلحة وبروز لاعب جديد ومؤثر (المقاومة الشعبية المسلحة) التي غيرت كثيرًا في المعادلة وموازيين القوى؛ مما جعل البرهان في موقف جيد جعله يراهن على الحل الداخلي السوداني السوداني,

وتابع: علما بأن هذا التوجه هو مبدأ ثابت نادت به العديد من الدول والهيئات المؤثرة في مبادرات سابقة مثل مصر  وإريتريا، والجامعة العربية، مبادرة دول الجوار، وصولا للجزائر التي زارها البرهان موخرا واتفق على العمل سويا مع الرئيس الجزائري عبد المجيد التبون انطلاقا من الحل السوداني - السوداني.