لا أقل من أن تختم القرآن في شهر.. "برهامي": على المؤمن أن ينشغل بحال قلبه ويسعى لإصلاحه

  • 80
الفتح - أرشيفية

قال الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، على المؤمن أن ينشغل بحال قلبه، ويسعى إلى إصلاحه، ولا إصلاح أفضل مِن إصلاح القرآن؛ فهو الذي يزكي الله به النفوس، وهو الذي يفتح به أغلاق القلوب: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) [محمد:24]؛موصحا أن مَن تدبر القرآن تفتح أقفال قلبه، ويزول ما فيها مِن الفساد، ويحل محلها الحكمة والإيمان، هذا كله بتدبّر القرآن.


وأوصى "برهامي" -في مقال له بعنوان "انطلاق قلب (2)" نشرته جريدة الفتح-: لتجعل لنفسك قدرًا تحافظ عليه مِن قراءة القرآن، ولا أقل مِن أن تختمه في الشهر، كما قال النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لعبد لله بن عمرو بن العاص -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: (وَاقْرَأْ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ شَهْرٍ). قَالَ: قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ؟، قَالَ: (فَاقْرَأْهُ فِي كُلِّ عِشْرِينَ)، قَالَ: قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: (فَاقْرَأْهُ فِي كُلِّ عَشْرٍ)، قَالَ: قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ؟، قَالَ (فَاقْرَأْهُ فِي كُلِّ سَبْعٍ وَلَا تَزِدْ عَلَى ذَلِكَ؛ فَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا) (رواه مسلم)، وقال -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (لَا يَفْقَهُ مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثٍ) (رواه أحمد وأبو داود والترمذي، وصححه الألباني)؛ مشيراً أنه بذلك يتبيَّن أن المقصود مِن التلاوة هو التدبر فيما تدل عليه الآيات.


وأضاف: ويعينك على ذلك: قراءة التفسير، ومعرفة أسباب النزول، واستشعار الجو الذي نزلتْ فيه الآيات، والمجتمع النقي الطيب الذي تلقى هذه الآيات أول مرة بالاستجابة والقبول، واستحضار سيرة الصحابة -رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُم- مع الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.


وتابع نائب رئيس الدعوة السلفية: والقرآن ينقلك مِن هذه الحياة المادية السخيفة التي يتصارع الناس فيها على "الجُنَيْهِ والقِرْشِ"، وعلى أنواع التفاهات، ويتعاملون بالأخلاق السيئة مِن السِّبَابِ والشتم، والغيبة والنميمة والكذب، والحقد والحسد؛ ليَنْقِلُك إلى صفاء حياة الأنبياء فترى شخصياتٍ نورانية عظيمة، وذلك إذا تدبرت حياتهم ودعوتهم إلى الله، وهذا مِن أهم صفاتهم وسماتهم.