مصاحبته تلزم العمل به.. داعية يؤكد أهمية تعاهد القرآن وتطبيق أحكامه

  • 25
الفتح _ مصاحبة القرآن

هنيئًا لمن كان صاحبه القرآن، وهنيًا لمن كان وقته مع آيات الله قولًا وعملًا، فانتفع ببركته، فكان له خلًا وفيًا خير ناصح ومعين، وتزود منه ليوم الدين 


خير من تصاحب

قال الداعية سعيد السواح يحتاج الإنسان إلى صاحب يصاحبه ويرافقه، كحاجته إلى الطعام والشراب والهواء؛ يسمع من كلامه، ولا يسمع منه إلا طيبًا، ويتعلم من كلامه الذي يوجهه إلى خير وسعادة، فإذا فارقك الأحباب وجافاك الأصحاب فخير جليس تجالسه، وخير ونيس يؤنسك ويغنيك عن كل صاحب وجليس هو القرآن فهو خير صاحب تصاحبه وإنه لا يهجرك إلا إن هجرته ، ولا يجافيك إلا إن جافيته.


أضاف "السواح" في مقال له بعنوان "الصاحب الوفي" نشرته جريدة الفتح، القرآن لا يتخلى عن صاحبه خاصة عند أحلك المواقف وأصعبها فيقف موقف المدافع عن صاحبه المُطَمْئِن له عند الفزع ترى ذلك في أشد المواقف التي يتعرض لها الإنسان فلا يتخلى عن صاحبه يوم القيامة، ولا يتخلى عن صاحبه عندما ينشق عنه القبر للقيام لرب العالمين بل إضافة إلى نصحه الدائم وإرشاده المستمر لصاحبه في دنياه يدفع عنه الأزمات ويفرج عنه الكروب والهموم والغموم والأحزان.


مصاحبة القرآن وملازمته:

تابع: فصاحب القرآن تراه ملازمًا لصاحبه القرآن ليلًا كان أو نهارًا: "يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ . قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا . نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا . أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا"(المزمل:1-4)، "أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا . وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا" (الإسراء:78-79).


وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- لصاحب القرآن:

تابع: قال النبي -صلى الله عليه وسلم- موصيًا إيانا: "اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ، اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ، وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ، فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا، اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلَا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ" (رواه مسلم).


ضياع القرآن وفقدان الصاحب

شدد السواح على ضرورة الانتباه قبل ضياع القرآن، فمصاحبة القرآن تلزم صاحبه أن يعمل بما فيه، واستمع إلى زياد بن لبيد -رضي الله عنه- يقول: ذَكَرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شَيْئًا، فَقَالَ: "ذَاكَ عِنْدَ أَوَانِ ذَهَابِ الْعِلْمِ"، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ يَذْهَبُ الْعِلْمُ، وَنَحْنُ نَقْرَأُ الْقُرْآنَ، وَنُقْرِئُهُ أَبْنَاءَنَا، وَيُقْرِئُهُ أَبْنَاؤُنَا أَبْنَاءَهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: "ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ زِيَادُ إِنْ كُنْتُ لَأَرَاكَ مِنْ أَفْقَهِ رَجُلٍ بِالْمَدِينَةِ، أَوَلَيْسَ هَذِهِ الْيَهُودُ، وَالنَّصَارَى، يَقْرَءُونَ التَّوْرَاةَ، وَالْإِنْجِيلَ لَا يَعْمَلُونَ بِشَيْءٍ مِمَّا فِيهِمَا؟" (رواه ابن ماجه، وصححه الألباني)، فضياع القرآن بعدم الانتفاع به والعمل به حتى لو كان حافظًا ومتقنًا لحروفه، فما نزل القرآن إلا للعمل به والتطبيق.