أول من يرد حوض النبي ﷺ ويجوز الصراط.. داعية إسلامي يوضح فضائل الفقير الصابر

  • 40
الفتح - الفقير الصابر

جعل الله -عز وجل- الأجر العظيم والفضل الكبير للفقير الصابر؛ وقد جاءت البشريات للفقير، لتصبره على أحواله، وتذكره بالأجر والثواب.


الفقراء هم أكثر أتباع الأنبياء

وقال الداعية الإسلامي سعيد محمود: لقد أحجم أكثر الأغنياء عن طاعة الأنبياء ففاز بها الفقراء، فكانوا أكثر أتباع الأنبياء على مرِّ الزمان، والأدلة على ذلك كثيرة، منها ما جاء في حديث أبي سفيان مع هرقل: "وَسَأَلْتُكَ: أَشْرَافُ النَّاسِ يَتَّبِعُونَهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ، فَزَعَمْتَ أَنَّ ضُعَفَاءَهُمُ اتَّبَعُوهُ، وَهُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ" (رواه البخاري). أي: أن أتباع الأنبياء أكثرهم الفقراء، وهرقل كان يقرأ في كتب السابقين، ويعلم ما كان مِن قصص المتقدمين.


الفقراء هم أول مَن يَرِد حوض النبي 

وأضاف "محمود" -في مقال له بعنوان "إلى أخي الفقير" نشرته جريدة الفتح- أن الناس يوم القيامة يقفون موقفًا عظيمًا شديدًا على النفوس، يشتد فيه عطشهم ويطول فيه زمان وقوفهم، فيصيبهم ما يصيبهم مِن العرق والعطش، ثم ينصرف المؤمنون بعد ذلك مِن هذا الموقف فيكون مما يلاقيهم مِن الخير، أن ينصرفوا إلى حوض النبي ليشربوا بعد عطش يومٍ طويلٍ، فيكون أول مَن يَرِد هذا الحوض الفقراء مِن بيْن سائر المؤمنين، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ حَوْضِي مَا بَيْنَ عَدَنَ إِلَى أَيْلَةَ، أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، أَكَاوِيبُهُ كَعَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَدًا، وَأَوَّلُ مَنْ يَرِدُهُ عَلَيَّ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ، الدُّنْسُ ثِيَابًا، وَالشُّعْثُ رُءُوسًا، الَّذِينَ لَا يَنْكِحُونَ الْمُنَعَّمَاتِ، وَلَا يُفْتَحُ لَهُمُ السُّدَدُ" (رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني)، وإذا سبق فقراء المهاجرين، تبعهم فقراء المسلمين عمومًا، فكانوا أول مَن يدخل كذلك مِن باب التكريم والمكافئة على صبرهم.


الفقراء أول مَن يجوز الصراط

وأشار "محمود" إلى أن الصراط منصوب على متن جهنم، فيمر الناس كل بحسب عمله، وأول مَن يجوز على الصراط إلى الجنة هم الفقراء، كما روى الإمام مسلم في صحيحه: أن يهوديًّا سأل النبي -صلى الله عليه وسلم-: فَمَنْ أَوَّلُ النَّاسِ إِجَازَةً؟ قَالَ: "فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ".


الفقراء يسبقون الأغنياء في دخول الجنة

واصل حديثه قائلًا: إذا كان دخول الناس الجنة كان السبق للفقراء، فإنهم لما كانوا متأخرين في مظاهر الدنيا ومتاعها، قدَّمهم الله في الآخرة لما كان مِن صبرهم، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يَدْخُلُ فُقَرَاءُ المُسْلِمِينَ الجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِنِصْفِ يَوْمٍ وَهُوَ خَمْسُمِائَةِ عَامٍ" (رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني)، وقال: "تَجْتَمِعُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُقَالُ: أَيْنَ فُقَرَاءُ هَذِهِ الأُمَّةِ وَمَسَاكِينُهَا؟ قَالَ: فَيَقُومُونَ، فَيُقَالُ لَهُمْ: مَاذَا عَمِلْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا ابْتَلَيْتَنَا فَصَبَرْنَا، وَآتَيْتَ الأَمْوَالَ وَالسُّلْطَانُ غَيْرَنَا، فَيَقُولُ اللَّهُ: صَدَقْتُمْ، قَالَ: فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ النَّاسِ، وَيَبْقَى شِدَّةُ الْحِسَابِ عَلَى ذَوِي الأَمْوَالِ وَالسُّلْطَانِ" (رواه الطبراني وابن حبان، وحسنه الألباني).


الفقراء أكثر أهل الجنة

وأوضح الداعية الإسلامي أن الفقراء يسبقون الأغنياء في الجنة وهم كذلك أكثر أهل الجنة! فلما كانوا في الدنيا محرومين مِن التملك ولا يملكون شيئًا، ملَّكهم الله أعظم ما يُمتلك وأعظم ما يورث، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قُمْتُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا الْمَسَاكِينُ، وَإِذَا أَصْحَابُ الْجَدِّ مَحْبُوسُونَ إِلَّا أَصْحَابَ النَّارِ فَقَدْ أُمِرَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ" (متفق عليه)، ومرَّ النبي بقوم مِن أصحابه الفقراء فنظر إليهم، وقال: "لَوْ تَعْلَمُونَ مَا لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ لَأَحْبَبْتُمْ أَنْ تَزْدَادُوا فَاقَةً وَحَاجَةً!" (رواه الترمذي، وصححه الألباني).