ليلة النصف من شعبان.. "برهامي": راجع نفسك قبل دخول رمضان فليلة واحدة تغفر ما مضى من الذنوب

  • 120
الفتح - ليلة النصف من شعبان

قال الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية: إن الله تبارك وتعالى ينزل إلى السماء الدنيا، ليلة النصف من شعبان، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "فيغفر لجميع خلقه إلا مشرك أو مشاحن". موضحا أن الشرك لا يغفره الله حتى يتوب إلى الله منه، أما من مات عليه فقد قال الله فيه: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ﴾[النساء: 48] 

وأشار "برهامي" في مقطع مرئي له عبر موقع "أنا السلفي" إلى أن تحقيق التوحيد، يكون في ربوبيته وألوهيته وفي حكمه وفي الحب في الله والبغض في الله والموالاة في الله والمعاداة في الله، فلا يوصف الرب -سبحانه وتعالى- بصفة النقص، إذ أنه "لم يتخذ صاحبة ولا ولدا"، فقد وصف نفسه بقوله: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾[الإخلاص: 1-4]، متابعاً: فهو الحي الذي لا يموت، فلم يقتل ولم يصلب، ولم يمت، كما أنه لم يولد، ولا يتعب ولا يمرض ولا تأخذه سنة ولا نوم، "إنَّ اللهَ لا ينامُ ، ولا ينبغي له أن ينامَ ، ولكن يخفضُ القسطَ ويرفعُه ، يُرفعُ إليه عملُ اللَّيلِ قبل عملِ النَّهارِ ، وعملُ النَّهارِ قبلَ عملِ اللَّيلِ ، حجابُه النُّورُ ، لو كشفها لأحرقت سبُحاتُ وجهِه ما انتهَى إليه بصرُه من خلقِه" [أخرجه مسلم]، مشيراً إلى أن تحقيق التوحيد من أعظم سبب المغفرة.

وتابع: ثم ترك المشاحنة، وأعظم المشاحنة من يشاحن أهل الحق، ومن يشاحن السنة؛ لذا فسر العلماء المشاحن في الحديث، بالذي يعادي السنة وبالذي يبتدع، موضحاً أن المبتدع هو المشاحن؛ وذلك أن شحناءه مع أهل السنة من أجل تمسكهم بالسنة، فهو أبعد الناس عن أن يغفر له في تلك الليلة؛ لأنه لم يترك الشحناء، حيث شاحنهم لأجل التزامهم بالكتاب والسنة، واغتاظ منهم لأنهم يتمسكون بأحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الصحيحة، لافتاً إلى أن من يضعّف الأحاديث الصحيحة ويبطلها بمجرد رأيه، وينشر ذلك في الناس ويلوث قلوبهم بمعاداة الكتاب والسنة دون أن يشعروا أو حيث يشعروا، فإن كثيرا من الناس يصل بهم الأمر إلى أن يترك السنة رأسا وبعضهم يترك الدين بالكلية، فإن ذلك كله من أعظم ما يؤدي إلى منع المغفرة.

واستطرد نائب رئيس الدعوة السلفية حديثه: ثم الشحناء بين الناس بعضهم بعضا، وأشد ذلك عقوق الوالدين، وقطع الأرحام، وما يكون بين الرجل وامرأته بغير حق أو من أحدهما، عندما تكون الصراعات على الدنيا، عندما يكون هناك شحناء بسبب اعتداء بقول أو فعل أو قلب، عندما يكون هناك تشاحن بين أبناء المجتمع الواحد لمجرد اختلافاتهم في أمور ينبغي أن يسع الخلاف فيها. ونجد أشد الناس امتناعا من المغفرة بسبب الشحناء فيما ذكرنا عاق لوالديه وقاطع الرحم ومدمن الخمر، وقد وردت روايات فيها ضعف إلا أن معناها صحيح، "أن الله يغفر ليلة النصف إلا لمشرك أو مشاحن أو عاق لوالديه أو مدمن خمر"، مضيفاً: وكذلك أهل البدع من الرافضة والخوارج، والذين يحثون على منابذة السنة ويضعفون ما في الصحيحين والأحاديث الثابتة ويطعنون في أهل العلم.

ونصح "برهامي" قائلا: راجع نفسك في اتباعك للكتاب والسنة وتعلمك لذلك؛ حتى تتطهر القلوب ويزال الزبد فتكون القلوب مؤهلة لاستقبال شهر رمضان خير استقبال، وتكون مؤهلة لنيل منة الله -سبحانه وتعالى-، ونصح بالإكثار من الاستغفار، فليلة واحدة يمكن أن يغفر لك بها ما مضى من ذنوبك، متابعاً: بادر بالبحث عمن بينك وبينهم شحناء، وانظر في الأقربين وفي الجيران والزملاء في العمل، وأزل ما في قلبك من شحناء، فإذا أزلتها ولم يزيلوا هم، فليست بينكما الشحناء؛ لأن الغل في قلب صاحبه، و"خيرهما الذي يبدأ بالسلام" كما قال النبي -عليه الصلاة والسلام-.