فصائل المقاومة تواصل التصدي للعدوان الوحشي على قطاع غزة

  • 28
الفتح - العدوان الصهيوني على قطاع غزة

حكومة العدو تعترف بصعوبة المعركة.. والاستخبارات الأمريكية: إسرائيل ليست قريبة من القضاء على حماس

"هنية" يدعو إلى كسر الحصار وشد الرحال إلى الأقصى من اليوم الأول في رمضان

واصلت المقاومة الفلسطينية تصديها للعدوان الصهيوني على قطاع غزة المحاصر لليوم 147 على التوالي في إطار حرب الإبادة الجماعية، في ظل ضوء أخضر أمريكي وأوروبي لارتكاب مزيد من المجازر، يوازيه صمت دولي غير مسبوق تجاه ما تشهده الأراضي المحتلة من مجازر مروعة بحق الشعب الفلسطيني المدافع عن حقوقه الشرعية.

ممارسات ممنهجة تقوم بها حكومة العدو النازية بتجويع  وتعطيش أكثر من 2.5 مليون فلسطيني في قطاع غزة ومدينة رفح الفلسطينية، فضلاً عن حرمان الأهالي والجرحى من الحق في الحياة بتدمير البنية التحتية والمستشفيات ومراكز الإيواء وإزالة مربعات سكانية بكاملها، زاعمين أن ما لم يتحقق على أرض المعركة سيحصلون عليه بالمكائد السياسية.

وهو ما كشفته فصائل المقاومة وحركة حماس على لسان إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة بقوله: "يتوهم المحتل اليوم أن بإمكانه أن يفرغ معركة طوفان الأقصى من معناها بالمزيد من التغول على الأقصى بعدها، كما يتوهم أنه بذلك يبالغ في نكايته فإنه يؤسس من جديد لمعارك قادمة يكون الأقصى عنوانها، ويحوّل المسجد الأقصى بيديه إلى عنوانٍ لاستنزاف قوته ولاستنهاض قوى التحرير في أمتنا وقوى العدالة والحرية في العالم أجمع". 

ووجّه هنية نداءه إلى أهالي القدس والضفة الغربية والداخل المحتل إلى شد الرحال إلى الأقصى من اليوم الأول من رمضان وكسر الحصار عنه. 

كما دعا كل فصائل المقاومة إلى تعزيز التحامها في معركة الأقصى ضد العدوان الصهيوني، مؤكدًا أن من واجب الأمة العربية والإسلامية، ومن واجب الأشقاء في دول الجوار أن يبادروا إلى كسر مؤامرة التجويع عن شمال قطاع غزة. 

ورغم قسوة العدوان الهمجي والبربري على القطاع المحاصر، تتصدى فصائل المقاومة الفلسطينية لسيل الهجمات على الأهالي وسكان القطاع ورفح الفلسطينية، وتدير المعركة بشدة وغلظة مع ميليشيا العدو موقعة المزيد من الخسائر في قوات وجنود وآليات الاحتلال، ما يزيد من كسر كبريائه وشوكته أمام عدسات التلفاز التي توثق للعالم أجمع فشل ميليشيا الاحتلال في تحقيق مكاسب حقيقية على الأرض فما زالت غزة تقاوم وتكبد العدو ضربات موجعة.

وفي السياق، اعترفت حكومة الاحتلال بصعوبة المعركة على الأرض، فضلاً عن مقتل عدد من جنودها وإصابة عدد آخر من القوات وتدمير العديد من الآليات والمركبات ودبابات ميركافا بحي الزيتون ومدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، ومحيط المقبرة الشرقية شرق جباليا.

وهو ما أكده الكاتب الإسرائيلي ران باراتس، أنّ "إسرائيل" تخلت بشكل مطلق عن النصر المطلق، ويؤكد أنّ "النصر الكامل على حماس لا يمكن تحقيقه، خاصة بعد الامتناع المعلن من نية السيطرة على الأرض".

ويأتي كلام باراتس بالتزامن مع تفاوضات يطغى عليها طابع المد والجزر، تطالب فيها المقاومة الفلسطينية بالانسحاب من غزّة، وهو ما وافقت عليه "إسرائيل" بدايةً في ورقة باريس الأولى، ثم تراجعت عنه لاحقاً.

كما يأتي كلام الكاتب الإسرائيلي، توافقاً مع العديد من التصريحات الإسرائيلية والأمريكية، آخرها ما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، قولهم إنّ "أغلبية شبكة أنفاق حماس لا تزال سليمة"، وأنّ "إسرائيل لن تكون قادرة على تحقيق هدفها المتمثّل بالقضاء على القدرة العسكرية لحركة حماس".

ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤولين في الاستخبارات الأمريكية، أبلغوا أعضاءً في مجلس النواب "الكونغرس"، أنّ "إسرائيل ليست قريبة من القضاء على حركة حماس"، وأنّهم أثاروا شكوكًا فيما إذا كان تدمير حماس أو القضاء عليها هدفًا واقعيًا.

وفيما أكدت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا ناليدي باندور أهمية حشد الدعم العالمي لمساندة النضال الفلسطيني، واصفة ما يجري ضد الشعب الفلسطيني بإبادة جماعية ترتكبها إسرائيل، ولهذا السبب لجأت جنوب إفريقيا إلى محكمة العدل الدولية لإثارة هذه القضية.

وقالت باندور: "لقد حاولنا من خلال المؤسسات الدولية مثل محكمة العدل تنبيه العالم إلى ما نعتقد أنه إبادة جماعية ترتكب ضد شعب فلسطين"، مضيفة "هناك نية لارتكاب جريمة إبادة جماعية. لذا فإن ما يتعين علينا القيام به هو العمل مع المجتمع الدولي، ومواصلة إثارة هذه القضايا، والاتصال بمحكمة العدل الدولية عند الضرورة، وحشد الدعم العالمي لدعم شعب فلسطين".

وأضافت: كل ما نطلبه هو احترام شعب فلسطين، يجب أن يتمتع هذا الشعب بالحرية، وينبغي أن يتمتع بحقوق الإنسان".

وفي 26 يناير الماضي، أمرت محكمة العدل الدولية أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة - تل أبيب باتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، وتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة المحاصر.