محاسبة النفس والتزام تقوى الله.. "داعية" يوضح خطوات الاستعداد لاستقبال رمضان

  • 28
الفتح - استقبال رمضان

قال الداعية الإسلامي سعيد السواح: الخطوة الأولى التي أخطو بها نحو رمضان، هي وقفة مع النفس، وهي وقفة للمراجعة والمحاسبة، وتصويب الأخطاء وجـبر النُقصان، أقف مسترجعًا ما صدر وبدر مني من أقوال وأفعال، وحركات وسكنات.

وأضاف "السواح" -في مقال له بعنوان "خطوات نحو رمضان (2)" نشرته جريدة الفتح-: أقف مدققًا للنظر في سطور هذا الكتاب الذي سُطر عليَّ من إملائي، وليس من إملاء غيـري؛ فملائكة ربي الذين أوكل الله إليهم حفظي وحفظ أعمالي، ماذا كتبوا عني، وماذا كتبوا عليَّ، وما كتبوا ذلك إلا مِن واقع إملائي عليهم، قال تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ . كِرَامًا كَاتِبِينَ . يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ} [الانفطار: 11-13]

وتابع: لقد أوجب الله عليَّ وعليك وعلى كل إنسان أن يقف هذه الوقفة مع النفس؛ لأنه ولا بد أن يقف قريبًا بين يدي ربه الملك الديان ليحاسبه على أعماله، وعندها يتمنى لو أُعطيت له الفرصة ولو للحظات معدودة لكي يصحح ما يراه خطأ، ويجبـر ما يراه نقصانًا، ولكن هيهات هيهات فقد فات الأوان.

وأردف"السواح": استمع إلى نداء ربك الذي نادى به عليك، واقرأ رسالة ربك التي أرسلها إليك، فلتنظر ماذا تحمل هذه الرسالة، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [الحشر: 18]، فأنت ستحاسب على عملك وليس عمل غيرك، قال تعالى: {وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا. اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} [الإسراء: 13-14]

واستطرد: أن تلتزم تقوى الله تعالى، وتخاف من عذابه، وتخشى من عقابه، وذلك أن تسارع بتدقيق النظر في صفحات دواوينك "ماذا كًتب فيها؟ لتنظر ماذا قدَّمت للقاء ربك غدًا، ما هو زادُك الذي ستفد به على ربك؟ وما إذا كان زادُك يشفع لك عند ربك؟ وهل ترى هذا الزاد يُنجيك من عذاب ربك؟".

وواصل الداعية الإسلامي قائلا: وربك لا يظلم أحدًا، يقول الله تعالى كما يحكي ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ربه، كما في الحديث الصحيح: "يا عبادي، إنما هي أعمالكم أُحصيها عليكم ثم أوفيكم إياها، فمَن وجد خيرًا فليحمد الله، ومَن وجد غير ذلك؛ فلا يلومن إلا نفسه".