محلل سياسي لـ"الفتح": جسر القرم رمز للسيطرة الروسية على الأراضي الأوكرانية.. وهناك دول عدة مرشحة للصدام مستقبلًا

  • 11
الفتح - د. مختار غباشي الأمين العام لمركز الفارابي للدراسات السياسية

قال الدكتور مختار غباشي، المحلل السياسي والأمين العام لمركز الفاربي للدراسات السياسية والاستراتيجية: إن جسر القرم صار رمزًا للمحاولات الروسية الطويلة الأمد للسيطرة على الأراضي الأوكرانية، وإضفاء الطابع الروسي عليها، وتدمير هذا الجسر من شأنه إضعاف خطوط الإمداد الروسية سواء المعدات والقوات أو الإمدادات اللوجيستية؛ ومن ثم إضعاف سيطرة موسكو على المنطقة. ومن الناحية الرمزية فأن أي ضرر يتعرض له الجسر له دلالة استراتيجية وسياسية كبرى على أعتبار أنه يقع في عمق الأراضي التي سيطرت عليها موسكو، لكن رغم ذلك فالغرب بقيادة أمريكا يعلم مدى قسوة الرد الروسي إذا أقدموا على تلك الخطوة؛ لذلك فليس مرجحًا إقدامهم عليها.

وأضاف غباشي في تصريح خاص لـ"الفتح": أن الحرب الفعلية ليست بين روسيا وأوكرانيا، بل هي بين الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وأوكرانيا مجرد أداة ووقود لها، ولكل منهما داعمين؛ كدول حلف "النيتو" بالنسبة لواشنطن، والصين وكوريا الشمالية وإيران وتجمع "شنغهاي" بالنسبة لموسكو، وحديث وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في بداية الأزمة ينبئ عن كثير من ذلك حينما قال إن الغرض الأساسي من تلك الحملة هو التصدي لهيمنة واشنطن على كثير من مقدرات البلاد على مستوى العالم. مشيرًا إلى أن الإمدادات العسكرية الأمريكية والغربية لأوكرانيا لها الرد الروسي المناسب.

وأردف أن التعهد الفرنسي البريطاني بدعم أوكرانيا مجرد تحصيل حاصل، لا سيما إذا وضعنا في اعتبارنا أن بريطانيا عراب أمريكا في العديد من الأمور، ويكفي من ذلك أن تحالف "إيكواس" الذي بنته واشنطن بالاشتراك مع لندن وكانبرا في مواجهة الروس والصينيين، وبعد تحريض بريطانيا على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي "بريكست"؛ كل هذا يلقي ضوءًا على مواقف لندن وأنها تسير دومًا خلف واشنطن في الكثير من الأمور. منوهًا بأن أخطر ما في الأمر الآن أن هناك دولًا كثيرة مرشحة للصدام في المستقبل القريب.