• الرئيسية
  • منوعات
  • آفاق دعوية
  • "إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا".. بسيوني: مقتضى كلام من يقول أن النار قد تلغى يوم القيامة يؤدي إلى نشر الفساد في الأرض

"إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا".. بسيوني: مقتضى كلام من يقول أن النار قد تلغى يوم القيامة يؤدي إلى نشر الفساد في الأرض

  • 24
الفتح - سورة النبأ

أوضح المهندس سامح بسيوني الكاتب والداعية الإسلامي، أن الله عز وجل بيَّن في قوله تعالى: "إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (21) لِّلطَّاغِينَ مَآبًا (22) لَّابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23) لَّا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (24) إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (25) جَزَاءً وِفَاقًا (26)" سورة النبأ، أن نار جهنم مرصدة للطاغين الذين جاوزوا الحد من المأمور به، ومن العصاة المخالفين للرسل والظالمين والكافرين بالله، مضيفًا: "فجهنم مرصدة ومعدة لهذا الصنف من الناس".

وبيَّن الداعية في تصريح لـ"الفتح"، أن كلمة مآبا تعني مرجعًا ومنقلبًا ومصيرًا ونزلًا لهم، موضحًا أن قول الله عز وجل في الآيات السابقة بيان أن الله أعد جهنم لكل من جاوز الحد وخالف المأمور وكفر بالله وخالف رسله، مؤكدًا أن هذا قول فصل، مضيفًا: "ثم قال الله عز وجل لَّابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23)، أي ماكثين فيها أحقابا متتابعة أي مددا زمنية متتابعة لا تنتهي، كما قال قتادة رحمه الله لَّابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا وهو ما لا انقطاع له كلما مضى حقب جاء حقب بعده إلى أبد الابدين وهذا في حق الكافرين، أنهم يمكثون في النار إلى أبد الأبدين، كما قال تعالى: "مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا (97) سورة الإسراء" فالنار مستمرة في حق الكافرين".

وأشار إلى أن عصاة الموحدين المؤمنين الذين خالفوا الأوامر لكنهم أقروا بالله ربًا وبمحمد وبالإسلام دينًا لكنهم كانوا من العصاة الذين تجاوزوا حد المأمور فهؤلاء الذين كتب الله عليهم العقوبة وقدرها لهم بدخول النار يبقوا فيها بضعة أحقاب حتى يستوفوا حقهم الذي قدره الله ثم يخرجون بعد ذلك إلى الجنة.

وتعجب بسيوني من أن يأتي إنسان في هذا الزمان ويدعي بعد هذا البيان القرآني الواضح أن النار قد تلغى يوم القيامة فلا يكون هناك نار، مؤكدًا أن هذا عجب يخالف نص القرآن، مبينًا أن من رحمة الله سبحانه وتعالى أنه يوجد القصاص من الظالمين بعذاب النار ويقتص فيها الله للمظلوم من الظالم وللمؤمنين المستضعفين من الكافرين المجرمين الذين يتسلطون عليهم في هذه الدنيا. 

وقال الداعية أن مقتضى كلام من يقول أن النار قد تلغى يوم القيامة، يؤدي إلى فساد منظومة الحياة كلها فلا يرتدع إنسان على الحقيقة عن فعل الموبقات أو الفساد في الأرض إلَّا اأن كان يخاف الله عز وجل، منبهًا إلى أن الكثير من الناس يتحايلون على القوانين حتى لو كانت قوانين دولية كما نرى الآن، مؤكدًا أن من يردع الإنسان على الحقيقة عن فعل الموبقات أو خيانة اهله أو خيانة وطنه أو الفساد هو أن يخاف من عذاب الله عز وجل.

وتابع: "لذلك نجد الملحد الذي لا يؤمن بالله ولا باليوم الأخر أكثر الناس شذوذًا وفسادًا وخيانة لوطنه وأمته لأنه لا يؤمن باليوم الأخر ولا يؤمن بالله، وتجد الكافرين لا يرقبون في المؤمن الَّا ولا ذمة".

وشدد الداعية على أن دعوة كهذه التي يدعيها هؤلاء من أن النار قد تُلغى يوم القيامة هي دعوة لنشر الفساد في الأرض وأنه بناءًا على هذه الدعوة فليقتل من شاء من شاء فلا حساب عليه ولا عذاب عليه يوم القيامة، وأنه ليسرق من شاء من شاء فلا حساب عليه ولا عذاب عليه في نار جهنم يوم القيامة، ولينتهك الأعراض من شاء ما شاء فلا خوف يردعه عن فعل ذلك.

وأردف: "هذه الدعوة الخبيثة تؤدي الى نشر الفساد في الأرض، فهؤلاء يكذبون على الله ويتمسحون أن رحمة الله وسعت كل شيء فمن رحمته أن يلغي النار وهذه ليست هكذا فالله هو الذي أقر بوجود عذابه للكافرين وللطاغين".

وتساءل بسيوني قائلا.. أليست رحمة الله الواسعة تشمل جميع الخلائق ومقتضى رحمة الله عز وجل الواسعة أن يقتص من الظالمين الطاغين رحمة بالمستضعفين المظلومين؟، مؤكدًا أن  هذا هو مقتضى الرحمة.