الجيش السوداني يشن هجومًا بريًا لاستعادة ولاية الجزيرة

منظمات دولية تحذر من خطر انتشار وصناعة ميليشيات مسلحة جديدة

  • 13
الفتح - الجيش السوداني

يكاد السودان يتحول إلى دولة لصناعة وجذب الميليشيات تزامنًا مع اتساع وتزايد جرائم ميليشيا الدعم السريع في البلاد، من قتل ونهب واغتصاب واعتدائها المتكرر على القرى والأقاليم السودانية، وما يضاعف الكارثة اصطفاف إحدى الدول الصديقة لدعم وتمويل الميليشيا بالسلاح والعتاد والمساندة الإعلامية، ومن جهته حذر الجيش السوداني من هذا الدعم المتواصل لهذه الدولة للميليشيا ضد السودان وأهله وثرواته، وأكد الفريق أول ركن ياسر العطا مساعد القائد العام للجيش وقائد العمليات العسكرية في منطقة أم درمان أن أسباب الحرب في السودان تعود إلى مطامع بعض الدول في الموانئ السودانية والأراضي الزراعية والموارد المعدنية،واتهم "أبو العطا" دولة عربية في أكثر من تصريح على أنها تدعم ميليشيا الدعم السريع بالمال والسلاح، وهو ما ظهر جليًا في شكوى السودان الرسمية التي قدمها إلى مجلس الأمن يوم 28 مارس الماضي.

وعن تفشي الميليشيات في السودان في ظل استمرار الحرب، تحذر منظمات دولية من خطر انتشار وصناعة ميليشيات مسلحة جديدة، إذ يقدر عدد الحركات المسلحة الموجودة في البلاد بأكثر من 100، يتركز 87 منها في إقليم دارفور بعدما كان الإقليم لا يحتوي إلّا على 3 ميليشيات مسلحة فقط عام 2003، وفي إقليمي كردفان والنيل الأزرق يوجد 6 فصائل مسلحة، بجانب 7 حركات مسلحة ظهرت شرق السودان، ومن بين الحركات المسلحة، التي نشأت قبل الحرب وأصبحت تشكل عنصر تهديد للسودانيين، قوات "درع السودان" المقدر تعدادها بنحو 75 ألف شخص، والتي انضمت بعد أسابيع قليلة من الحرب إلى صفوف ميليشيا الدعم السريع، وترتكب العديد من الجرائم من شرق الجزيرة في وسط السودان وحتى مدينة القضارف في الشرق وعطبرة في الشمال.

وترتكز المخاوف من انتشار الميليشيات في السودان أن تنقل الحرب من إطار الصراع العسكري بين الجيش والميليشيا إلى إطار الحرب الأهلية الشاملة، في ظل كثرة السلاح وانتشار الجماعات المسلحة والعنف ودعوة المواطنين لحمل السلاح، ويعضد هذه المخاوف تصريحات نائب قائد الجيش السوداني شمس الدين كباشي من أن الخطر القادم على السودان يمكن أن يأتي من المقاومة الشعبية في حال عدم تقنينها، مشددًا على ضرورة تقنين المقاومة الشعبية وضبطها، وأن يعمل كل منسوبي المقاومة الشعبية المسلحة تحت راية الجيش السوداني، وأن يتم ضبط السلاح، بأن يُصرف كل سلاح من داخل المعسكرات المعروفة للجيش، ورغم تقدم الجيش على ميليشيا الدعم السريع في أكثر من محور منذ فبراير 2024، واستعداد قوات الجيش السوداني لتنفيذ هجوم بري على ميليشيات الدعم السريع في ولاية الجزيرة لاستعادتها إلّا أن المخاوف من انتشار الميليشيات تزداد في ظل الدعم الخارجي للتمرد على الدولة السودانية.

وعلى المستوى الإنساني، تستمر مأساة السودان وتزداد المعاناة وتتعقد الأوضاع، وبجانب الويلات الإنسانية المتمثلة في النقص الحاد في الغذاء وانتشار الجوع وندرة مياه الشرب النظيفة وتفشي الأوبئة بعد انهيار القطاع الصحي، ونبَّهت هيئة الأمم المتحدة إلى أن خمسة ملايين سوداني على شفا مجاعة كارثية، منهم 3.6 ملايين طفل دون سن الخامسة و1.2 مليون امرأة حامل ومرضعة، كما تحذر الأمم المتحدة من موت 730 ألف طفل في أنحاء السودان بسبب الجوع.

  • كلمات دليلية
  • الجيش السوداني
  • الابلاغ عن خطأ