لابد من العمل لأجل الإسلام.. "برهامي": الدعوة إلى الله وإقامة الدين مهمة الرسول ﷺ ويرثها من اتبعه

  • 34
الفتح - الدكتور ياسر برهامي، رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية

أشار الدكتور ياسر برهامي، رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، إلى قوله الله عز وجل: {قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف: 108]، قائلًا: إذن مهمة الرسول ﷺ هي الدعوة إلى الله والقيام بأمره وإقامة الدين، وهذه المهمة يرثها من اتبعه، مشيرًا إلى أنه قبل أن يغيب الرسول عن حياتنا الدنيا كان من يتبعه أيضًا يقومون بذلك، قال تعالى: {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7].

وأكد "برهامي" -خلال محاضرة له بعنوان "مسؤولية العمل للدين"- أن من معاني الولاء الواجب نصرة الله ونصرة رسوله ﷺ. موضحًا أن نصرة الله -وهو الغني عن نصرة عباده- إنما هي بنصرة دينه والسعي لإعلاء كلمة الله في الأرض، وأما نصرة رسوله تكون بنصرة سنته، عقيدة وعبادة ومعاملة وسلوكًا وأحوال قلوبٍ، وتحليا وتخليا، وأخلاقًا يتعامل بها الناس فيما يتعلق بالأفراد وفيما يتعلق بالمجتمع وفيما يتعلق بالدول، فإنها كلها داخلة فيما جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم- من الإسلام.

وأوضح أن العمل من أجل الإسلام هو من العمل بالإسلام، ولا يتحقق من مسلم أن يكون عاملًا بالإسلام وهو لا دخل له بالعمل من أجله وإعلائه في الأرض، موضحًا أن المسلم لا يكون عاملا العمل الواجب عليه حتى يعمل من أجل إعلاء كلمة الله، كما قال الله عز وجل: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران: 104]، فحصل الفلاح لهؤلاء، وهذا يحصل بطائفة تقوم بالدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ حتى يوجد المعروف الواجب ويزول المنكر المحرم، وإلا يكون فهناك إثم على حسب درجة التقصير. متابعًا: فمن قصر أن يعمل وهو قادر بنفسه، أو قصر وهو قادر أن يعمل مع غيره بالتعاون مع غيره، أو قصر في أن يأمر القادرين، فله نصيب من هذا التقصير والإثم. لافتًا إلى أن الأمة لا يقع منها تضييع لتلك الواجبات إلا بتقصير من البعض وعجز من الباقين.