"داعية" يبين سبل التربية الإيمانية وأثرها في حفظ الكيان الدعوي.. منها الاجتهاد في العبادة وتزكية النفوس

العمل الدعوي القوي إذا وُجد في مكان لابد وأن يُضعف وأن يُمحي الباطل

  • 14
الفتح - الداعية الإسلامي إيهاب الشريف

أكد الداعية الإسلامي إيهاب الشريف، أن بُعد القيادة عن القاعدة وضعف التواصل بينها من أسباب ضعف الدعوات، بل وسيلة القضاء عليها وزوالها. وكذلك انتشار الأمراض القلبية والسلوكية بين أفراد وأبناء الدعوة له عظيم الأثر في ضعف الدعوات وضعف أثرها في المجتمعات. وهذا كله تأكيد على ضرورة التربية الإيمانية، والأهمية المؤسسية للقيام بهذا الدين، ووجود الكيان القوي قيادة وأفرادًا، ومع الوضع الإداري القوي المؤسسي، لابد كذلك من الاعتناء بالتزكية وأعمال القلوب والأخلاق الحميدة.

وأشار "الشريف" -في محاضرة له بعنوان "وقفة مع رحيل قيم الدعوة السلفية"- إلى قول الله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ} [البقرة: 43]؛ إذ أن الصلاة في البيوت -أعني النافلة- من أعظم أسباب حلول البركات، كما في قول النبي -صلى الله عليه وسلم- "اجْعَلُوا مِنْ صَلَاتِكُمْ فِي بُيُوتِكُمْ، وَلَا تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا" [متفق عليه]، فالقبور لا يُصلى فيها، فيكون تعمير البيوت بالصلاة والعمل الصالح من أعظم أسباب حصول وحلول الخير فيها، وإلا صارت قبورًا. وبالتالي ينشأ جيل لا يعرف الصلة بالله تعالى، مبينًا ضرورة التربية الإيمانية لاسيما كثرة الصلاة.

وأوضح الداعية الإسلامي أنه ربما يصاب الإنسان باليأس، وليس له مخرج وليس من حل سوى أن تقوى القلوب بالإيمان. تتقوى بالله تبارك وتعالى، بتحصيل علمي متنامي، وبالاجتهاد في العبادة فرضًا ونفلًا، بإصلاح القلب وتزكيته وإصلاح الأخلاق. وبالعمل الدعوي القوي الذي إذا وُجد في مكان لابد وأن يُضعف وأن يُمحي الباطل. مضيفًا "أما أن نجلس متفرجين على ما يحاك بأمتنا، وما يكون من أحوال المسلمين من تلاعب الشياطين بشباب المسلمين وبنات المسلمين، فهذا مظهر في غاية الخطورة، فالمسلم إذا نظر إلى هذا الواقع يتألم ويتفطر قلبة حزنًا وكمدًا، يمر على هذه الظواهر، فيحمل في قلبه الرحمة للعصاة، لا يصاب باليأس أبدًا ولا القنوط من رحمة الله، بل يحاول أن ينير مصباحا في هذا الظلام الحالك الدامس، أن يُوجِد مصباحًا منيرًا يستنير به المكان، ومن ثمّ تنتشر الدعوة وينتشر الخير بين الناس".

الابلاغ عن خطأ