المهمة كبيرة.. "برهامي": لابد من العمل للدين لكثرة التحديات مع قلة العاملين ورحيل أهل العلم والدعاة

  • 22
الفتح - الدكتور ياسر برهامي، رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية

قال الدكتور ياسر برهامي، رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية: إن العدو ينفرد بطائفة من الأمة في أجزاء كثيرة في العالم، ليس فقط في غزة، وليس فقط في فلسطين والقدس، بل في أماكن لا نحصيها، والبلايا والمحن التي تصيب المسلمين كثيرة، فمساجدهم تهدم، وهي بالأخص أولى الأهداف عند الأعداء، مشيرًا إلى أن عدد المساجد المهدومة في غزة وفي الهند وفي كشمير وفي الصين وفي إقليم الإيغور، الله عز وجل وحده  الذي يحصيه، فضلا عن انتهاك الحرمات وسفك الدماء وارتكاب الجرائم التي يسميها العالم كله جرائم حرب، ولا أحد يتحرك ولا أحد ينتصر للمسلمين كما قال الله عز وجل عنهم: {لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلا وَلا ذِمَّةً} [التوبة: 10] فلا قرابة ولا عهد.

وأضاف "برهامي" -خلال محاضرة له بعنوان "مسؤولية العمل للدين"-: يقولون -يعني اليهود- نحن أبناء عمكم فقط عندما يريدون ترويج الدين الإبراهيمي الذي يرغبون في نشره. مؤكدًا أن هذا مما يضاعف المهمة؛ بسبب كثرت التحديات وقلة العاملين، ورحيل أهل العلم والقائمين بأمر الله والدعاة إلى الله عزّ وجل، مؤكدًا أن ذلك يؤدي بلا شك إلى ضعف، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- "إنَّ اللَّهَ لا يَنزع العِلْمَ بعد ان أَعْطَاكُموه انتزاعا، ولَكِنْ يَنزعه  بقَبْضِ العُلَماءِ،  فإذا قبض العلماء  اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهّالًا، فَسُئِلُوا فأفْتَوْا بغيرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وأَضَلُّوا" [متفق عليه].

وأشار إلى أن هذا الأمر في زماننا ربما يكون من الأحوال الخفيفة عند الناس، مع أنها عند الله عظيمة. موضحًا أن الدعاة على أبواب جهنم هم من جلدتنا يتكلمون بألستنا، قلوبهم قلوب شياطين في جثمان إنس، من أجابهم إلى دعوتهم  قذفوه فيها. متعجبًا ممن كان عالمًا ودرّس العلم بالآيات قبل ذلك، وسجّل وحُفظ عنه تفسيره للآيات الصريحة  الواضحة في كفر من كذب النبي -صلى الله عليه وسلم- وفي كفر من قال: "إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ۖ" [المائدة: 72] وفي كفر من قال: "إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ۘ" [المائدة: 73]، آيات نصوص وهو يفسرها على وجهها، قائلًا: إذن لم يعد هناك جهل، بل هناك حجة قائمة.

واستنكر رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية قول من يقول للناس "من قال إن الجنة حكر على المسلمين؟!"، نعوذ بالله، ويقول لهم "من قال إن المسلمين فقط هم الذين من يدخلون الجنة؟!"، متسائلًا "كيف يقال ذلك؟"، مستطردًا: وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة" [متفق عليه]، وقوله: "لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ إلَّا مُؤْمِنٌ" [متفق عليه]، موضحًا أن الأحاديث كلها صحيحة وثابتة، مختتمًا بقول الله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ} [آل عمران: 19].