الشيخ ياسر وموقع طريق الإسلام!

  • 333

أحاول أن أُصدَّق صوت العقل القائل بأن ما فعله موقع طريق الإسلام من حذف صفحة الشيخ ياسر برهامي هو خطأ غير مقصود وسيُتدارك عاجلاً، إلا أنني لا أجد دليلاً أستند إليه، بل الشواهد كلها تشير إلى العكس! لذلك فإنني أُطالب إدارة الموقع والقائمين عليه بأن تكون عندهم الشجاعة الكافية لإصلاح هذا الخطأ الذي صدر عن خطأ أو تعصب ممقوت -مع إصدار بيان لتوضيح الأمر-، وإلا فقد أقروا هذا الفعل الشنيع الذي يكشف عن أن كلام الإخوان والسروريين وأشباههم عن الخلاف والتحلي بآدابه هو أكذوبة كبرى وخرافة سارت في الأقطار من أجل حشد الناس وتجميعهم حولهم -فقط لا غير-، أما من تبقى -بعد ذلك- معارضاً لنهجهم الفكري والحركي متمسكاً بموقفه فلا يحملون له إلا الإقصاء والتشويه ومحاولات الهدم!

وليُخبرونا عن معاييرهم، فإننا نرى بعضاً ممن وقع في أخطاء منهجية، بعضها فاحش -كبعض المداخلة ونحوهم- لهم صفحات ودروس على الموقع المذكور، فهل هناك معايير موضوعية للحذف أو الإضافة؟ أم أنه الاختلاف السياسي والحركي؟!

وعلى أي حال، فإنني أنتهزها فرصة أن أذكر إخواني بأن العمل الصالح هو خير شاهدٍ لصاحبه، والشيخ ياسر -حفظه الله ومتعنا به- شهد له عمله وبذله وسعيُه في صنوف الخيرات علماً وعملاً بفضل الله -تعالى-، لك أن تعلم أن صفحة الشيخ -حفظه الله- على الموقع المذكور كانت قد حوت ما يُقارب الخمسة آلاف درس -ترتيبه الثاني من حيث عدد الدروس بعد الشيخ العثيمين رحمه الله- ، وله دروس كثيرة مسجلة ولم تنشر والكثير مما لم يُسَجَّل أصلاً -كشرح سبل السلام كاملاً-، هذه الدروس تنتظم فنون العلم المختلفة، تفسير ابن كثير ودواوين السنة كشرح النووي على مسلم، وشرح السنة للبغوي وكتب العقيدة والتهذيب والسلوك والفقه والأصول مثل رسالة الشافعي وفقه السنة... إلخ مما يطول ذكره، ومما لو جمعت تُراث شانئي الشيخ ومنتقصيه بعضه على بعض لن يبلغ نصفه! فمن يُطيق الاستمرار على درس واحدٍ بدون انقطاع -مهما كانت الظروف- عشرات السنوات؟! فما بالك إذا لم يكن درساً واحداً بل في كل يوم درس أو أكثر في فنون العلم المختلفة؟! وكل هذا لا ينقطع إلا للضرورة كالسجن أو السفر خارج البلاد، خذ مثالاً على ذلك شرح صحيح مسلم للنووي ومثله شرح السنة للبغوي، استغرق كل منهما حوالي 15 عاماً مع مواظبة تامة على الدروس! بينما تجد كثيراً من منتقصيه لا يستطيع الواحد منهم المواظبة على درسٍ أو عملٍ دعويٍ عاماً واحداً فقط -وهذا بين مشاهد يستطيع الواحد منا أن يراه في كثيرٍ ممن حوله من المشاهير ونجوم الفضائيات الإسلامية ومواقع التواصل الاجتماعي-؛ فقاتل الله الجهل والتعصب!!

إنني لا أقول هذا لكي أقرر عصمة مُدَّعاة للشيخ -لا سمح الله-، لكنني أبين شيئاً مما يُوجب حفظ قدر الشيخ وسنه وعلمه -ولا يزال في الجُعبة الكثير-، ووالله إن هذا أمر يشهد به جُلَّ من خالط الرجل واستمع له بإنصاف وإنصات، وعندي من معالم الربانية في شخصيته -عن قربٍ ومخالطة- ما يُبهِر طالبي القدوة والأسوة، ولكني لا أرغب في نشره لأسباب، منها أن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، نسأل الله -تعالى- أن يُثبتنا جميعاً على الحق وأن يختم لنا جميعاً ولشيخنا وأستاذنا بالإيمان.. آمين.