يا شباب... ما بعد الاستفتاء وخطورة المرحلة

  • 194

يا شبـــــــاب ...
 مجهودكم في الاستفتاء تشكرون عليه، والله أسأل أن يكون في ميزان حسناتكم وإخلاصاً لوجهه، ولكن الطريق طويل والمشوار شاق.
 

يا شبـــــــاب ...
بعد الاستفتاء بداية مرحلة جديدة ودقيقة جداً، احذروا فيها من تكوين رأي أو موقف بدون معلومات صحيحة موثوق بها؛ فنحن في مرحلة تحتاج تأصيل علمي رصين وعميق، وتقدير للمصالح والمفاسد أكثر من أي مرحلة قبلها.
 

يا شبـــــــاب ...
احذروا من التفرد والاستعجال، ولا تنسوا أنكم تتنافسون مع أصحاب مناهج وأفكار ورؤى متباينة ومدارس مختلفة وأطروحات متناقضة، نحن نعيش الزمان الصعب.. علمانية وليبرالية واشتراكية وأصحاب أفكار تكفيرية وصدامية وقطبية وسرورية، وزاد الطين بلة أن هناك مصالح دولية ومطامع غربية في بلادنا معروفة لا ينكرها إلا للبصيرة مطموس أو مغرض منكوس.
 

يا شبـــــــاب ...
لا تتوقعوا أن يكون التنافس شريف بل اعلموا أنه شرس، تنافس مع أصحاب أموال ونفوذ ومراكز دعم القرار، وطلاب سلطة ودنيا، وإعلام موجه مدعوم على اختلاف مدارسه، فإن مدح فلا تفرح وإن ذم فلا تغضب؛ لأننا لا نريد إلا أن يرضى الله عنا، وهذا يجعلنا نصمت طويلاً ونفكر كثيراً، ونفرق بين الغواية والهداية ونبصر مواطن الأقدام،
 

يا شبـــــــاب ...
احذروا من السيولة العاطفية فلا تكوِّنوا موقفًا سريعًا في أمور متشعبة لو عرضت على عمر بن الخطاب رضي الله عنه لجمع لها أهل بدر.
 

يا شبـــــــاب ...
الثقة في قيادتكم والحفاظ والاجتماع عليهم أمر يترتب عليه خيرٌ كثيرٌ بإذن الله، وبيننا وبين مشايخنا الدليل الشرعي والقواعد الشرعية، فنحن معهم ما تمسكوا بالدليل وقدموا فهم السلف وهذا هو الظن بهم.
 

يا شبـــــــاب ...
إياكم أن تبخلوا عليهم بالدعاء مع بذل النصيحة والكلام معهم بما يدور بداخلكم وطرح وجهة نظركم بعيداً عن صفحات التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت؛ حتى لا يحدث التشويش فيفتن بكلامكم أقوام ويفرح به آخرون. 
 

يا شبـــــــاب ...
الزمان القادم زمان الكتل والمؤسسات ولا مجال فيه للضعيف، زمان يحتاج فهم دقيق وإيمان عميق واتصال بالله وثيق مع طول نفس وانضباط أخلاقي وسلوكي.
 

يا شبـــــــاب ...
ما أحوجنا أن نجتهد في عبادتنا واخلاص نياتنا وتضرعنا لله ونطلب منه التوفيق والسداد والرشاد، ونحافظ على منهجنا ومبادئنا وقواعدنا الشرعية، إنها تحديات ضخمة من غير تهويل ولا مبالغة.

اللهم احفظ علينا ديننا وبلادنا، ونجنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.