رسالة إلى الحكومة الجديدة

  • 156

أقول للحكومة الجديدة إن أهم شىء أمامها هو أن تقوم وعلى الفور بترتيب الأولويات التي يحتاج إليها المجتمع؛ لأن المجتمع يحتاج إلى أمور يمكن القول إنه يستحيل أن تقدر عليها حكومة مؤقته عمرها قد لايزيد على ثلاثة أشهر، وعلى رأس الأولويات يأتي تحقيق الأمن والاستقرار للمجتمع، وفتح مجال التنمية الاقتصادية، ودفع البلاد إلى النمو الاقتصادي السريع، وفي هذا الإطار وهو إطار تحقيق الأمن والاستقرار، فإن الحكومة مطالبة باتخاذ القرارات الحاسمة بيد قوية في مواجهة الإرهاب وسن التشريعات اللازمة لتحقيق ذلك، والإنسان يجد نفسه يقرأ ويسمع ويرى أن معظم الجرائم التي يرتكبها الإرهابيون تتم بطريقة واحدة "وهي باستخدام الدراجات البخارية" التي يركب عليها شخصان يمارسان هذه الجرائم البشعة، وفي نفس الوقت تعجز الحكومة عن وقف سير هذه الدراجات البخارية ولو لمدة معينة، أو منع الراكب الثاني الذي يركب خلف السائق، أو تكثيف الحملات المشددة للتفتيش والقبض على كل دراجة بخارية غير مرخصة ومحاسبة صاحبها.
 
 ثم تأتي الأولوية الثانية وهي تلبية الاحتياجات الضرورية للفقراء في هذا البلد، والمجتمع فيه الأغنياء وفيه الفقراء وفيه متوسطو الحال، على الحكومة أن تنتبه لقصر الوقت أمامها الأمر لن يجعلها بل ولا يجعل أي حكومة في موقعها عاجزة عن الوفاء باحتياجات المجتمع كله خلال تلك الفترة الزمنية القصيرة، فعليها أن تبدأ أولا بتلبية احتياجات الطبقات الفقيرة من المجتمع أن تطلق على نفسها حكومة إغاثة المحتاجين وما أكثرهم، فالفقراء يحتاجون إلى الطعام والشراب والدواء وتعليم أبنائهم كأشياء ضرورية وملحة، وفي هذا الإطار يجب على الحكومة المؤقته اتخاذ قرار سريع في مسألة الدعم إما بإلغاء الدعم العيني وتحويله إلى دعم نقدي يحصل عليه الفقراء فقط بشكل كامل، أو استمرار الدعم العيني وتخفيض السلع الضرورية كالدقيق والسكر والأرز والزيت وغيرها من الضروريات؛ ليحصل على تلك السلع المدعمة الفقراءُ فقط، فمن غير المعقول ما يحدث في الوقت الحاضر؛ حيث يحصل الأغنياء على تلك السلع بنفس الأسعار التي يدفعها الفقراء، كما ينبغي العناية بالرعاية الصحية للفقراء والمحتاجين وبتكلفة مخفضة، فنحن نتطلع لقرار جديد لتجريم الدروس الخصوصية وثمة تشريع لازم لمعاقبة كل مدرس يفتح بيته أو يجهز مكانا مخصوصا يزاول فيه هذه الدروس للطلاب ليلا ونهارا، ويحصل من وراء ذلك على عشرات الآلاف من الجنيهات شهريا، في الوقت الذي لا يستطيع فيه أولياء الأمور تلبية أو توفير لقمة العيش لأولادهم، ولا يخفى أن المدرسين الذين يفعلون ذلك وهم غالبية المدرسين يذهبون إلى مدارسهم صباحا وهم في غاية التعب والإرهاق، فكيف ننتظر منهم بذل الجهد في سبيل توصيل العلم إلى الطلاب؟!
 
 ثم على الحكومة أن تبدأ في إنشاء المشروعات الصغيرة التي تجتذب الشباب إلى العمل لنهضة بلدهم، وتحقق لهم الدخل الكافي الذي يحقق لهم العيش الكريم ولا يحتاج إلى رؤوس أموال باهظة، ولا يحتاج أيضا إلى وقف كبير لإنشاء تلك المشاريع، وفي نفس الوقت تبعد الشباب عن التطرف وعن أيدي رؤوس التطرف وما أكثرهم.