هل تنجح قمة الدوحة؟

  • 142

الاتفاق ومثله الخلاف البينى الخليجى لم يعد ــ حتى عند أصحابه ــ شأنا داخليا، فتداعياته سواء كانت إيجابية أو سلبية تؤثر فى تركيبة موازين القوى فى الشرق الأوسط بأكمله ويزداد معها تعقيد المشهد، لذا تحظى قمة الخليجيين فى «الدوحة» باهتمام زائد هذه المرة.. القمة الخليجية تأتى هذه المرة فى توقيت حرج ٍللغاية تتجه فيه أنظار المراقبين ليس فى المنطقة العربية وحدها وإنما فى العالم بأسره صوب المربع الأكثر سخونة فى شمال العراق وقطاع ٍكبير من سوريا حيث يتمركز الكيان الداعشى التترى، ثم الجنوب حيث اليمن المنحدر بالفعل إلى هاوية الحرب الأهلية والتقسيم، ثم التمدد الإيرانى المطوق للخليج كله.. وبالقطع الخلاف الخليجى الخليجى يحتل مكانه فى القائمة.

«الدوحة» نفسها سبب مهم لتوجه الأنظار صوب قمتها، فالقمة الخليجية تجرى أحداثها فى منتصف مهلة «الرياض» الزمنية، تلك المهلة التى اتفق الأشقاء فى الخليج على كفايتها لتعدل «الدوحة» من سياساتها الخارجية المعاكسة بشدة لتوجه القوى الخليجية التقليدية والتى ترى فى توجه «الدوحة» تهديدا حقيقيا على أمنها واستقرارها.

من زاوية نظر «القاهرة» وحلفائها فإن مقولة (الكرة فى الملعب القطرى) قد مر عليها ثلاثة أسابيع على الأقل، ومازالت ــ أى الكرة ــ تمرر ببطء شديد فى الخطوط الخلفية دون اختراق حقيقى لنصف الملعب الثانى المعبأ بالمشاكل والخلافات.. ولكن محور «القاهرة» مازال يعطى الفرصة لإثبات حسن النية الممهد لتغيير السياسات على أرض الواقع.

نجاح قمة الدوحة مطلب استراتيجى للقاهرة ولعواصم الخليج على حد ٍسواء، فحجم التحديات أكبر بكثير من المواجهة المنفردة.. وما كان يراهن عليه بالأمس من مكاسب فردية تتوهم دولة هنا أو هناك تحقيقها تبخر اليوم أو بالأحرى تحول إلى كابوس ٍيتهددها كما يتهدد جيرانها.. والعبث فى البلاد البعيدة عن الحدود ونمط الحروب بالوكالة التى ظن كل طرف أن بوسعه الانخراط فيها مع تفادى الآثار الجانبية أصبح سرابا.

يصعب الحديث عن تغيرات جذرية سيتمخض عنها اجتماع «الدوحة» لكن الخطوط العريضة والإطار الواحد والعمل المشترك وتفهم المصير المرتبط.. كلها ممكنة!