أعظم فتنة

  • 210

الشيخ مصطفى دياب يكتب  " أعظم فتنة "


الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده ﷺ 

أعظم فتنة.. مقاربة الفتنة ..

الفتن كثيرة ومتنوعة ومتشعبة فتنة المال، والبنون والنساء والشهوة والشهرة، الشبهه والنظرة المحرمة والعادات السيئة والمواقع السيئة وغيرها

والفتن مع كثرتها فمنها ما يزيد العبد قوة إذا دفعها  وجاهدها 


{ تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا (صدأ ومقلوب ) لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ  }

فالقلب الذي يقف أمام الفتن يصدها ولا يخوض فيها يقوى ويصبح مثل الصفا والقلب الذي يتعرض للفتنه ويقع فيها فيصبح كالإسفنج يتشرّب بالفتن حتى يكون أسوداً علاه الصدأ كالكوز المخروق المقلوب لا نفع فيه لنفسه ولا لغيره وعلى قلبه غشاوة مثل الصدأ والأخطر من ذلك تلك الفتن التي يمشى العبد إليها ويسعى بقلبه وجوارحه نحوها، نحو الشهوة ونحو الشهرة ونحو الشبهه، فالذي يقارب الفتنة يوشك أن يقع فيها كالراعي يرعى حول الحِمى يُوشِك أن يقع فيه!


إن الذي يقارب الفتنة كسر حاجز الرهبة والخوف من الله فى قلبه ولذا فإذا وقع في الفتنة كان ورائها مسلسلٌ من الفتن.

إن الذي يقع فى الفتنه لم يسمع صوت الواعظ في قلب كل مؤمن الذي ينادي عليك إذا أردت أن تفتح على نفسك باباً من أبواب الفتن.

( ويحك لا تفتحه .. إنك إن تفتحه تَلِجهُ* ) 

*تَلِجهُ  = تدخل فيه


أخى الحبيب :

ويحك لا تفتحه .. إنك إن تفتحه تَلِجهُ 

لا تفتح على نفسك باب الفتن من الشهوات  والشبهات، فقد تخلوا بنفسك أو بجهازك المحمول فلا يكون بينك و بين أن تقع في الفتنه والحرام إلا أن تلمس شاشة الجهاز بأصبعك أو تضغط على زِرهِ فقط، فتذكَّر صوت الواعظ و لا تقل إن خمسة عشر ثانية لمشهد إباحى لن تضر شيئاً، لا بل إنها البوابة التي لو فتحتها على نفسك ربما لا تستطيع الخروج منها

( ويحك لا تفتحه إنك إن تفتحهُ تَلِجهُ )

ولو وفقك الله لتوبة وخرجت فسوف تكون مشوهاً 


أخى الحبيب :

ليس العجب ممن هلك كيف هلك و لكن العجب ممن نجا كيف نجا ؟!

و كان الحبيب ﷺ يتعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن ويأمر أصحابه بذلك رضى الله عنهم

 

أخى الحبيب

شهوتك كصخرة ثابتة على قمة جبل لا تحركها فتهوى وتتألم وتعجز عن إخمادها أو إيقافها ، حتى تستقر فى قعر الوادى و تستقر معها هناك وقد حطمت منك كل شئ !


أخي الحبيب :

 [ إن السعيد لَمَن جُنِبَ الفتن و لمن ابتُليِّ فصبر ]

و صلِ اللهم على محمد و على آله و صحبه وسلم