محنة الشيخ!

  • 142

من فضل الله علينا أن رزقنا مشايخ تعلموا العلم وعلمونا ,على الساحة الإسلامية عموما والسلفية خصوصا، ظهرت قامات من طلبة العلم الحقيقيين، واعترف العلماء والفضلاء بفضلهم , وماجت الفتنة وأطلت برأسها سافرة، وبعد أن كانت السياسية محرمة علينا بأمر الطاغية، أصبحت المتغيرات السياسية تفرض نفسها بقوة على مشايخنا، وأصبحنا أبناء الصحوة الشباب في قلب الحدث، وأحيانا صانعوه ! وظهور هذه القامات السلفية وابدائهم آرائهم السياسية في المتغيرات الواقعية، كان أحيانا كثيرة يضايق السياسيين من أبناء جماعة الإخوان، لكنهم كانوا يصمتون على مضض، ثم حدث ما حدث وتصدر الإخوان لحكم المحروسة، وما لبث أن أزيحوا عنه !

وهنا كان لزاما أن يكون لعلماء السلفية في مصر رأي؛ حيث إن الفتنة كانت عاصفة، والمحنة حالكة، والتزم كبار الدعاة والمشايخ الصمت إزاء الأحداث واعتزلوا في أغلب المواقف، إلا فريق واحد، هو فريق مدرسة الإسكندرية الذي اختار من البداية خوض خضم الحياة السياسية، ولا يكتفي بتمثيل الإخوان لأبناء التيار الإسلامي !.

منذ اللحظه الأولي لهذا الحزب السلفي الوليد، اختار ان يسير وفق ما يمليه عليه الواقع، ويتعامل مع الواقع بما هو ممكن ومتاح، ويدرك حجم قوى الشر وحجم الإمكانات المتاحة والمطروحة أمام أبناء الصف الإسلامي , لكن ظهور الصوت السلفي في الحياة السياسية المصرية كان يزعج البعض ؛ حيث إنه يسحب من تحته بساط احتكار التحدث باسم الإسلام، ويظهر البراجماتية والتناقض في المواقف، وأحيانا الميوعة في الاختيارات رويدا رويدا، وتدريجيا بدأت محاربة الكيان السلفي الوليد تارة بدعوى لماذا الانقسام لننضم كلنا لحزب واحد، وندافع عن الإسلام؟! ثم لماذا يقحم الشيخ نفسه في السياسية؟! دع السياسية لمن له خبره 80 عاما، دع السياسية لرجال المرحلة! ( ثم لنجعل تحالف للأحزاب الإسلامية يكون على رأسها حزب الإخوان، ويستأثر بنصيب الأسد من المقاعد, ثم عندما نرشح مرشحا في دائره ما ادعموه بلا مناقشه, ثم في النهاية يدعم شخص غير محسبوب على التيار الاسلامي أصلا في مقابل قامة كالشيخ عبد المنعم الشحات ! )

وهكذا ظل الإخوان على طول الخط يريدون احتكار التحدث باسم الإسلام، أو أن يكونوا هم فقط الموجودين على الساحة السياسية نيابة عن التيار الإسلامي كله ! لكن الكيان الوليد والفريد ظل دائما يعيق تحقيق أطماعهم, ظل دائما خارجا عن سيطرتهم، وطوال سنتين أو ثلاثة شرق الإخوان وغربوا بخبرتهم ذات الـ 80 سنة! حتى وقع المحظور وعزل أول رئيس منتخب ! فلما أفاق الناس على هول الحدث، وحاول الحزب السلفي الجديد على السياسية ان يخرج من المعركه بأقل الخسائر، وأن ينسحب بجنوده بدلا من إفنائهم كما فعل سيف الله يوم مؤته , ثار ثائرهم وكثفوا الدعاية والكذب، وقالوا خانوا ونافقوا وكفروا , دعاية سوداء وآلة تشويه السمعة الإخوانية كانت من نصيب أي شيخ أو طالب علم يخالف اجتهادهم السياسي.

وهنا كانت المحنة، رجل من أهل العلم يتحدث بما يعلم من كتاب وسنة بفقه الواقع، ويحلل ويفند، ثم يتخذ المواقف السياسيه بناء على هذا فينبري الغوغاء والسوقه يسيؤن إليه ويشغبون عليه حتى يتلبس على العوام أمرهم وتستشري الشائعة في أوصال المجتمع، وتحدث الفتنة بين أبناء الصف الإسلامي، وينفض الناس عن أهل العلم , محنة الشيخ صنعها إعلام مضلل سواء كان أعلام فلولي، أو إخواني، والتحدي الكبير الآن أن نواجه هذا الإعلام بإعلام موازٍ وصادق ومهني ينقذنا من المحنه .

الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق أصدر بيانا يقول فيه، إن الشيخ "ياسر" يريد تفسير الشريعة على ما هو قطعي الدلالة؛ وقطعي الثبوت هذا التفسير ببساطة ما وقف ضده الممثل الوحيد لحزب النور ! الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق سمع لكاذب وتكلم بناء على نقله ! واأصدر بيانا وأحكاما واتهم النوايا !