صائب عريقات لـ"الفتح": فلسطين لن تقبل بيهودية الدولة الصهيونية على الإطلاق

  • 95
صائب عريقات وحديث مع بوابة صحيفة "الفتح"

توجه عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وكبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات، فجر اليوم الإثنين إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، للقاء وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري"، تمهيدًا لزيارة الرئيس محمود عباس للقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما في السابع عشر من الشهر الجاري.

أعلن ذلك "عريقات" خلال رده على أسئلة لـ"الفتح"، عقب زيارته مقر الجامعة العربية للقاء أمينها العام الدكتور نبيل العربي، وبعدها وزير الخارجية المصري نبيل فهمي بمقر وزارة الخارجية، موضحًا أنه قدم شرحًا كاملا للأشقاء في مصر وفي الجامعة العربية بحضور عزام الأحمد والسفير بركات الفرا، حول إلى أين وصلت المحادثات مع الجانب الأميركي .

ونفى كبير المفاوضين الفلسطينيين، مقابلته أثناء توجهه إلى واشنطن بأحد فريق نتيناهو، مشيرًا إلى أنه سيصل الولايات المتحدة وسيكون الإسرائيليين قد غادروا.

الاحتلال وأنصاف الحقائق:

وأكد أنه حتى هذه اللحظة خلافًا لما يتردد في وسائل الإعلام وبالونات الأختبار الإسرائيلية فإنه لم يقدم الجانب الإميركي أي شيء رسمي أو مكتوب حتى الآن.

وقال: 95 بالمئة من سلوك التفاوض الإسرائيلي هو بالونات اختبار وأنصاف حقائق يروج لها في وسائل الإعلام.

لا ليهودية إسرائيل:

وشدد على عدم قبول يهودية دولة إسرائيل، قائلا:" لن نقبل أن يطلب من فلسطين بيهودية الدولة على الإطلاق، ولو تم طرحها بالأمم المتحدة فهو أمر لا يمكن قبوله لاعتبار اللاجئين والعرب في مناطق 48 ولاعتبارات التاريخ والدين والحضارة.

وأكد، على ثبات الموقف العربي الرسمي سواء في مصر أو السعودية أو الأردن أو الإمارات أو قطر أو الجزائر أو المغرب وكل الدول العربية، ومنوهًا بأنه عندما يجتمع وزراء الخارجية العرب مع جون كيري يتحدثون بلسان واحد

وأوضح قائلا: ندرك الخلافات حول كثير من القضايا ولكن عند القضية الفلسطينية فموقف جميع العرب ثابت وواضح ومحدد.

نجاح وفشل كيري:

وأضاف: محادثاتنا مع الجانب الإسرائيلي انتهت وتوقفت منذ 5 نوفمبر الماضي والآن ما يجري هو محادثات بين السيد "كيري" وفريقه والرئيس محمود عباس وفريقه من ناحية و "كيري وفريقه ورئيس الوزراء الإسرائيلي وفريقه بشكل منفصل.

وأكد أنه لا أحد يستفيد من نجاح "كيري" مثل الفلسطينيين ولا أحد يخسر بفشل "كيري" مثلنا، "ولكن لا نريد أن يكون بأي ثمن"، فنجاح "كيري" وأفكار أميركا والرباعية الدولية يجب أن تستند إلى القانون الدولي والشرعية الدولية.

حقوق ثابتة:

وأضاف: "الرئيس محمود عباس قال للوزير كيري أكثر من مرة أنه لا معنى لإعلان دولة فلسطين إلا على حدود 67 والقدس الشرقية عاصمة لها، وأن يتضمن ذلك حق العودة للاجئين استنادًا للقرار 194 إضافةً إلى عدم بقاء أي جندي إسرائيلي على أرض فلسطين حال استكمال الانسحاب مع استعدادنا لوجود الطرفين"، قائلا:"نسعى لإقامة الدولة وفق قرارات الشرعية الدولية".

وأضاف: باختصار الجانب الأميركي حتى هذه اللحظة لم يقدم أي شيء رسمي.

وردًا على سؤال حول انحياز الموقف الأميركي لإسرائيل قال "عريقات": الدول كالأفراد عبيد لمصالحها، وإسرائيل جزء من الحياة السياسية الأميركية.

لغة المصالح:

وتابع: ولو أتقن صناع القرار في العالم العربي الحديث مع الإدارات الأميركية بلغة المصالح التي لا تفهم سواها لما استمر احتلال المسجد الأقصى 45 عامًا، لذلك نسعى بكل جهد ممكن مع الفهم الدقيق للمصالح الأميركية، موضحًا أن الولايات المتحدة لم تعد حدودها مع كندا والمكسيك والمحيطين، بل هي دولة لها مئتي ألف جندي في هذه المنطقة، لتصيحها حدودها الآن مع تركيا وإيران وباكستان والصين وسوريا والسعودية والأردن، لذا الصورة الوظيفية للدول الكبرى تختلف عن الصورة الوظيفية للدول الإقليمية.

وقال: نحن نراقب ونتابع كل مصالح العالم لأنه لم نولد كفلسطينيين إلا بغرض واحد وهو إعادة فلسطين بعاصمتها القدس إلى خارطة الجغرافيا، وإن لم نستطع تحقيق مكاسب على الأقل نوظف آليات الحل، وهذا ما نقوم بها.

وأضاف: نحن نريد عندما تطرح فلسطين قراراتها في الجمعية العامة نحصل على أصوات 165 دولة، رغم أننا لسنا دولة مانحة ولا نقدم شيء لأحد، ولكن نستند إلى عدالة وشرعية قضيتنا في القانون الدولي وكل ما يحرك تلك المسألة. أيضًا "لا نتصرف مع الدول إلا وفقًا لفهمنا الدقيق لمصالح هذه الدول".

اتفاق الأسرى:

وردا على أنه في حال لم تفرج إسرائيل على الدفعة الرابعة من ال104 أسير كما هو متفق عليه خلال فترة التسع أشهر، قال "عريقات":" كان الثمن باهظًا عندما قررنا عدم الذهاب إلى الأمم المتحدة لطلب الانضمام لعضوية المؤسسات الدولية لمدة تسعة أشهر مقابل الإفراج عن 104 من الأسرى المحكوم عليهم 25 سنة فيما فوق".

وأوضح قائلا:" على مسؤوليتي الشخصية لا علاقة للمفاوضات مع الإسرائيليين بعدم الذهاب للأمم المتحدة وصفقة الأسرى، وهي خارج ذلك"، مشيرًا إلى أنه تحمل الكثير من أجل ذلك، ولكن الدول التي تحترم نفسها عبر التاريخ تخوض الحروب من أجل أبنائها والثمن مستحق.

وشدد على أنه إذا لم تفرج إسرائيل عن الأسرى 28 مارس الشهر الجاري فهي تدرك تمامًا أن الجانب الفلسطيني في اليوم التالي سيقدم طلبات الانضمام لعضوية المؤسسات الدولية بشكل فوري.

لسان واحد:

وعن غضب "أبو مازن" من "كيري" في لقلئهما الأخير في باريس، قال "عريقات": "أبو مازن" دائمًا يتحدث بلسان واحد عندما يتحدث مع "كيري" أو مع الرئيس المصري عدلي منصور أو الرئيس الفرنسي "هولاند" أو إسرائيليين أو أميركان كما قلت لك نسعى إلى السلام وللسلام، ولكن سلامنا لن يكون بأي ثمن بمعني إقامة دولة فلسطين على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية وضمان حق العودة بناء على القرار 194 والإفراج عن الأسرى على أسس وركائز الشرعية الدولية.