رئيس البرلمان العربي يدعو إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية

  • 103
جلسة البرلمان العربي والاستماع للجامعة العربية في البحرين

دعا أحمد محمد الجروان، رئيس البرلمان العربي، إلى تعزيز العلاقات الإقليمية وإقامة شراكات تحفظ لمواطني المنطقة بصورة عامة الأمن والاستقرار وبما يضمن ولايسمح لأي طرف من كان التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية.


جاء ذلك في كلمته خلال جلسة البرلمان العربي الثالثة من دور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي الأول للبرلمان التي احتضنتها مملكة البحرين، وقرر البرلمان تحويلها إلى جلسة خاصة بشأن الأمن القومي العربي، وشارك فيها ممثلاً عن جامعة الدول العربية السفير وجيه حنفي الأمين العام المساعد، وذلك بحضور "خليفة بن أحمد الظهراني" رئيس مجلس النواب البحريني و"علي بن صالح الصالح" رئيس مجلس الشورى البحريني.

شارك في أعمال الجلسة ممثلا عن مصر النائب بالبرلمان العربي عبد الحليم الجمال، ورئيس اللجنة الاقتصادية بحزب النور.


ودعا الجروان، ـ حسب بيان للبرلمان العربي "الخميس" ـ حصلت "الفتح" على نسخة منه، المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه مراعاة التحقق من التقارير اللا مسؤولة، والمضللة، والتي تصدر من منظمات تدعي الحياد، ضد دول تبذل الكثير من الجهد في تحقيق الرخاء لمواطنيها.


وأشار "الجروان" إلى أن الجلسة الثالثة للبرلمان العربي تعقد في ظروف بالغة التعقيد بالنسبة للوطن العربي تتجلى على وجه الخصوص في النزاعات الداخلية المتفاقمة وتعاظم التهديدات المتعددة الأوجه التي تستهدف كيان الأمة العربية، مما يتطلب منا جميعًا مزيدًا من الوحدة والتضامن ورص الصفوف لإفشال كل المخططات التي ترمي في المحصلة إلى إخضاع الأمة العربية و إبقائها تحت النفوذ، و صرفها عن مواصلة مسيرة التنمية والنهوض الحضاري المنشود.


من جانبه عرض السفير وجيه حنفي الأمين العام المساعد للشؤون القانونية بالجامعة العربية تقرير الأمين العام للجامعة العربية والذي أدان من خلاله التفجير الإرهابي الذي استهدف مملكة البحرين، منبهًا من التحديات التي تواجه الأمة العربية على مستوى الأمن القومي، مؤكدًا الحاجة لوضع أهداف مشتركة وآلية للعمل وفق ما نص على ذلك ميثاق الجامعة العربية.


وتناولت كلمة الجامعة العربية، الصراع العربي الإسرائيلي والجزر الإماراتية بالإضافة إلى الأسلحة النووية.


وأكد السفير حنفي، على أنها قضايا تمثل تحديًا جادًا وأساسيًا للأمن القومي العربي ولم يوجد حتى الآن حل شامل لها.


كما كشف وجيه حنفي عن أن القمة العربية القادمة في دولة الكويت 25 و26 مارس الحالي، ستتخذ قرارات يتم من خلالها إعادة تقييم نشاط كل الأجهزة المكونة للجامعة العربي، وذلك لضمان تطوير عمل الجامعة.


يشار إلى أنه قد فتح المجال لخمسة من أعضاء اللجنة الخارجية والسياسية والأمن القومي التابعة للبرلمان العربي، لطرح تعليقاتهم بشأن ما تضمنه تقرير الجامعة العربية، فيما توالت مداخلات الأعضاء المدينة والمستنكرة للعمل الإرهابي الجبان الذي وقع في مملكة البحرين، قبل أن يتناولوا جوانبًا مختلفة من شؤون الأمن القومي العربي التي وجهوا من خلالها تساؤلاتهم للأمين العام المساعد بشأنها.

(الجامعة والبرلمان العربي)

أعرب "الجروان" عن سعادته بأن تكون "المنامة" أول عاصمة عربية تشهد عقد أولى جلسات التعاون بين البرلمان العربي وجامعة الدول العربية. وجدد الترحيب بالسفير وجيه حنفي الذي يمثل الأمين العام لجامعة الدول العربية، الدكتور نبيل العربي.

(الإرهاب والاستقرار)


من جانبه قال رئيس البرلمان العربي "الجروان" أن استشراء ظاهرة الإرهاب المقيت الذي يطال العديد من البلدان العربية والذي يعمل على زعزعة إستقرارها وترويع الآمنين مثلما يحدث في كل من مصر وليبيا واليمن والعراق وسوريا ولبنان والصومال، وحتى في بلدان آمنة مثل مملكة البحرين الشقيقة، جاء ليزيد من تعقيد الوضع المعقد أصلا، ويسهل تنفيذ أجندات أجنبية، مشيرًا إلى أن آخر فصول هذه العمليات هو العمل الإرهابي الجبان الذي تعرض إليه منتسبو قوات الأمن البحرينية قبل يومين وراح ضحيته قتلى وجرحى أبرياء.


وندد وشجب مثل هذه العمليات الإرهابية الجبانة الدخيلة على مجتمعاتنا و ثقافتنا العربية، معزيًا أسر الشهداء وقيادة وحكومة وشعب البحرين بهذا المصاب الجلل، داعيًا الدول العربية والإسلامية والصديقة إلى الوقوف خلف قيادة البحرين لوقف مثل هذه الأعمال الإرهابية في جميع المحافل الدولية وتجفيف منابع الفتن والإرهاب.


(قضية فلسطين)


وأوضح أن البرلمان العربي يعتبر القضية الفلسطينية جوهر الصراع العربي الصهيوني، والقضية المحورية للأمة العربية، طالما لم يُمَكن الشعب الفلسطيني من استرجاع حقوقه الوطنية، متمثلتاً في بناء دولته المستقلة، على التراب الوطني الفلسطيني، وعاصمتها القدس الشريف، كما يعتبر البرلمان العربي أن الحل العادل للقضية الفلسطينية سيشكل أساسًا لاستتباب الأمن والسلام في المنطقة ويهيء مقومات الإستقرار اللازم للتنمية والرقي، معربًا مجددًا عن تضامن البرلمان العربي مع الشعب الفلسطيني ضد الهجمة الشرسة التي تستهدف تهويد القدس وبسط السيادة الصهيونية الكاملة عليها، وتغيير معالمها الديموغرافية العربية .


(سوريا)


وأوضح رئيس البرلمان العربي أن الأمة العربية تواجه تحديًا خطيرًا آخر يتمثل في الأزمة، بل المأساة، السورية التي ستدخل عامها الرابع قريبًا.
وأشار إلى أن تعقيدات هذه الأزمة والتشابك بين العناصر الداخلية والخارجية نظرًا للموقع الجيوسياسي الهام لسوريا، يزيد من صعوبة التوصل إلى الحل المنشود. الحل الذي لا نراه إلا حلاً يصنعه جميع السوريين، من كافة مكونات وأطياف الشعب السوري.


وتابع: كما أصبنا بخيبة أمل من نتائج مؤتمر جنيف 2، التي أتت دون تطلعات الشعب السوري في تحقيق الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

(البحرين)


من جانبه قال خليفة بن أحمد الظهراني رئيس مجلس النواب البحريني، في كلمة تقدم في بدايتها بخالص العزاء والمواساة لأسر شهداء الواجب من رجال الأمن البواسل الذين طالتهم يد الإرهاب الآثمة وسقطوا فـــي ســبــيـــل الوطن وأمنه واستقراره.


وأعرب رئيس مجلس النواب البحريني عن ترحيبه بانعقاد أعمال اجتماعات البرلمان العربي في مملكة البحرين، مشيدًا بالدعم الكبير الذى توليه القيادة الرشيدة، لمثل هذه الاجتماعات بين البرلمانات العربية، والتي تسهم في تعزيز العلاقات الأخوية، وتعمل على الدفع بالعمل العربي المشترك خطوات كبيرة نحو التكامل والتنسيق.


وبين أن مملكة البحرين حققت الكثير من الانجازات وعلى مختلف الأصعدة منذ أن بدأت مشروعها الإصلاحي ومسيرتها الديمقراطية، وأن البحرين على الرغم مما تتعرض له من أعمال إرهابية مدعومة ومخطط لها من جهات خارجية معروفة تستهدف أمنها واستقرارها ومنجزاتها الوطنية وحياة مواطنيها والمقيمين على أرضها الطيبة، سوف تواصل طريق الإصلاح والبناء والتنمية بكل إصرار، وأن يد العدالة سوف تطال كل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن والمواطنين.


وأعرب رئيس مجلس النواب عن تقديره للبرلمان العربي دعمه المستمر لأمن البحرين واستقرارها، ونأمل ان تستمر هذه الجهود المباركة في كل ما من شأنه خدمة القضايا العربية.


بدوره قال علي بن صالح الصالح رئيس مجلس الشورى البحريني كلمة أدان من خلالها العمل الإرهابي الآثم وعبر معاليه عن ترحيبه باحتضان مملكة البحرين لهذا التجمع البرلماني العربي، شاكرًا ومقدرًا للبرلمان العربي المساعي الدءوبة على طريق تعزيز العلاقات البرلمانية العربية المشتركة..


وأشار إلى أن المنطقة العربية تمر بمرحلة تتسم بمتغيرات على جميع الأصعدة وعلى رأسها المتغيرات السياسية التي تتطلب حلولاً جماعية عاجلة، وقرارات حاسمة لمواجهتها تصب في الصالح العام العربي، مؤكدًا أن أعضاء البرلمان العربي لم يكونوا في يوم من الأيام بمعزل عن هذه القضايا، معبرًا عن تطلعه بكل اهتمام إلى هذا الاجتماع بما سيتطرق إليه من قضايا ومناقشات.