لاتستهن بآلام الغير!!

  • 186
لاتستهن بآلام الغير!! بقلم صفية محمود

لا تستهن بآلام الغير!!

ربما تكون قويًا تحتمل أن تذهب لطبيب ليداويك بحقنة وأنت ثابتٌ لا تبالي، وهناك غيرك يفزع من تصور ذلك، فكيف لو أجبروه؟ الناس قدرات، ما يستطيعه فلان لا يحتمله آخر، وما قد تفعله أنت بلا كُلفة تُذكر قد يكلف غيرك الكثير. 

ربما تجلس على مائدة تحتسي شرابًا وتقرأ خمسين ورقة في نهم لا تشعر بالوقت، وقد تنسى قهوتك لا تكمل احتساءها بسبب التعلق بالكتاب، وهناك آخر لو حبسوه أهون عنده من أن يقرأ صفحة في كتاب أو يصمد لمطالعة الفهرس والعناوين، فلا تقس على حالك، فالناس مشارب وكلٌ له احتمال.

قد تؤلم فلان كلمة، وتؤذيه نظرة فيبيت ليله ساهرًا، ونهاره شاردًا، وقد لا تبالي أنت لو بات كارهك يصب عليك وابلًا من كلام ساقط ويرسل إليك نظرات شانئ من طرفٍ حارقٍ؛ لذا في هذا الباب أتاح الشارع القصاص، لمن يعييه هضم المواقف، والعفو لمن يتمكن من عبورها، والإحسانَ لمن لديه فائض من قوة بعد الاحتمال وتمضية المواقف. 

فاعلم أن لكلٍ ألمهِ الذي يحسه هو بمقياسه لا بقياسك، ومن هنا نستطيع أن نواسي من يعاني لا أن نقاضيه.

ثم لو أردنا ترميمًا لسلوك الناس أوترقية لرتبة أعلى فليكن برفق حتى لا نخسر الخير الموجود ولو كان محدودًا.